خالد جاسم
بجدارة متناهية واستحقاق واقعي اعتلى فريق الشرطة منصّة التتويج غير الرسمي بطلاً لدوري المحترفين الكروي للموسم الثالث على التوالي، وهو تفرّد ناجح جديد أضافه الشرطاويون إلى سجلّ نجاحاتهم الكروية الكبيرة وتحقق قبل أن يبلغ قطار المسابقة المحطة الأخيرة برغم أنَّ أهل القيثارة الخضراء ظلوا محتفظين بالصدارة وتفردهم بها مدة ليست قصيرة مع شراسة المنافسة من أقرب منافسيهم خصوصاً الصقور، واللافت أنَّ تتويج الشرطة باللقب قد تحقق قبل إسدال الستارة الرسمية على مسرح أحداث ما أطلقت عليه بدوري الفصول الأربعة التي نقول بمناسبتها حمداً لله جل في علاه عندما تسدل الستارة على المشهد الأخير لمسرح الدوري هذا الموسم من دون خسائر أو حوادث قد تصنّف في خانة المؤذيات والتي تجلّت في الكثير من المناظر المؤذية التي شاهدناها كما كانت صيغة التوقف في المباريات في دوري الكرة وما قبله هي الصيغة الأبرز وتعكس بؤس واقع الحال الفني وتمدد زمن ما تبقى من جولات حتى نبلغ خط النهاية وتطلق رصاصة الرحمة على جسد مسابقة نزفت كثيراً واستنفدت كلّ قواها تماماً، واللافت أنَّ تصميم المسابقة في أدوارها المختلفة والتي كان الهدف منها خدمة المنتخبات الوطنية قد انعكس سلباً وليس إيجاباً على تلك المنتخبات والأمثلة والوقائع هنا عديدة ولا تزال طرية في الذاكرة، وكنا ننتظر إجراءً حاسماً من اتحاد اللعبة هذا الموسم لوضع مسارات وأطر جديدة لمسابقة الدوري عبر اعتماد الرقم 16 في عدد الفرق لوضع فاصلة الختام لمساوئ تجارب النسخ السابقة في ظل ما حفلت به ومنذ انطلاقتها وحتى بلوغ عربات قطارها الطويل المحطات القريبة من النهاية من منغصات وسلبيات تكاد تكون أقرب في الكثير منها إلى المفخخات مع كثرة التوقفات وامتدادها الزمني المزعج والطويل ودخولنا دوامة الفصول الأربعة، مع ما يحدث من تراكمات ضارة على المستويات الفنية والبدنية والإدارية والمالية التي تلحق أفدح الأضرار بالبطولة نفسها وبكل أطرافها المساهمة والمشاركة، وطالبنا اتحاد الكرة مراراً في وقت مبكر باتخاذ القرار المنطقي والحاسم في إعادة رسم حسابات الدوري بعد وضع آلية واقعية لعدد الفرق والسقف الزمني المكثف، وهي كلها أمور كانت تستدعي من اتحاد اللعبة التوصل إلى معالجات لهذه المعضلة كي نضمن السلامة والعدالة لكل الفرق ونؤمن الأجواء المناسبة للأندية في حسم أمورها المادية بعد أن استنزفت مباريات الدوري ميزانياتها، كما قلنا إنَّ الضرورة تحتّم ترتيب انطلاق الدوري للموسم المقبل من حيث عدد الفرق ومواعيد المباريات وفق ما يرتبط مع أجندتنا الكروية من استحقاقات خارجية تضمن لنا في الأقل عدم تكرار سلبيات ومشكلات دوري الموسم الماضي، لكنَّ الصورة تجدّدت في البؤس نفسه.. ولا حياة لمن تنادي.