استراتيجيَّة الترويع بين المفاجآت والتلويح بكارثة

آراء 2024/07/28
...

  محمد شريف أبو ميسم

تتصاعد الأحداث في صراع جبهة المقاومة مع دولة الاحتلال، حتى وصل الأمر إلى توظيف لغة الترويع عبر وسائل الإعلام «الصهيونية والمتصهينة» والتلويح بكارثة ستحل بالمنطقة، اذا ما واصلت المقاومة ضرباتها على دولة الاحتلال، فيما توعد حزب الله بـ»مفاجآت» في الحرب في حال قررت دولة الاحتلال اجتياح جنوب لبنان، في وقت أعلن فيه المتحدث العسكري للحوثيين، في بيان
 «أن نوعا من الطائرات بدون طيار لا يرصدها الرادار استخدمت في هجوم على تل أبيب صباح الجمعة الماضية، وأضاف سريع أن اليمنيين سيواصلون استهداف دولة الاحتلال كدليل على التضامن مع اخوانهم الفلسطينيين في قطاع غزة. فيما قللت وسائل إعلام لدولة الاحتلال من هذه المفاجأة، حيث أعلن عن إصابة مبنى في تل أبيب ومقتل شخص واحد فقط، جراء «خطأ بشري، إذ لم يتم تفعيل الدفاعات الجوية» بحسب وسائل الإعلام تلك التي انزلقت في بياناتها ضمنا إلى الاعتراف، بعدم قدرة الدفاعات على التمييز بين جسم الطائرة التي كانت محملة بالمتفجرات.
وتنطوي استراتيجية الترويع في وقت يواصل فيه الدبلوماسيون الأميركيون والأوروبيون رحلاتهم المكوكية بين لبنان ودولة الاحتلال على دوافع ذات صلة بحماية المشروع الصهيوأمريكي في المنطقة خشية من اتساع رقعة الحرب، التي لن تكون مشابهة للحرب التي خاضها جيش الاحتلال في العام 2006 عندما اجتاح الجنوب اللبناني.
فبعد أن توعدت ايران بالتدخل لوجستيا اذا ما وقع الاجتياح، اشترط حزب الله التوصل إلى هدنة في غزة قبل وقف اطلاق النار على دولة الاحتلال، الأمر الذي أوقع حكومة دولة الاحتلال في فخ لا مخرج منه إلا التصعيد في سياسة الترويع لتبرير الإصرار على عدم وقف اطلاق النار في غزة، إذ لم يبق لحفظ ماء الوجه إلا اطلاق حملة إعلامية تصور الاستعداد لحرب كارثية ستحل في المنطقة، ويكفي أن ننظر إلى مفهوم (الكارثة) التي تداولتها وسائل الإعلام الصهيونية والعربية المتصهينة، اذ ان استخدام هذه المفردة يعني أن الآخر نظير في القوة، وبالتالي فهو إقرار ضمني بتصاعد إمكانيات المقاومة اللبنانية والخشية من اتساع رقعة الحرب، بعد أن تسلح حزب الله بمجموعة واسعة من الطائرات المسيّرة التي تستهدف النقاط الأضعف في الجزء العلوي من المركبات والدبابات المحصنة، بحسب تقارير عسكرية أشارت ايضا إلى التطور الذي طرأ على قوات حزب الله البرية بجانب تجربة الحزب في سوريا مع القوات الجوية الروسية، التي علمته قيمة الرؤوس الحربية المتفجرة الأثقل وزنا، واستخدامه اليومي للطائرات الصغيرة رباعية المروحيات في تحديد الأهداف المباشرة للصواريخ، بجانب طائرات الاستطلاع المسيّرة لتحديد الأهداف قبل ضربها، وبناء على ذلك تنتهي أغلب التقارير التي تتحدث عن احتمالات الكارثة في وسائل الإعلام الصهيونية والمتصهينة باحتمالات وجود مخرج من الأزمة.