انطلاقة باريس

الرياضة 2024/07/24
...

د عدنان لفتة

مع إشراقات المشاركة الأولمبيَّة السادسة لمنتخب كرة القدم نتطلع إلى انطلاقة ملهمة في أولمبياد باريس نعزّز فيه حضورنا اللافت خلال مشاركات خمس سابقة حفلت بالأرقام والملاحم الجميلة المطرّزة بعبق التأريخ.
مباراة افتتاحية مع أوكرانيا نتمناها ناجحة وسعيدة في محتواها، مكللة لتاريخنا البهي في مباريات الافتتاح الأولمبية الخالية من الخسارة مطلقاً ابتداء من فوزنا في الخطوة الأولى بأولمبياد موسكو 1980 بثلاثية رائعة للنجوم هادي أحمد وحسين سعيد وفلاح حسن ثم في تعادل مع كندا بهدف حسين سعيد في أولمبياد لوس أنجلوس 1984 وتعادل آخر مع زامبيا في أولمبياد سيئول 1988 بهدفين لأحمد راضي وكريم علاوي وفوز تاريخي على البرتغال في أولمبياد أثينا 2004 بأربعة أهداف لعماد محمد وهوار ملا محمد ويونس محمود وصالح سدير وتعادل سلبي مع الدنمارك في أولمبياد ريو 2016.
مسيرة حافلة على مدى سنوات تصل اليوم إلى العاصمة الفرنسية ومن مدينة ليون حيث أحلام شبابنا أن يواصلوا رحلة النجاح ويكتبوا صفحات جديدة يقتدون فيها بأجيال ذهبية مرت كان لها شرف التمثيل المشرف لكرتنا في رحاب الأولمبياد.
نقاط مباراة أوكرانيا في غاية الأهمية فهي المفتاح الحقيقي لإثبات الذات والبحث عن بطاقتي التأهل مع منافسين أشداء بقيمة الأرجنتين الفائزة بالوسام الذهبي لكرة القدم الأولمبية بنسختي 2004 و2008 والمغرب المبهرة للعالم في مونديال قطر للكبار 2022. نقاط يجب أن نخطط لها جيداً ونفكر بقيمتها طويلاً في حسابات الصراع فثلاث نقاط من هنا ونقطة قد نخطفها من الأرجنتين أو المغرب تمهد لنا طريق التأهل مع كبار المجموعات الأخرى.
ليس صعباً أن نعمل وليس مستحيلاً أن نحلم ونقدم كل ما لدينا فهي كرة القدم التي لا تعترف إلا بالعطاء وليس الأسماء أو التاريخ والألقاب.
صعوبات كثيرة واجهتنا في عدم اكتمال الصفوف وإصابات مقلقة في الأمتار الأخيرة لسعد ناطق وعلي جاسم تربك أوراقنا التكتيكية، لكننا يجب أن نتحلى بالأمل مهما كانت الصعوبات وحجم التحديات، لن نبخس قوة منتخب أوكرانيا رغم أجواء الحرب المهيمنة عليهم، لن نستهين بهم وكرتهم متطورة وفاعلة في المشهد الأوروبي، نؤمن بأنفسنا ونعمل بكل إرادة وصلابة كي نكون في الموعد لا نخشى أحداً.
الافتتاح مهم لنا كي نبعد الخوف والارتباك عن الوجوه الشابة الظاهرة للمرة الأولى في تجمع عالمي كبير، الافتتاح محفز لنا، وبالإمكان تحقيق أفضل النتائج وتقديم مستويات لائقة معبرة عن طموحاتنا وتوهج بلادنا.
افتتاح مهم يرسم لنا معالم الأمل، علينا أن نظهر بكامل مواهبنا وبأقل عدد من الأخطاء، أن نستثمر كل الفرص والمحاولات الممكنة للنجاح والتفوق، القراءة الفنية الواعية ستقودنا إلى مجاراة أوكرانيا وعدم السماح برجحان كفتها، هي مباراة على اللاعبين التكيف معها، نركز فيها على الواجبات ونقدم الإضافات كفريق متماسك لا ثغرة فيه.
متشبثون بالأمل، طامحون إلى صورة مذهلة عن العراق تقوي مكانتنا وتؤكد أنَّ أبناء العراق قادرون على فعل المستحيل لأجل وطنهم الغالي.