{المنشآت الرياضيّة» صروحٌ معماريّةُ يثلمُ بريقها سوء الإدارة

الرياضة 2024/07/09
...

 بغداد: رحيم رزاق الجبوري


نشعر بالفخر والاعتزاز ونحن نرى النقلة الكبيرة والنوعية التي طرأت على البنى التحتية الرياضية؛ من ملاعب كرة قدم ومنشآت رياضية في عموم البلاد. وبات الجميع يتغنى بتصاميمها وعمرانها ومواصفتها العالمية والمطابقة لمعايير الفيفا. ولكن بين فترة وأخرى تجتاح مواقع التواصل الاجتماعي صوراً وفيديوات تدمي القلب، لحال وواقع بعض مرافق هذه المنشآت؟ بسبب عدم صيانتها وإدامتها بشكل مستمر؛ مما يولد شعور باليأس لدى الجماهير الرياضية وخيبة أمل وحسرة على مصير هذه الصروح العملاقة؛ في حال استمرار هذا الإهمال والتراخي من قبل المسؤولين على إدارتها.


رعاية واهتمام

يقول عبد الجبار العتابي (صحفي وكاتب): «لا يمكن لأي صرح أن يدوم إلا بالرعاية والاهتمام والصيانة والمتابعة المستمرة. والتغافل عنه حتى لوقت قصير سوف يؤثر فيه سلبيا مهما كانت متانته. والملاعب جزء من هذه الصروح، وهي تحتاج إلى إدامة مستديمة خاصة أنها تتعرض يومياً إلى تقلبات جوية ونشاطات حياتية، تسطع عليها الشمس مثلما يهطل عليها المطر. وأمر المتابعة والاهتمام كفيلة به الإدارات، فكلما سعت الإدارة إلى متابعة ومراقبة ما يحدث للملعب كان وضعه أفضل وقدرته على التحمل أقوى» .


خبراء متخصصون

ويضيف: «لكن الغريب أن أغلب الإدارات لا تهتم بالملاعب، لا بالصرح الكونكريتي المشيد ولا بأرضية الملعب، فتتركه عرضة للتغيرات ولتراكمات النفايات وللذبول الذي يضرب العشب، فهي بخيلة جداً في هذا الجانب، فلا توظف عدداً جيداً من العاملين وتحت إشراف مباشر، ولا تعمل على سقي العشب بشكل متواصل، بل أنها تفعل ذلك قبل المباريات بوقت قصير. وقد شاهدت العديد من الملاعب وهي غاية في الإهمال. فالإدارات الجيدة هي التي تجعل هذه الصروح نصب أعينها دائما، تتفقدها بشكل يومي وتبذل قصارى جهودها من أجل صيانتها وإدامتها بالشكل الذي يليق بها، وتحرص على أن تتحول ملاعبها إلى ساحات للعديد من النشاطات الرياضية أو غير الرياضية. ومن المهم أن يشرف على الملاعب، بناء وساحة، خبراء في المجال الحيوي التي تحتاجها، فالإهمال سيعرضها إلى أن تكون في وضع سيئ، وسوء الإدامة قد يعرضها إلى الاندثار» .


خصخصة

فيما يرى سيف أنور دريول (دكتوراه تربية رياضية- جامعة بغداد) إن السبب في تدني بعض هذه المنشآت الرياضية يعود لإعطائها وتسليمها لموظفين، وهؤلاء ينتهي دوامهم مساءً أو بعد الظهر؟! ويقول دريول: «يجب اللجوء إلى خصخصة هذه المنشآت وتعطى لشركات محترمة حتى تستثمرها بأفضل طريقة، سواء في المباريات أو حتى خارج الموسم الرياضي عن طريق تنظيم الحفلات أو الندوات أو حفلات التخرج الجامعية، حتى تدر عليها المال باستمرار ومن ثم تتلقى صيانة مستمرة» .


دور كبير وحيوي

الصحفي والمعلق الرياضي علي عنب، يشير في حديثه إلى أهمية هذه المنشآت الرياضية ودورها في بناء مجتمع صحي ونشيط، يسهم بالتقليل من استخدام الإنترنت والهاتف المحمول، فضلاً عن استقطابها للشباب واحتوائهم بعيداً عن الآفات التي تفتك بشريحة الأعمار الصغيرة. ويمضي عنب قائلاً: «بالطبع تختلف مشاريع المنشآت الرياضية حسب متطلبات المجتمع وحاجته، إذ أنها تُسهم في تحسين جودة الحياة وتنميتها مجتمعياً، والمساهمة في بناء الفرد بصورة صحيحة. لكن للأسف أغلب المنشآت الرياضية وخاصة ملاعب كرة القدم نجدها دائماً في وضع غير جيد؟ بسبب افتتاحها وهي غير جاهزة لاستقبال المباريات والفعاليات الرياضية، أو لسوء الشركة المنفذة لها» .

إدامة ترقيعية

ويختم، بالقول: «لطالما نجد أرضيات الملاعب بائسة بالرغم من إدامتها بين مدة وأخرى؛ وللأسف تكون هذه الإدامة ترقيعية لمدة معينة؟ وبعد وقت قصير تعاود الصورة المأساوية لملعب جميل. وعليه تحتاج ملاعبنا إلى شركات عالمية متخصصة في هذا المجال، ويشترط عليها تدريب وتجهيز كوادر عراقية تكون متخصصة في مجال إدامة المنشآت الرياضية وخاصة أرضية ملاعب كرة القدم. كوننا نعاني من قلة ذوي الاختصاص. وأن وجدوا لا يكونوا أصحاب قرار. فمن المحبط أن نشاهد ملعباً كبيراً وأرضيته تكون غير ملبية للطموح، ولا توازي اسم (دوري نجوم العراق) كما نأمل أن نشاهد حلولاً جذرية للتخلص من هذه المشكلة التي تطل علينا مع كل موسم؛ مما تقلل من المستوى الفني العام لأنديتنا، وينعكس ذلك سلبياً على منتخباتنا الوطنية» .