نكسات حزيرانية

الرياضة 2024/06/27
...

يوسف المحمداوي


يصيبني الفزع والحزن كلما اقترب شهر حزيران من إطلالته السنوية علينا، لكون هذا الشهر المشؤوم قد سرق مني ولدي «علي» الذي استشهد في الرابع عشر منه في العام 2016 دفاعا عن الوطن، وتجدد الذكرى من كل عام هو تجديد للمصيبة في قلوبنا كعائلة، ومع ذلك لم تمنعني الفجيعة من البحث في مفكرة ذلك الشهر من نوائب مرت علينا كعرب وكعراقيين، وهالني ما وجدت فيه من تواريخ لصولات ونكسات تهون لها مصيبتي لفقداني ولدي، للعرب نكستهم الكبيرة في الخامس من هذا الشهر عام 1967، بعد أن تعدت وتجرأت تلك التي كنا نسميها باللقيطة على أن تستبيح وتحتل العديد من المناطق العربية أمام أنظار العالم، مستغلة تهاون قادة العرب في تلك الفترة، وعاد الوحش الحزيراني تاركا العرب ليوغل بجرائمه الكبرى في ساحة الوطن، ولا نريد أن نستذكر جرائمه القديمة، لأن الحديثة منها ما زالت آثارها جاثمة على صدورنا، بعد أن احتلت عصابات داعش مناطق كبيرة من العراق، واحتلت أم الربيعين نينوى وجعلتها عاصمة لدولتها الظلامية، وهدمت تأريخ وحضارة تلك المدينة الموغلة بالتراث الذي لا يتجاهله أي منصف للتأريخ، وفي الثاني عشر منه من العام 2014 حدثت أسوأ مجزرة في تأريخ الإنسانية، وهي مجزرة سبايكر التي انتهت في الخامس عشر منه، ولا نريد أن نبتعد عن موضوعنا الخاص عن حصاد مناجل هذا الشهر في بساتين الرياضة.

الرياضيون لهم حصتهم من وحشية هذا القاتل، ففي حزيران 2018 غادرنا اللاعب الدولي علي كاظم، بعد معاناة مريرة مع المرض، وكذلك ذهب بطل العراق برفع الأثقال محمد ياسين محمد، الحاصل على برونزية 75 كغم في دورة الألعاب الآسيوية للعام 1982، إثر إصابته بداء كورونا، وفي الثاني عشر من هذا الوحش عام 2020 رحل اللاعب الدولي علي هادي، بنفس الداء الملعون، ليتبعه بعد أيام في الحادي والعشرين منه أفول كوكب الساحر أحمد راضي، وتبعه نجم المنتخب الوطني نوري ذياب بعد يوم واحد في الثاني عشر من حزيران عام 2020 في مستشفى اليرموك، لتتوالى بعدها علينا نكسات هذا الشهر، ففي الخامس منه أي مع ذكرى نكسة العرب، رحل عنا اللاعب الخلوق حيدر عبد الرزاق إثر اعتداء إجرامي من قبل عصابة إجرامية ضالة، ولم يتوان هذا القاتل عن التجاوز على روح شيخ المعلقين والموسوعة الرياضية الأستاذ مؤيد البدري، ليغيّب عن الساحة الرياضية علما من أعلام العراق.

ولا يمكن أن نتجاهل تاريخا أسود حدث لجريدة الصباح ونحن نستذكر جرائم حزيران، بعد أن تم فيه اختطاف مدير تحريرها الشهيد فليح وداي مجذاب الذي وجدت جثته في السابع عشر من حزيران عام 2007، بعد أربعة أيام من اختطافه.

ما ذكرناه هو بعض البعض مما فعله هذا الشهر القاتل. اللهم اكفنا شرور هذا الشهر القاتل الذي أوغل بطشا في أرواحنا، واجعل أيامه فرحا على العراقيين بجميع مكوناتهم إنك سميع مجيب.