علي حنون

دَخَلت مُنافسات بطولة غرب آسيا الخامسة للرجال والسيدات، المُؤهلة لأولمبياد باريس، التي تحتضنها بصرة السياب والبريكان وعبد الواحد عزيز، يومها الثاني وسط تلابيب نجاح ملحوظ يُسجل معه الثناء والامتنان لأبناء الوطن والبصرة، نظير التوفيق بتضييف كرنفال عراقي بهيج تُعاود المدينة من خلاله استقبال الجماهير العراقية للمُتابعة والاستمتاع بفعاليات البطولة، التي تُقام على وجبتين صباحية ومسائية وبمشاركة أبطال يُمثلون 13دولة، في مُناسبة ستكون اختباراً عملياً في حال وُفقنا فيه إن شاء الله، فإن الاتحاد العربي سَيعتمد العراق بلداً لتنظيم إحدى بطولاته المُهمة قريباً، وهذه موضوعة تُلقي على عاتق الجميع مسؤولية كبيرة في أن تكون لهم بصمة عمل مُتميزة لتحقيق هذه الغاية..نعي أننا أزاء امتحان يجري في بصرتنا بعد غياب تمتد جذوره إلى العام 1979 حين احتضنت البصرة بطولة الخليج العربي لألعاب القوى، لذلك ليس أمامنا سوى النجاح، الذي لا نخاله صعباً، لأننا نمتلك كفاءات تَوضحت رؤيتها منذ يوم أمس وهو أول أيام البطولة، وفي الجانب الآخر، فإن الحضور الجماهيري والأسر البصرية لحفل الافتتاح ومُتابعة اليوم الأول من المُنافسات وضعنا في دائرة الاطمئنان بصدد عديد الأمور، التي تمنحنا والمعنيين، فسحة أمل بنجاح البطولة.

ولعل، الذي يُثلج الصدر وأنت ترى هذا الجمع الطيب من أبطال دول غرب آسيا في فعاليات عروس الألعاب وهم يتواجدون في ملعبي (جذع النخلة) والفيحاء، هو الإعجاب الكبير للضيوف، بما يُقدّم لهم من أبناء هذه المدينة من جميل ترحاب وطيب الكلم، الذي يتعدى حدود الاستقبال الرسمي وحسن التضييف ليصل إلى ساحة مُتابعة الجماهير البصرية للوحدات التدريبية قبل المنافسات وتشجيعها المُستمر لأبطال مُختلف الدول، إلى جانب لاعبي منتخبنا الوطني لأنهم يُؤمنون (أي الضيوف) أن الترحاب المُلفت هو سجية من سجايا أهل البصرة، وبالتالي، فإن هذه الرؤية ستكون حافزاً للجميع على مواصلة تقديم الأفضل..ومن جانب الجماهير فإنها تقف على يقين بأن نجاح هذه البطولة لا يتعلق بالجانب الفني فقط، وإنما له امتدادات أخرى وفي حال وُفقنا فيها، فإن جديد البصرة سيكون تضييف بطولات أكبر ولنا أن نتصور حجم الإيجابيات، التي ستحظى بها المدينة مع استمرار ركون تنظيم الاستحقاقات بها.

وتأسيساً على ما أتينا عليه، فإننا نتمنى أن يُدعم الجهدين التنظيمي والمنظماتي، بما يُعضدهما من المُساندة الحكومية سواء من قبل الحكومة الاتحادية أو الحكومة المحلية طالما أن النجاح سَيجلب - في أثره - نجاحاً آخر، وكما جاءت أجواء بطولة خليجي25 ببطولة غرب آسيا لألعاب القوى، فإن فلاح الأخيرة سيأتينا - يقيناً- باستحقاقات جديدة وقد تكون أكبر وأثقل مكانة، وهذه هي الغاية الأولى، التي تسير في سبيلها عديد دول المنطقة، التي سبقتنا خطوات على هذا الطريق..وفي هكذا مُناسبات هناك المُهم وهناك الأهم، فالمُهم نجاح البطولة والأهم هو تعبيد السبيل لاستقبال البطولات والفعاليات الرياضية، التي يبقى تأثيرها أبلغ وأقوى وارتداداتُها سياسية واقتصادية وثقافية وترويحية، إلى جانب عنوانُها الكبير وهو التنافس الرياضي، ووفق هذه الاعتبارات، فإن موضوع الاستضافة في كل جوانبه يرتقي إلى مرتبة (قضية وطن)، لذلك لا يُمكن ونحن نعيش أجواءها، إلا التحشيد لإصابة النجاح.