اتحاد غرباء الكرة العراقية

الرياضة 2024/06/24
...

علي رياح

في مثل هذا الأسبوع (الأحد 27 حزيران) من عام 2004 كان الوسط الكروي يتقلّب على صفيح الانتخابات الساخن في إحدى قاعات نادي الصيد.إنها انتخابات أول اتحاد كرة عراقي بعد التغيير السياسي، طال انتظارها على مدى أكثر من عام، وأُقيمت وسط إجراءات أمنية غير مسبوقة. كان على السوري توفيق سرحان ممثل الاتحادين الدولي والآسيوي لكرة القدم أن يتدخّل في كل مرّة لكي يفصل ارتدادات وتفاعلات ما كان يدور في فلك الديمقراطية وتعددية الرأي، إذ تبيّن أن الطرف الأقوى في الاتحاد المؤقت والذي يمثله حسين سعيد قد عقد العزم على اجراء الانتخاب للانتقال إلى مرحلة مستقرة من العمل بعد اكتساب مُصادقة الفيفا.
في الاتجاه المقابل، كان الساعون إلى التغيير يبحثون عن حلّ عادل لمشكلة عويصة هي (توليفة) الهيئة العامة التي يحقّ لها الترشيح أو الانتخاب، إذ لم تنفع جهود وضغوط قادة أشهر وأكبر وأهم الأندية الجماهيرية في إحداث الانعطاف نحو مراجعة وضع الهيئة العامة التي يحقّ لها الانتخاب أو الترشيح، بينما أيّد توفيق سرحان موقف (هيئة حسين سعيد) وضاعت وسط الصخب الشديد طروحات واعتراضات رعد حمودي رئيس نادي الشرطة وأحمد راضي رئيس نادي الزوراء وعبد السلام الكعود رئيس نادي الطلبة وسمير كاظم رئيس نادي القوة الجوية.
أجريت الانتخابات ومضى (59) عضواً من أصل الحضور وعددهم (60) من الهيئة العامة التي وضعها الاتحاد المؤقت، ولم يكن أغلب الحضور والمراقبين بعيدين عن توقّع النتائج المتوقعة، ذلك لأن التنافس على المناصب الأساسية كان مثل أي سباق يخوضه عدّاء واحد ثم يفوز به بصرف النظر عن صلاحيته أو عدم صلاحيته للفوز.. ففي منصب الرئيس كان سِباق حسين سعيد مع نفسه دون وجود لأي شخص آخر، والشيء نفسه يقال عن المناصب الأخرى دون استثناء.. وبعد إفراغ الصندوق من أوراقه كانت النتائج على النحو التالي:
فاز حسين سعيد بمنصب رئيس الاتحاد وجمع (53) صوتاً.. وفاز ناجح حمود بموقع النائب الأول للرئيس جامعاً (48) صوتاً. ونال باسم الربيعي موقع النائب الثاني للرئيس وجمع (47) صوتاً. وتبوأ أحمد عباس منصب الأمين العام للاتحاد وله (50) صوتاً. وأصبح عبد الخالق مسعود أميناً مالياً للاتحاد وحصد (53) صوتاً. هؤلاء جميعاً كانوا في صراع المناصب فرادى بمعنى أن الخمسة دخلوا السباق الانتخابي لوحدهم على خلفية الانسحاب المبكر لرعد حمودي من التنافس على منصب الرئيس، ثم الانسحاب اللاحق لأحمد راضي من التنافس على موقع النائب الأول. أما في مجال العضوية في الاتحاد الجديد فإن المتنافسين كانوا (11) وكان يتوجّب على الهيئة العامة أن تنتخب (6) منهم للاتحاد. ففاز كاظم سلطان (43) ومحمد جواد الصائغ (41) وطارق أحمد (40) وهديب مجهول (39) وإبراهيم قاسم (35) وسامي ناجي (26). وفي الممارسة الانتخابية نفسها كان عبد السلام الكعود وعبد كاظم ومنعم جابر وسمير كاظم قد انسحبوا أيضاً وغادروا القاعة احتجاجاً على ما رأوه تعسّفاً مورس إزاء افكارهم. فيما غاب هادي أحمد عن الحضور.. وانطلق الوصف المُثير للجدل بعد كل الذي جرى من لسان المهندس عبد السلام الكعود الذي قال للصحفيين وهو يغادر القاعة: تشكيلة الاتحاد هي غرباء الكرة العراقية. بعد عشرين سنة من تلك الوقائع اتساءل: هل يحقّ أو يصدق أو يجوز مثل هذا الوصف على ذلك الاتحاد؟