(الأولمبي) وحرب المنصات

الرياضة 2024/06/27
...

علي حنون
تتواصل عمليَّة استهداف منتخبنا الأولمبي بعنوانيه الجهاز الفني واللاعبين وعلى مُختلف (التوجهات)، وبدا وكأنَّ هناك قصدية للتأثير- سلباً- في رحلة تأهبه إلى نهائيات دورة باريس الأولمبيَّة، التي ستنطلق في شهر تموز المُقبل، منذ أيام بدأت حملة غريبة طالت وتُواصل النيل من المدرب راضي شنيشل، وهي تُسوّق في ظاهرها لدوافع تتعلق باستدعاء عينة من اللاعبين، وفي جوهرها أنَّ الاستهداف واضح- لمن ينظر إلى الأمر ببصيرة وبصر- موجه إلى المدرب، لأنه لو كانت المُوجبات تتعلق باللاعبين لجاء الطرح لمرّة واحدة وبصيغة وجهة نظر ولكن ما يُؤكد قصدية النيل من شنيشل أولاً وأخيراً هي الحملة المُمنهجة المُستمرة وكأنه ليس المُدرب، الذي قاد منتخبنا للظفر ببطاقة التأهل إلى أولمبياد باريس!.

العجب، الذي نَقف عليه في تناول بعض نُشطاء المنصات ومعهم ثُلة من أعلام الفيس بوك، هو أنَّ من يتصدون للحملة ليس لهم من عمل ولا غاية سوى نشر مُوجبات الإحباط وظَهر أنَّ الأشخاص يَعنون لهم أكثر من العناوين، وهم يَتواصلون في غايتهم، المُخطط لها لتبدو وكأنها عفوية، ومع أنهم يُدركون أنَّ الأمر يتعلق برحلة منتخب يُمثل الكرة الوطنية في بطولة غاية في الأهمية، إلا أنهم مُستمرون في تنفيذ الرؤى التي تحكمهم دون الأخذ بالاعتبار أي واعز، ذلك أنَّ شواهدهم تُبيّن أنَّ الهدف أكبر حتى من رحلة منتخبنا الأولمبي، لذلك ستستمر الحملة حتى مع انطلاق مُنافسات الأولمبياد بل أنها ستكون (أشرس) في حال تَوفرت لها وقائع تُسندُها من قبيل تعثر منتخبنا لا سمح الله في أي مباراة.

في أرجاء العالم هناك من ينتقد من أجل تصحيح المسار وبأسلوب مهني ظاهره كباطنه، إلا في العراق الانتقاد يتجاوز الحدود ليلج بأسلوبه الجارح دائرة الإساءة في محاولات مريضة للتأثير في نفسية المدرب وبالتالي تعثير رحلته ومن ثم إظهاره كمدرب فاشل وعندها يُمسي موضوع الإطاحة برأسه مطلباً جماهيرياً، في أنحاء المعمورة وفي مجتمعات خالية من الأزمات الشخصية والعامة يُترك أمر تأشير مواطن الوهن في كل منظومة إلى أهل الاختصاص، إلا عندنا الكل ينتقد ويضع كلمات الإساءة في خانة تصحيح المسار، حتى أصبح لدينا صوت جمعي نشاز في منصات التواصل يسعى في كل فاصلة وبأي كيفية لتصدير ما يعتقد وكأنه الواقع، ومما ساعد هؤلاء في فرض وجودهم هو الاستجابة من قبل إدارات المنظومة لطروحاتهم هرباً من حرب المنصات، وهذا أمر مُعيب ومُحبط وصار الوقوف بالضد منه، حالة مطلوبة جداً إذا ما نشدنا النجاح لمنتخباتنا الوطنية في الاستحقاقات الخارجية.

ومع الأسف، فإنَّ التكتل، الذي جئنا على سياسته خلق- في ظل وهن القرار العام- جبهتين محلية تختص بالمدرب واللاعب المُتواجدين في الداخل، وأخرى تتعلق بالمُحترفين سواء في جانب الجهاز الفني أو في جانب اللاعبين، وبقي (هذا التكتل) طيلة الفترة الماضية يُؤسس من خلال المواقع والصفحات إلى سياسة زرع بذور الفرقة في منظومة كرة القدم ويَتحيّن كل فرصة لتغذية هذه السياسة بما يُعضّد ديمومتها، وكنا نتمنى أن نكون إزاء سياسة تحمل النضج من قبل الجميع تُبرهن على أحقية أي مدرب وأي لاعب التواجد مع المنتخبات الوطنية طالما أنه يمتلك كفاءة وقادر على تحقيق تطلعات الجميع بغض النظر عن مكان تواجده.