بانتظار الأصعب

الرياضة 2024/06/11
...

خالد جاسم
الفوز المبهج الذي حققه منتخبنا الوطني على نظيره الإندونيسي الأسبوع الماضي في جاكارتا كانت له معان كبيرة ومدلولات أكبر من الواجب استثمارها جيداً لأجل التحضير المتكامل الذي ينسجم وصعوبة المهمة التي تنتظرنا في الشوط الأخير من التصفيات المزدوجة وأهمها المؤدية إلى مونديال 2026. وبالرغم من أنَّ المواجهة الأخيرة التي تنتظر أسود الرافدين اليوم الثلاثاء أمام ضيفهم المنتخب الفيتنامي في ملعب المدينة الرياضية في البصرة تكاد تكون تحصيل حاصل ولا تأثير لنتيجتها في صدارة الأسود لمجموعتهم في خاتمة المرحلة الأولى من التصفيات الصعبة، إلا أنَّ المؤكد هو تقديم مستوى فني رفيع معزز بنتيجة مفرحة وذلك لاعتبارات عدة يأتي في طليعتها الحضور الجماهيري الغفير، حيث طال الاشتياق نسبياً بين جماهيرنا ومنتخبنا وما تعنيه المظلة الجماهيرية الكبيرة التي سوف يستظل تحت زخمها الهادر أداء اللاعبين ومقدرة المدرب كاساس على وضع توليفة متكاملة تمسح من شريط الذاكرة بعض الهفوات والأخطاء التكتيكية التي رافقت المباريات الأخيرة لمنتخبنا الوطني ومنها اللقاء الماضي مع إندونيسيا برغم النتيجة الإيجابية التي تحققت في جاكارتا، كما أنَّ مطالب الجماهير في مشاهدة أداء رفيع معزز بنتيجة كبيرة أمام فيتنام ليست فقط مجرد تمنيات وجدانية بقدر ارتكازها على حسابات أخرى منها تأكيد الجدارة العراقية المطلقة في صدارة المجموعة بلا خسارة مع تمتع منتخبنا بميزتي أفضل خط هجومي وأفضل جدار دفاعي من خلال حسبة الأهداف المسجلة لنا وعلينا، كذلك فإنَّ الفوز اليوم يمنح منتخبنا الوطني دفقاً متجدداً في اتجاه تحسين الموقع الدولي في التصنيف الشهري للفيفا ولا سيما أنَّ العراق حالياً في أفضل ترتيب له في هذا التصنيف منذ أكثر من عقد من الزمان. ومن هنا فإنَّ هذه النقاط المشرقة والفواصل المفرحة يجب أن تكون عوامل تحفيز نحو الأفضل, إذ إننا ورغم جدارة التفوق والتأهل علينا الاعتراف كذلك بأنَّ منتخبنا بحاجة إلى الكثير من العمل الجاد فنياً وبدنياً وما ينتظرنا في المرحلة الأخيرة الحاسمة من التصفيات هو أمر مختلف تماماً عن المراحل السابقة وبالتالي فإنَّ الإخوة في اتحاد الكرة مطالبون وبالتعاون مع المدير الفني للمنتخب الوطني السيد كاساس بوضع التدابير اللازمة والواقعية بغية توفير أفضل فرص الإعداد والتحضير للشوط الأخير من الطريق إلى المونديال لأننا سنواجه منتخبات قوية جداً ولدى كل منها ذات الطموح العراقي ومن دون توفير إمكانيات التهيؤ بالصورة التي توازي حجم التحدي الصعب علينا عدم التفكير ورسم الآمال الوردية في تحقيق ثاني حضور للكرة العراقية في نهائيات كأس العالم, برغم أنَّ الفرصة هذه المرة تبدو مواتية أكثر من أي وقت مضى مع زيادة عدد المقاعد المؤهلة لكل قارة ومنها القارة الصفراء إلى المونديال المقبل.