شمخي جبر
أسئلة عديدة تحضر مع عطر الذكرى وأحزانها.
فمن يجاري مبدئية الحسين وإيثاره وإقدامه؟ اصطحب أبناءه وآل بيته وهو يتوجه للموت. من يتعامل مع أصحابه كما تعامل الحسين مع أصحابه وأنصاره؟
هل نستطيع الاقتداء بالحسين كمدرسة أخلاقية شاهقة السمو والرفعة؟ الحقيقة للأسف فمازال البعض متمسكاً بالقشور متنكباً الرياء تاركاً بل كارهاً لمبدئية الثورة ومنهجها الأخلاقي لأن ثمن هذا المنهج وهذه المبدئية باهظ جداً .
ذاكرة عاشوراء وتاريخها مليئة بالمواعظ والقيم الأخلاقية والتربوية التي يمكن الاهتداء والتأسِّي بها كقيمة البطولة والإقدام والتصدِّى للانحراف والثورة على الظالمين وقيمة الفداء والجود بالنفس (الجود بالنفس أسمى غاية الجود) والإيثار وتقديم أغلى ما يمتلكه الإنسان وهي روحه.
هذه القيم واستحضارها تربوياً وأخلاقياً وتحويلها إلى منهج تربوي أخلاقي نحن بحاجة إليه لإعادة التوازن لقيمنا الاجتماعية المتخلخلة تحت تأثير الوافد الثقافي الذي يفرض مركزيته ويسعى لمسح ما يعترضه.
الصبر والثبات الذي عبر عنهما الحسين وآل بيته وصحبه هو الآخر مصدر قوة لاستعادة الأمة لروحها في مواجهة التحديات باستجابات بمستواها بل أكبر منها وأقوى لتحقيق الثبات في الحاضر لبناء المستقبل .ما نتحدث عنه ليس دعوات ماضوية كما يفهم البعض ويفسر بل هي دعوة لاستلهام الدروس من قيم الماضي وليس استحضاره أو الذهاب إليه.
في الختام نقول إن استذكار أي مناسبة وبخاصة الدينية، يتم من خلال التمسك بسيرة صاحب المناسبة وأخلاقه ومبادئه لأننا بحاجة للاستذكار و التأسي بصاحب الذكرى عليه السلام.
استحضار لحظة عاشوراء يظل قائماً و التأسي بوقائعها يبقى مستمراً كلما طغى الظالمون واستبد المنحرفون وشاع الفساد ..لهذا ترتعد فرائص الحكام الظالمين والمنحرفين والفاسدين والمستبدين كلما حانت ذكراها فيدعون القرب أو الوصل بها ولكن الفرق بين الحالين كالفرق بين الثرى والثريا.