كادَ الزوراء أن يكون (العربي)

الرياضة 2024/07/01
...

علي رياح



في مطلع عام 1989، كنتُ في زيارة مُعتادة إلى مؤسس نادي الزوراء، الأستاذ الراحل عدنان أيوب صبري العزي، ولكنني في تلك المرّة كنت أعدّ ملفاً شاملاً عن النادي في إطار السلسلة الشهرية التي كانت تتبناها مجلة (الرياضي العربي) الكويتية، والتي كنت مديراً لمكتبها في العراق، وذلك بقصد التعريف بالأندية الجماهيرية الشهيرة على مستوى الوطن العربي.

كنتُ قد هَممتُ في الشروع بأسئلتي حين بادرني الأستاذ العزي بالقول: علي.. أنت تعرف أن الزوراء لديه مشكلاته الإدارية في الوقت الحاضر، وكما تعرف فأنا الآن أحمل صفة الرئيس الفخري فحسب وليس الرئيس العملي الفعلي، ووددتُ أن أخبرك بأن هنالك تعديلاً سيحصل عمّا قريب في تركيبة الهيئة الإدارية، وأنت الشخص الوحيد الذي زكـّيته ورشـّحته أنا.. وهي فرصة لأن يتمّ تفعيل مشروع الصحيفة الأسبوعية الخاصة بالنادي، وأنا لا أجد من هو أكفأ وأحرص منك على أداء هذه المهمة.

حاولتُ قدر المستطاع إخفاء ردود الأفعال السريعة لهذا الخبر المثير الذي لم أملك أية مقدمات له، ووعدته خيراً حين يتمّ فعلاً قرار التعيين. الأمر الوحيد الذي كنت أدركه تمام الإدراك هو أن الرجل يقدرني، وسمعته كثيراً وهو يقول: أحملُ تقديراً لعلي فهو في مَعزّة ابني عماد، وأدرت دفة الحوار إلى اللقاء الصحفي، إذ كنت أرى ألّا اكتمال لملف المجلة من دون حضور مميز للعزي.

صدر العدد (913) من المجلة، الذي حمل الملف الخاص، في الخامس من آب 1989.. وكانت المفاجأة الأولى في الحوار المنشور حين سألت العزي عن جذور تسمية النادي الزوراء، وقال إنها تعود إلى عام 1969 في ذهنه وتوجهه شخصياً، حين كانت هناك لقاءات غير رسمية للشخصيات التي وقفت وراء إطلاق النادي في ما بعد، فقد كانت أمامها أسماء عدة مطروحة بينها النادي (العربي)، وكان العزّي يدرك أن الشخصيات ذات الاتجاه القومي تتحمّس لهذا الاسم، وهي التي حرّكت الجو باتجاه اعتماده، لكنه كان مُعارضاً بشدة، إذ كان يبحث عن اسم له خصوصية عراقية. تدور الأيام والأعوام، وفي الموسم الكروي 1974 - 1975 كان فريق النقل يشارك في الدوري بنظامه الجديد الذي يستبعد فرق المؤسسات، وفي الموسم الذي تلاه كان اسم الزوراء يتجلّى في الدوري، ثم يتوّج بلقبه بعد أن ذهب لاعبو النقل الذي تمّ حلُّه إلى الزوراء.. هذا الاسم (الزوراء) كان قد ظهر قبل هذا التاريخ وهو يلعب ابتداءً من الدرجة الرابعة منذ عام 1972.. لكن المعلومة التي ربما يجهلها كثيرون، أن المنتخب العسكري العراقي واجه فريقاً لمناسبة مُحددة حملَ اسم الزوراء في مباراة ودية أقيمت مطلع حزيران 1973، في ذكرى مرور سنة على قرار تأميم النفط، وضمّت تشكيلة الفريق لاعبين من البريد والسكك، وأجريت المباراة وقتها برعاية عدنان أيوب صبري العزي وزير الشباب، الأمر الذي يؤكد ما هو مُحبب إلى نفس العزي منذ البداية ونواياه باتجاه اعتماد اسم الزوراء ومَدّه بكل سبل التطور والنمو.. لعب للفريق الذي حمل اسم الزوراء في هذه المباراة: جلال عبد الرحمن، كاظم كامل، منعم جابر، زياد عبد الحميد (علي حسين بطوش)، سمير محمد علي، رسن بنيان، جبار خزعل، كاظم وعل، كاظم لعيبي، فليح حسن وثامر يوسف.