ضرغام عباس

في الشتاء
يفتح الغيم أبواب حاناته
يسكب الخمر حتّى آخر العشب.
أيّتها الروح الكئيبة، مطر..
أيّتها الطمأنينة المفقودة
والأعين التي يعذّبها الأرق، مطر..
يا نشوتي النائمة في مصعد الليل
المعطّل، مطر..
*
الموتى لا يشربون الخمرة
لا يفوتون فرصة ندامة الله.
أما الأحياء "وأقصد نحن" سكرى
بالخمر أو دون
يا لها من سكرة مضحكة
قطيع أغنام يساق إلى السماء
كلاب تتدفع بانتظام عربتها الصغيرة/
الفصول الأربعة
الدم، الدمار، الفوضى، العقاب الطويل.
أنتم لطفاء، لطفاء جدّاً
أتبعوني يا حيوانات الله.
*
أنتَ هناكَ
مثل طائر وحيد يحاول أن يبني نصّاً
أقصد عشّاً
تحاول أن تغوي نفسك كي لا تشمّ روائح
التاريخ وجثث الأيام المنصرمة.

*
كمّ مرةٍ على الفجر أن يركض مذعوراً
لينجو من وحشة الليل.
*
هذا الليل طويلٌ
سرمديٌّ لن ينتهي أبداً
ولن تشرق غداً شمس، ولو صاح ألف ديك
هذا الليل يوقظ رجلاً ميّتاً، ليتألم.
*
كان يأكل أصابعه في العتمة، وفي النهاية
أكل نفسه
مستمتعاً بكونه لا يعرف كيف يكون
مذاق الضوء.
*
ها أنت ذا، تنطفئ مثل نشوة
مثل مركب صغير
يغرق داخل حفرة كبيرة من الحزن.