خالد جاسم
كما هو متوقع وكما طالبنا مراراً وأوصينا باختصار الزمن وحسم الأمر, فقد جدَّد اتحاد الكرة ثقته الكاملة بالكابتن راضي شنيشل مديراً فنياً للمنتخب الأولمبي بعد انتهاء حملات التأجيج وانحسار مدّ الهجمات غير الموضوعية التي طالت شنيشل منذ بداية مشاركة الأولمبي في البطولة الآسيوية الأخيرة للمنتخبات الأولمبية في الدوحة وظفر العراق بالبطاقة الثالثة ممثلاً وحيداً عن عرب آسيا في أولمبياد باريس 2024.
وننتظر اليوم أو غداً ليعلن اتحاد اللعبة المزيد من التفاصيل التي تسرَّب جزء كبيراً منها في ما يتعلق بأوضاع الأولمبي وتحضيراته كي تشمر السواعد لرسم مسارات الإعداد المقبل وتخطيط برنامج متكامل للمنتخب الأولمبي الذي برغم كل الإحباطات وسوء الظن وضعف الثقة به يبقى ملاذاً آمناً لتطلعاتنا وأحلامنا الكروية من أجل إعادة الروح لجسده المرهق على أمل تسجيل الحضور المشرف في الأولمبياد حتى وإن كانت نسبة التشاؤم في تحقيق هذا الأمل قد بلغت لدى البعض أعلى منسوب لها , مع الاعتراف هنا بثقل وجسامة المهمة طالما نحن سنواجه منتخبات قوية لا ينبغي الاستهانة بها تعكزاً على ماض صار مودعاً في خانة الذكريات ومع حاضر أمسينا فيه نلتمس خطى التقدم الواثق في تصنيف- الفيفا- حيث بلغنا أفضل مرتبة منذ سنوات طوال في سلم التفوق العالمي في ترجمة فريدة وعملية لما آلت إليه عملتنا الكروية من نجاح مضطرد في سوق أو بورصة الكرة العالمية.
قبل أيام قليلة كُتبت لي مصادفة جلسة مصارحة مع أحد الأصدقاء العاملين في منظومة اتحاد الكرة, وتناولنا في ثنايا الحديث كل الشؤون المتعلقة بالكرة العراقية حاضراً ومستقبلاً مع مراجعة مبتسرة للماضي القريب, وفهمت أنَّ اتحاد الكرة قد منح الكابتن شنيشل كامل الحرية والصلاحيات في انتقاء من يريد من ملاك تدريبي وإداري, مع مطالبته ببرنامج إعداد متكامل من حيث الأماكن والتوقيتات للمعسكرات التدريبية والمباريات التجريبية من دون تدخلات أو إملاءات كي يتناغم اتحاد الكرة مع مطالب الشارع الرياضي والإعلام من جهة وينأى بنفسه عن أي تداعيات مقبلة في ظل ما شاهدنا ورأينا من ضغوطات وتأثيرات وتدخلات حدثت في عهد المدربين السابقين من جهة ثانية, لأنَّ ما حدث كان قد اتخذ منحنيات وانعطافات لا علاقة لها بمصلحة المنتخب الأولمبي وسمعة العراق, ولنترك لراضي شنيشل بقوة شخصيته وعدم خضوعه للضغوطات وتحرره من سطوة الخوف وهراوات سماسرة الابتزاز تحت مختلف المسميات حرية التصرف مع تقديم كامل الإسناد الرسمي والإعلامي له ولمهمته الصعبة.
لا خلاف على جدارة شنيشل ومهارته وقدراته, ويبقى الرهان قائماً على ذكاء هذا المدرب وفطنته في اختيار طريق الصدق والجدية والحسم في تعاطيه مع ملف المنتخب الأولمبي الذي يحتاج إلى الكثير من العمل والمعالجات الفنية والبناء النفسي الصحيح لأنَّ ما ينتظره صعب جداً لكنه لن يكون كذلك إذا تعاملنا مع شؤون هذا المنتخب باحترافية ومن دون تدخل وتداخلات من هنا وهناك, كما أنَّ بإمكان راضي شنيشل وهو في وسط- معمعة- دوري الكرة التأني في اختيار من يريد من أدوات وعناصر تنسجم وقناعاته وتحقق له ما يريد إحداثه من تغيير وتنفذ له أفكاره, حتى لو تطلب الأمر البناء الجزئي والفسحة الزمنية المتبقية تتيح له فرصة التغيير الإيجابي, وسوف نكون لهذا الرجل ولمهمته الكبيرة خير عون كصحافة رياضية ملتزمة تضع سمعة الوطن فوق كل الاعتبارات.