في الحلقة السابقة وتحت عنوان (وجهك مرآة للآخرين) تحدثنا عن الدلالات النفسيَّة لـ: (الجبهة، الأنف، الخدين، الأذنين، الذقن)، ووعدناكم أنْ نتحدثَ في الحلقة المقبلة عن الشفاه وما تقوله من دون كلام، وها نحن نفي بوعدنا.
الشفاه عاملٌ مهمٌ في تحديد ملامح الوجه وشكل وحجم الفم، والدلالات النفسيَّة لشكل الشفاه بدون أنْ تستخدم في الكلام لها أهميَّة عند ملاحظتها في الفحص النفسي.
فارتعاش الشفاه حين نتعامل مع الآخرين يدلُّ على العصبيَّة نتيجة للخوف أو التوتر أو الارتباك والشعور بالظلم. وتعكسُ حركات الشفاه أحياناً مشاعر الندم، والرغبات المكبوته، والغيظ والغضب. ويدل شكل الفم والشفتين معاً على الحالة المزاجيَّة، فمن المعروف أنَّ الفمَّ الذي يشبه الهلال وفتحته الى أعلى يدلُّ على السرور والمرح والتفاؤل، وعلى العكس حين يكون مثل الهلال والفتحة الى أسفل، فإنَّه يعبر عن الحزن واليأس
والاكتئاب.
ومن شكل الشفتين أيضاً يمكن استنتاج بعض صفات الشخصيَّة، فالشفاه العليا الكبيرة تدلُّ على طيبة القلب، والشفاه السفلى الكبيرة تدلُّ على التفوق والسيطرة، والشفاه المتساوية ترتبط بالنزاهة والاتزان النفسي، والشفاه المنتفخة الحادة والواضحة تعكس إشارات تتعلق بالناحية الجنسيَّة (الفلر حالياً.. شاهد)، والشفاه المتباعدة تدلُّ على الضعف والتردد، بينما توحي الشفاه المشدودة بالحيويَّة
والطموح.
وعند النساء العراقيات فإنَّ الشفاه المكورة والملمومة تعني أنَّ صاحبتها خبيثة وبخيلة (الحجايه كوه تطلع.. من لؤمها وخباثتها).
في ختام ما كتبناه بعنوان (الوجه مرآة الآخرين) نشير الى أنَّه لا يمكن عدّها حقائق ثابتة ومطلقة تصدق في كل الظروف، فقد سادَ اعتقادٌ بأنَّ من الناس من يشبه وجه الثعلب أو النمر أو الأسد وتكون لهم طباعُ هذه الحيوانات أيضاً، لكنْ ذلك لا يمثل حقائق علميَّة مؤكدة. وكما ذكرنا في الحلقة السابقة فإنَّ ما كتبناه في هذه الحلقة تناول بعض الحقائق الطريفة التي تمثل قراءتها ترويحاً. اقترح عليك عزيزي القارئ أنْ تعيدَ مطالعة هذه السطور مرة أخرى، لتستمتع بعض الوقت، وقد تستفيد منها في فهم وجهك ووجوه الآخرين.