صندوق تمكين تجربة عراقيَّة

اقتصادية 2019/06/19
...

وديع الحنظل
 

سجّلت المصارف الخاصة العراقية موقفاً وطنياً في دعمها للمبادرات المجتمعية الخلاقة ضمن مسؤوليتها المجتمعية كشركات خاصة .
هذا المبدأ متبع في جميع الشركات العالمية المرموقة، ومفهومه تقوم هذه الشركات  بتخصيص مخصص  مالي  مناسب من أرباحها لدعم البرامج المجتمعية المختلفة .
اما التجربة الرائدة التي مارستها المصارف الخاصة عبر مساهمتها بتمويل من “صندوق تمكين” الممول من ارباحها والذي أسس بالتعاون مع البنك المركزي العراقي ورابطة المصارف الخاصة العراقية، فهي مختلفة من حيث الاهداف، فالشركات العالمية تستخدم دعم البرامج المجتمعية لخلق الحالة التنافسية فيما بينها كشركات بغية تشجيع الدول على اعتمادها في الفرص المتاح استثمارها فيها، وسأوضح الفرق بينها وبين التجربة
العراقية .
يُدار صندوق تمكين من قبل لجنة مشتركة بين جهتين؛ البنك المركزي والرابطة، وبكفاءة عالية وتعمل بشفافية ووفق أحدث النظم المحاسبية العالمية والتي تدير رأس المال على أكمل وجه، وحسب الاهداف المرسومة للصندوق.
وعودٌعلى بدء عن المقارنة مع مبادرات الشركات العالمية، فالفارق هو في تطبيق المسؤولية المجتمعية للشركات العالمية عن التجربة العراقية الرائدة في ان الشركات العالمية تفرد هذا المخصص المالي لخدمة الموقع الجغرافي المحيط بالمشروع الذي يتم اختيارها لاستثماره في دولة
أخرى .
وهو أسلوب وأنموذج متقدم يهدف الى هدفين؛ الاول الاسهام في تطوير المنطقة المحيطة بالمشروع قيد التنفيذ، والهدف الثاني هو جاذب وتشجيعي للدولة لاعتماد هذه الشركات العملاقة للحصول على فرص الاستثمار المتوفرة وهو تسويق مشروع للشركات، ويعد احد ابرز وسائل المنافسة العالمية للاستحواذ على المشاريع الاستثمارية .
اما التجربة العراقية الرائدة والفريدة والتي هي من صنيعة القطاع المصرفي الخاص، فتسعى الى تحقيق اهداف اوسع واشمل، إذ لم تقتصر على خدمة وتطوير محيط المشروع المحدد ضمنه،إنّما تمتد على مساحة الوطن .
فضلا عن تنوع المشروعات والمبادرات التي تضمنتها المبادرات المجتمعية ولمختلف المناطق والشرائح، كما انها مساهمة وطنية تاريخية ستنقش في عمق تاريخ العراق كموقف ساند من قبل القطاع المصرفي الخاص في اعادة بنائه وتطويره من قبلها واقصد المصارف الخاصة وستخلّد بأسماء
مالكيها .
كما هناك عشرات المشاريع المختلفة الانسانية والتي موّلت من قبل هذا الصندوق المجتمعي، منها دعم الاطفال المصابين بمرض السرطان والايتام والمدارس ودعم الشباب والمواهب ودعم روّاد العراق والثقافة والفن وغيرها .
وهنالك العديد من المشاريع المقبلة في طريقها للتنفيذ تأكيداً، وان صندوق تمكين هو التجربة التنموية المجتمعية التطوعية الفريدة ستبقى اثاره شاخصة في كل مدن العراق، وسيبقى مؤشرا على الروح الوطنية لمالكي المصارف ودورهم في إعادة إعمار وبناء العراق .