هل يقود أنشيلوتي سفينة الريال نحو لقب «تشاومبيونز ليغ» مرة أخرى؟

الرياضة 2024/05/30
...

 مدريد: أ ف ب

     

 لطالما جذب نجوم ريال مدريد الأضواء، لكنَّ من يقود السفينة بهدوء نحو النجاح في دوري أبطال أوروبا لكرة القدم مرّة أخرى هو المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي.

في حال تمكّن النادي الملكي من التغلّب على بوروسيا دورتموند الألماني في النهائي بعد غد السبت على ملعب ويمبلي، سيصبح “ميستر أنشيلوتي” أوّل مدرّب يُحرز الكأس صاحبة الأذنين الكبيرتين خمس مرات.

في الأصل، يملك أنشيلوتي الرقم القياسي في تاريخ المسابقة (مع 4 ألقاب)، بعد أن توّج باللقب مرتين مع ميلان الإيطالي (2003 و2007) ومرتين مع ريال أيضًا (2014 و2022).

جاء الإنجاز الشخصي للمدرّب الإيطالي بعد فوز صعب على ليفربول الإنكليزي في النهائي الذي أقيم في باريس عام 2022، لينجح في تخطي مدرّب ليفربول الإنكليزي بوب بايسلي وسلفه في ريال مدريد الفرنسي زين الدين زيدان حيث فاز المدرّبان بثلاثة ألقاب لكل منهما، فأصبح أنشيلوتي “سيّد الأبطال».

كذلك، فاز أنشيلوتي بلقب المسابقة مرّتين كلاعب مع ميلان، لكنّ نجاحاته كمدرّب وضعته في مصاف الأساطير، بالإضافة إلى احتفاله الشهير الأخير بارتداء النظارات الشمسية والسيغار في يده.

يُعدّ المدرّب محبوباً جداً لدى لاعبيه، نتيجة للـ”قيادة الهادئة”، وليس من قبيل الصدفة عنوان كتابه.

يعرف أنشيلوتي كيفية الحفاظ على اللاعبين في صفّه ويوجههم في الاتجاه الصحيح حتى في اللحظات الصعبة.

مرّ المهاجم البرازيلي رودريغو بفترات صعبة عانى خلالها أمام المرمى للتسجيل هذا الموسم، لكنّ أنشيلوتي لم يبخل عليه بالدعم.

قال أنشيلوتي في تشرين الثاني “هناك أوقات تسجّل فيها في كلّ مرّة تلمس فيها الكرة، وهناك أوقات تسدّد فيها كثيرًا وتفشل».

وتابع “سوف يتجاوز الأمر، كما حدث مع جميع المهاجمين الآخرين». كذلك، لم يبدأ مواطن رودريغو، فينيسيوس جونيور الموسم بأفضل حالاته ولكن بتوجيهات أنشيلوتي، وصل إلى أعلى مستوياته في الوقت المثالي.

وقال أنشيلوتي “إنه عمل أنجز بشكل جيد».

وتابع “لديه موهبة رائعة أضاف إليها جودة رائعة على التحرك من دون الكرة».

نجح أنشيلوتي من خلال بناء هذا الشعور الدافئ مع لاعبيه في مساعدتهم على قبول قراراته لناحية من يلعب أو لا، إضافة إلى مراكزهم في أرض الملعب.

في أحيان كثيرة، لعب الفرنسي إدواردو كامافينغا في مركز الظهير الأيسر، بينما يلعب مواطنه أوريليان تشواميني كقلب دفاع، من دون امتعاضهما.


ثقة بنسبة 100 % 

كان القرار الأكبر أمام انشيلوتي في بداية الموسم كيفية استخدام لاعبه الجديد الإنكليزي جود بيلينغهام.

استهل لاعب الوسط موسمه كجزء من الهجوم، ولقيت هذه الخطوة نجاحاً منقطع النظير، حيث أحرز بيلينغهام 13 هدفًا في مبارياته الـ 13 الأولى.

ومن ثمّ انتقل لاعب بوروسيا دورتموند الألماني سابقاً ليشغل مركز الجناح الأيسر أو في عمق الوسط.

وكان أحد أسباب هذا التحول هو الهزيمة الوحيدة التي مُني بها الفريق الملكي هذا الموسم في أيلول الماضي أمام الجار أتلتيكو مدريد.

عمد أنشيلوتي إلى تعديل تشكيلته بعد ذلك، حيث جعل بيلينغهام يقوم بالتغطية الدفاعية بالإضافة إلى دوره في الهجوم. لم يتلقّ ميرينغي أي خسارة في 32 مباراة بعدها في الدوري الإسباني.

قال أنشيلوتي في شباط “المباريات التي لا يمكنك الفوز بها، لا يجب أن تخسرها».

لم يخسر الفريق الملكي في دوري الأبطال على الإطلاق هذا الموسم، حيث أظهر لاعبوه جاهزية عالية لحسم الأمور في الأوقات الحسّاسة.

حافظ أنشيلوتي على فريقه مندمجًا وعلى درجة عالية من التركيز، وأثمر ذلك نجاحاً. ويمكن الإشارة على سبيل المثال لا الحصر، إلى ثنائية البديل خوسيلو ضد بايرن ميونيخ الألماني في النصف النهائي.

نادرًا ما يشعر الإيطالي بالارتباك، على الرغم من اعترافه بأنه يشعر عادةً بالتوتر في الساعات التي تسبق نهائي دوري أبطال أوروبا.

وبينما يخوض مباراته النهائية السادسة، يمكنه التنبؤ بثقة عن مسار الأمور “ماذا أحبّ أن آكل؟ البروكولي والسلمون والمعكرونة. هذا ما سأتناوله».

وتابع “بعد ذلك، ساعة من القيلولة، يبدو ذلك جيدًا، إذا استطعت. بعد ذلك، (ستأتي) كل الأفكار بشأن المباراة».

وأردف “ثم قبل الجلسة الكلامية مع الفريق، يبدأ معدل ضربات القلب في الارتفاع. يصل إلى 110، 120 (نبضة في الدقيقة). حتى تبدأ المباراة. وبعد بدء المباراة، يعود إلى إيقاعه الطبيعي».