منذ فترة ليست بالقليلة قد أذعن فكري الى أبعد هو متخيل، وأقرب الى الحقيقة التي يبتغيها الإنسان حين يصل لخط الشروع كي يتجنب علل العقل. صابرة نفسي التي دخلت معها بحوارات كثيرة دعمتها بالقراءة والكتابة
والتفكير. علمتها الحب حتى دخلت الى قصص الأقرباء
مني.
لم يكن لي من الأصدقاء غير القليل من الذين أجادلهم لاستحضر ما غاب عن ذهني سهواً هنا أو
هناك. كيف لي أن استبدل افكاري بغير الوفاء لمحبة كاتب أو فيلسوف مثل أوغست كانت أو رينيه ديكارت مع رقي وسمو محبتهم للحقيقة والسلام
والتعايش.
اصبحتُ حقلاً للذكريات مع عقلي الباطن المستتر على هويتي التي بدأت تستنشق الهواء العذب من رئتي ابن سينا وماركس ونيتشه هؤلاء هم الذين وقفوا معي لكي لا تذهب مشاعري نحو الكراهية
والطرد.
للكراهية محيط من الانفراد والانحياز والتعنصر يجتهد لإغراق الواقع بسموم الماضي، ولكنها في النهاية لا تستطيع لأنها ثملة كانت أمام بحر
الإقناع .
هذه بداية حكاية نهار المحبة مع هكذا تكلم زرادشت لنيتشه ومع مستقبل الثقافة في مصر لطه حسين... مصر الحضارة عندما كانت تلتقي وتصنع نسيجاً واحداً مع فجر الضمير لهنري بريستد أو قصة الحضارة لديورانت وغيرهم من المفكرين والعلماء والفلاسفة الذين انقذوا قلبي من
الظلام.
أليس هؤلاء هم من رسموا نسق المحبة ونبذ الكراهية في الفلسفة والادب والثقافة منذ ألف عام وأكثر، لكي تتجسد بمقولة انجلس حين مات ماركس في الرابع عشر من شهر مارس، في الثالثة
عصرا.
في هذه اللحظة توقف تفكير اعظم مفكر حي على الاطلاق، بينما بقينا نتسابق في ميدان الكراهية والقتل والحروب بلا عقل
ولا دليل.