علي حنون
الآن، وبعد أن رست سفينة إدارة نادي الميناء - من جديد - في مرسى الدكتور فرحان الفرطوسي رئيسا، واكتملت عملية توزيع المناصب، وشرعت الهيئة الجديدة بعملها، فإن الجميع صار يُطالبها بتغيير مُؤشر العمل ليرتفع باتجاه الأفضل، طالما أن المشاكل الإدارية التي بقيت تُرافق (السفانة) في المحطات السابقة، هي التي أسهمت في هبوطه إلى الدوري الأدنى، قبل أن يُعاود من جديد في الموسم المُنتهي حضوره في منافسات دوري نجوم العراق، الذي لم يشهد للميناء سوى الاجتهاد من أجل البقاء..ومن نافلة القول ومن باب الإنصاف، الإشارة مع الإشادة بروحية وأداء التشكيلة الشبابية، التي التحق بها مُتأخرا عدد من الوجوه المُحترفة، التي أثبتت تحت قيادة المدرب القدير حسن أحمد، توفيقا أسهم إلى حد كبير في استمرار الميناء في مسابقة دوري النجوم.
وبذكر الاجتهاد، الذي كان لرئيس النادي الدكتور فرحان الفرطوسي حصة كبيرة فيه، نظير الرعاية والاهتمام وصور الدعم العديدة، التي قدمها ويُواصل تقديمها لـ(السفانة)، والتي كان لها الدور الكبير والدافع الأكبر في ديمومة واستمرار رحلة الميناء على طريق النجاح، الذي وإن جاءت نتائجه - نسبيا - ليست بالجودة العالية، إلا أنه أوصل الفريق في النهاية إلى المحطة المطلوبة والإبقاء على حظوظه في لائحة (لاليغا) العراق..وعندما نأتي على من أسهم في إبقاء شعلة الفريق البصري العتيد مُتقدة في مسرح نجوم الدوري، فإن الغاية هي أن تبقى صورة الإيثار والمُساندة حاضرة في تفكير الجميع وأيضا لتخليدها في سجل الشرف الخاص بالنادي، ولكي لا ننسى أنه كانت هناك أسماء خذلت الفريق وتخلت عنه في فاصلة هي الأهم في تاريخ الميناء، وفي الضفة الأخرى تَواجدت أسماء ليس لنا سوى تحيتها وإزجاء كلمات الثناء والتقدير بحقها، لأنها كانت على الموعد في الوفاء والإيثار.
وفي واقع الحال، وبعد أن ضمن الميناء البقاء في دوري النجوم وخلصت انتخاباته إلى ولادة هيئة جديدة، فإنه أصبح لزاما على الإدارة الجديدة تجاوز إخفاقات نظيرتها السابقة والسير على طريق تصحيح المسار، وعدم الوقوع في شرك ذات الخطوات السلبية، ولعل في طليعتها عملية إعداد الفريق، التي ستنطلق قريبا، لذلك نرى من الضرورة أن تركن الإدارة إلى التعاقد مع جهاز فني يستحق قيادة (السفانة) في الموسم القادم، ليتسنى له اختيار لاعبيه، طالما أن النادي ليست لديه لجنة فنية يُمكن أن تتصدى للأمر، ويقينا أن هذه الخطوة ستُجنب الإدارة تشكيك الآخرين بعملها، وعليه فإن الجميع ينتظر منها رسم خارطة طريق مُغايرة تكون أولى خطواتها اختيار الجهاز الفني الجديد للفريق.
وبلا ريب، فإن تسمية الكادر التدريبي في هذه الفترة تضمن للتشكيلة رحلة تأهب مستقرة تحتويها فترة زمنية مؤاتية، لإعداد القائمة بالصورة الأمثل، مع وجود إمكانية لخوض معسكر تدريبي خارجي تتخلله إقامة مباريات تجريبية مع أندية يُفضل أن يكون مُؤشر عطائها الفني كبيرا، ليتسنى للمدرب الوقوف على حقيقة مستوى لاعبيه والكيفية التي يُمكن من خلالها ترتيب أوراق التشكيلة، التي ستحمل بأدائها أحلام وتطلعات العريق البصري..وفي حال تحقق ذلك، وهو أمر مُتاح، إذا ما جاءت الرغبات مُخلصة، فإن العمل الإداري سيكون مُيسّرا للجانب الفني، وبالنتيجة فإن النقاد والمُتابعين، ومُحبي (السفانة) كذلك، سيجدون في الميناء فريقا يستحق الدعم والرعاية والمُؤازرة.