بغداد: متابعة الصباح الرياضي
مع بدء العد التنازلي لانطلاق بطولة كأس أوروبا 2024 لكرة القدم بعد أيام في ألمانيا، بدأ حديث النقاد يُركّز على حدة التنافس في المجموعة الثالثة التي تضم منتخبات (إنكلترا والدنمارك وصربيا وأخيرا سلوفينيا )، ويبدو أن دائرة الضوء قد سلطت بوضوح على المنتخب الإنكليزي الذي يسعى لإحراز أول لقب له منذ 58 عاما، بعد أن رفع بوبي مور كأس العالم 1966 التي استضافتها بلاده، إذ يدرك الجميع أن كتيبة المدرب غاريث ساوثغيت تعاني من تخمة النجوم لحظة انتقاء الأسماء التي ستخوض غمار التجمع الأوروبي لجودتها وكثرة الخيارات من البدائل، بينما يعتمد المنتخب الدنماركي، بطل نسخة 1992، على الخبرة التراكمية والثبات في التشكيل وعزيمة التحدي، في المقابل، ستعتمد صربيا على صانع ألعاب فنربخشة التركي دوشان تاديتش، بمعية مهاجم يوفنتوس الإيطالي دوشان فلاهوفيتش ومهاجم ميلان الإيطالي لوكا يوفيتش ونجم الهلال السعودي ألكسندر ميتروفيتش، لتعزيز حظوظها في هذه المجموعة، إلى ذلك، يُراهن المنتخب السلوفيني في مشاركته القارية الثانية على روح الفريق لتشكيل خطورة على منافسيه، على غرار الصورة التي ظهر بها في آذار عندما أسقط البرتغال ونجمها كريستيانو رونالدو.
الأسود الثلاثة مرشح لخطف اللقب
يبقى المنتخب الإنكليزي أحد أبرز المنافسين على اللقب القاري، إلى جانب فرنسا وصيفة كأس العالم قبل عامين والمضيفة ألمانيا، من قبل مكاتب المراهنات، مع عدد كبير من المواهب العالمية، أبرزهم جود بيلينغهام وهاري كين وفيل فودن، واللافت في الأمر أن المدرب ساوثغيت استبعد مجموعة من أبرز الأسماء التقليدية على غرار غريليش وهاري ماغواير وجيمس ماديسون وغاراد برانثويت وكورتيس جونز وغاريل كوانساه والحارس جيمس ترافورد.
إنكلترا التي أخفقت في الأمتار الأخيرة من النسخة الأخيرة للبطولات الكبرى، كانت قد خسرت بركلات الترجيح أمام إيطاليا في نهائي كأس أوروبا صيف 2021 في عقر دارها ملعب ويمبلي، كما سقط “الأسود الثلاثة” أمام كرواتيا في نصف نهائي كأس العالم 2018، ثم خرجوا على يد فرنسا في ربع نهائي كأس العالم 2022 بعد أن أهدر هاري كين ركلة جزاء في وقت متأخر من المباراة.
منتخب الفايكينغ يعول على واقعيته
سيعول الدنمارك الذي حقق لقب نسخة 1992، على خبرة لاعبه المميز كريستيان إريكسن الذي تعرض لسكتة قلبية قبل ثلاث سنوات، وحوّلوا نكستهم إلى ملحمة رائعة، فتمكّنوا من التأهل إلى دور الأربعة، قبل أن يخسروا على ملعب ويمبلي أمام إنكلترا المضيفة، وتبرز في تشكيلة منتخب الفايكينغ، عدة أسماء أبرزها بيار-إميل هويبيرغ (توتنهام الإنكليزي) وتوماس ديلايني (أندرلخت البلجيكي)، إلى جانب المدافع الصلب سيمون كاير، لاعب ميلان الإيطالي، العائد حديثاً من الإصابة، في مقدمة المواهب التي يراهن عليها مدرب الفريق كاسبر هيولماند الذي يتولى الإشراف على الفريق منذ العام 2020، من دون أن نغفل اللاعب الموهوب راسموس هويلوند (21 عامًا) الذي قدم موسمًا متفاوتاً في مانشستر يونايتد بسبب كثرة الإصابات، إزاء ذلك كان المشجعون الدنماركيون مصدر دعم كبير لمنتخبهم الذي يتميّز بجانب عاطفي يلعب به بشكل واضح، ناهيك عن قدرته على اللعب بشكل جماعي متراص لطالما اشتهر به.
“النسور” دفاع مهزوز وهجوم ضارب
يدخل المنتخب الصربي إلى كأس أوروبا 2024 لكرة القدم بظروف متفاوتة، إذ يستهل مغامرته الأوروبية أمام “الأسود الثلاثة” في 16 حزيران، فرغم امتلاكه إمكانات جيّدة من بينها المهاجم النجم دوشان فلاهوفيتش، إلا أنّ ظروف الفريق قبل انطلاق البطولة القارية غير مستقرّة تحت قيادة المدرّب دراغان ستويكوفيتش الذي لم تكن نتائجه مشجعة، الآراء الفنية ترى أن المدافعين نيكولا ميلنكوفيتش وستراهينيا بافلوفيتش وستراهينيا إيراكوفيتش لا يتمتعون بالمستوى الدفاعي المطلوب، لكن آمال المشجعين تبقى قائمة على براعة مهاجم يوفنتوس الإيطالي دوشان فلاهوفيتش (18 هدفاً، 4 تمريرات حاسمة هذا الموسم) الذي يعد من أبرز رؤوس الحربة على الساحة الأوروبية، بمعية لاعب الوسط دوشان تاديتش، ابن الـ35 عاماً الذي يحمل الرقم القياسي بعدد المباريات الدولية مع منتخب بلاده، وكذلك ستكون الأنظار شاخصة نحو لاعب خط وسط أودينيزي الإيطالي لازار ساماردجيتش (22 عاما)، بالإضافة إلى ألكسندر ميتروفيتش، الذي سجّل 39 هدفاً في السعودية هذا الموسم، مساهماً بإحراز الهلال لقبي الدوري والكأس مع زميله سيرغي ميلينكوفيتش- سافيتش، وبالتالي يملك ستويكوفيتش بعض الإمكانات التي سيعوّل عليها في الاستحقاق الكبير المرتقب.
“الفتيان” قادم للمنافسة
يعقد المنتخب السلوفيني العزم على روح الفريق والتفاهم الكبير بين اللاعبين، تحت قيادة المدرب ماتياغ كيك (62 عاماً) الذي أكد في تصريحات صحفية أن “فريقه لن يذهب إلى ألمانيا من أجل المشاركة فحسب بل للمنافسة، وسيكون الامتحان الأول أمام الدنمارك في 16 من الشهر الحالي” وتابع حديثه قائلا: “ لدينا المعرفة والطاقة والشجاعة اللازمة لوضع أي فريق في موقف صعب”، مؤكّداً “حرصه على الحفاظ على الجوّ العائلي السائد منذ توليه منصبه في عام 2018».
كذلك رأى أنه “ يملك مجموعة من العناصر المؤثرة، في مقدمتهم القائد وحارس مرمى أتلتيكو مدريد الإسباني يان أوبلاك (31 عاماً)، بالإضافة إلى مهاجميه الرئيسيين، أندراج شبورار (30 عاماً) الذي يدافع عن ألوان باناثينايكوس اليوناني، والواعد الشاب بنجامين شيشكو (21) الذي يلعب في لايبزيغ الألماني « .