رئيس الوزراء: نتطلع إلى بناء علاقات متينة مع تونس

الثانية والثالثة 2024/08/29
...

  متابعة: محمد الأنصاري

وجَّه رئيس الوزراء محمد شياع السوداني دعوة رسميَّة إلى الرئيس التونسي قيس سعيد لزيارة العراق، لتوطيد العلاقات العراقية التونسية التي تشهد مرحلة جديدة. والتقى رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، في قصر قرطاج الرئاسي بتونس العاصمة، أمس الأربعاء، رئيس الجمهورية التونسية قيس سعيد، في حين عقد مع نظيره التونسي كمال المدوري، اجتماعات موسعة شهدت استعراض عدد من الملفات المشتركة التي شملت قطاعات النفط والنقل والسياحة والتعليم والثقافة والرياضة.
وتناولت لقاءات السوداني بحث العلاقات الثنائية بين البلدين، في جميع المجالات، وأهمية تطويرها بما يحقق المصالح المشتركة بين العراق وتونس، كما جرى البحث في القضايا الإقليمية والدولية ذات
الاهتمام المشترك.

موقف عراقي
وذكر بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء أن السوداني وجّه دعوة رسمية إلى الرئيس التونسي لزيارة العراق، لتوطيد العلاقات العراقية التونسية التي تشهد مرحلة جديدة، عززها توقيع ما يقارب عشرين مذكرة تفاهم، وبيّن أنّ اجتماع اللجنة المشتركة بين البلدين في شهر أيار الماضي، أكد الرغبة المتبادلة بتعزيز العلاقات في مختلف المجالات، خصوصاً في مجال السياحة، معرباً عن رغبة العراق بتشكيل مجلس أعمال مشترك مع تونس.
وشدّد السوداني على أنّ ما يحصل في غزّة منذ أكثر من عشرة أشهر يتطلب موقفاً حازماً وصريحاً تجاه اعتداءات الكيان الصهيوني المستمرة ضد المدنيين العُزّل، مؤكداً أنّ العراق يقف مع حقّ الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.

حديث قرطاج
من جانبه، أشار الرئيس التونسي إلى عمق العلاقة مع العراق وتاريخيّتها والعمل على تطويرها، والتطلع إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية، مؤكداً أنّ إلغاء تأشيرة السفر بين البلدين عامل مهمّ لتقوية العلاقات، وبيّن أنّ الأهداف مع العراق واحدة، مشيراً إلى تطابق موقف تونس مع الموقف العراقي إزاء ما يحصل في غزة.

قصيدة الرصافي
وقدّم الرئيس التونسي قيس سعيد هديةً إلى رئيس الوزراء، وهي عبارة عن لوحة مكتوبة فيها قصيدة للشاعر معروف عبد الغني الرصافي تجسّد العلاقة بين العراق وتونس.
وجرت، خلال اللقاء، مباحثات موسعة تضمنت الملفات المشتركة في مختلف المجالات، إذ تم التأكيد على أهمية مواصلة العمل والسعي الحثيث نحو الارتقاء بهذه العلاقات، بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين الشقيقين. وفي ختام اللقاء أقام الرئيس قيس سعيد مأدبة غداء على شرف السوداني، بحضور أعضاء الوفدين.

ملفات مشتركة
إلى ذلك، رأس السوداني ورئيس الوزراء التونسي كمال المدوري وفدي البلدين في الاجتماعات الموسعة التي عُقدت في العاصمة تونس.
واستعرض وزراء البلدين ملفات التعاون المشتركة، التي تخصّ قطاعات النفط والنقل والسياحة والتعليم والثقافة والرياضة، كما جرت مناقشة ما توصلت إليه اجتماعات اللجنة المشتركة من مذكرات تفاهم في مختلف المجالات وآليات تنفيذها، فضلاً عن البحث في عقد جلسة جديدة لمجلس الأعمال المشترك العراقي التونسي.
وأكد السوداني، خلال الاجتماع، حرص الحكومة العراقية على نجاح الحكومة التونسية الجديدة، وبيّن أنّ زيارته تعبر عن الإرادة والرغبة الجادة لتعزيز العلاقات، والتطلع إلى بناء علاقات متينة مع أشقائه، مشيداً بمبادرة الحكومة التونسية في تسهيل منح تأشيرة الدخول للعراقيين، وهي خطوة مهمة لتعزيز العلاقات.
 وأوضح السوداني أنّ العراق بلد ديمقراطي يعتمد الفصل بين السلطات، ويشهد اليوم حالة كبيرة من الأمن والاستقرار أثمرت حركة تنمية غير مسبوقة، مشيراً إلى الانتصار الذي تحقق على الإرهاب، وعزز جهود الحكومة في المضي بتنفيذ برامجها وخططها التنموية، وتوفير بيئة استثمارية متكاملة، وجاذبة لشراكات اقتصادية.
من جانبه، أشار رئيس الوزراء التونسي إلى نجاح العراق في تحقيق أمنه واستعادة نسق التنمية، كما أشاد بمشروع طريق التنمية الرائد الذي سيحول العراق إلى مركز للتجارة العالمية، وكذلك بخطوات الحكومة في خلق بيئة استثمارية ناجحة من خلال برنامج إصلاحي طموح.
وتناول الاجتماع التحديات التي تمرّ بها المنطقة، والموقف المتطابق بين العراق وتونس إزاء استمرار العدوان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني في غزة.
يذكر أن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني قام بزيارة رسمية إلى القاهرة أمس الأول الثلاثاء، والتقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أن يصل صباح أمس الأربعاء إلى تونس بدعوة رسمية من الرئيس التونسي قيس سعيد.