بغداد: حازم محمد حبيب وهدى العزاوي وعمر عبد اللطيف
يستعد العراق في العام المقبل 2025، لتحقيق إنجاز تاريخي يتمثل بطي صفحة تواجد التحالف الدولي في البلاد التي لطالما أثارت الجدل والإشكاليات الكبيرة وولدت الانقسامات السياسية، فقد أعلن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني الأسبوع الماضي من نيويورك عن التوصل إلى اتفاق عراقي مع قيادة التحالف لإنهاء مهمته في أيلول من العام المقبل، بينما أكد برلمانيون وسياسيون أن العراق يملك من القوات الأمنية ما يمكنه من الدفاع عن نفسه بوجه التحديات الداخلية والخارجية.
وقال الناطق الرسمي باسم الحكومة باسم العوادي، في حديث خاص لـ"الصباح": إن "الحكومة استطاعت وفي ظرف بالغ الحساسية على صعيد المنطقة والعالم وظروف سياسية معقدة داخلية لدى الأطراف التي تتفاوض معها، من الوصول إلى اتفاق مشترك إلى إنهاء المهمة العسكرية للتحالف الدولي لمحاربة (داعش) من العراق، وأنه عليه إنهاء تواجده بحلول شهر أيلول 2025، كما استطاعت الحكومة أيضاً الوصول لاتفاق بإنهاء دور العراق في تمكين التحالف داخل سوريا بحلول 2026".
وأكد، أن "التوصل إلى اتفاق من هذا النوع في هذه الظروف المعقدة ومن خلال التفاوض والدبلوماسية وبدون آثار سلبية سياسية واقتصادية ومالية وأمنية على العراق، ممكن أن يوصف بالإنجاز التاريخي، وأن يضمن سلامة وأمن العراق والعراقيين".
وبيّن المتحدث الحكومي، أن "الاتزان في الطرح والخطاب، والتخطيط الستراتيجي بعيد الأمد، وتقدير الموقف السليم مكّن الحكومة من تحقيق أهداف كبيرة دون المجازفة بمستقبل البلد"، وأضاف، "عازمون على ضمان ألا يعزل العراق سياسياً أو اقتصادياً على الصعيد الدولي، بل نسعى لتوظيف كل الجهود لإنهاء حالة عدم الاستقرار وتشجيع الاستثمار وإدامة زخم إعادة الإعمار والبناء".
وقال العوادي: "لقد أتممنا خطة تحرك دبلوماسي حثيث لتمتين علاقات العراق، وستكون هناك زيارات دولية مهمة خلال الفترة المقبلة، ليكون للعراق الوجود والتأثير الذي يليق به في مجريات الأحداث"، وختم بالقول: "كما أن هذا الإعلان وإنجاز تطبيقه، يُعدُّ من الخطوات الأساسية لتحقيق السيادة العراقية وخطوة مهمة لاستكمال بناء الدولة".
الخطوة الحكومية، قوبلت بترحيب برلماني واسع، أشاد بتلك المنجزات، ومثلما أشار إلى ذلك رئيس كتلة "العقد الوطني" النيابية عبد الأمير المياحي، لـ"الصباح": حينما أوضح أن "هناك لجاناً شكّلت من الجانبين العراقي والأميركي، وقدمت هذا اللجان تقريرها مؤخراً .
وأضاف أن "هناك بياناً مشتركاً ستحدد فيه (ساعة الصفر) لسحب القوات العسكرية للتحالف من الأراضي العراقية".
وأكد المياحي، أن "القوات العراقية قادرة على ملء الفراغ بعد انسحاب التحالف الدولي"، وبيّن أنه "كانت هنالك اجتماعات متكررة مع القائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني بشأن ما سيفعله العراق بعد انسحاب التحالف الدولي"، موضحاً أنه "سيكون هنالك دور ومسؤولية كبيرين جداً على الحكومة، لاسيما القوات العسكرية، إذ كانت هنالك استعدادات وتوجيهات من القائد العام للقوات المسلحة على إعادة النظر بعقود التسليح وطيران الجيش ومقاومة الطائرات والتسليح الحديث المتمثل بالطائرات المسيرة والمدافع والدبابات".
عضو مجلس النواب محمد البلداوي، أكد دعم المجلس الكامل للموقف الحكومي الرامي إلى إنهاء التواجد الأجنبي على الأراضي العراقية، وتنفيذ قرار مجلس النواب القاضي بإخراج القوات الأجنبية، وأوضح البلداوي في حديثه لـ"الصباح"، أن "السيادة العراقية هي الخط الأحمر الذي لا يمكن تجاوزه أو تجزئته"، مشدداً على أهمية الحفاظ على استقلالية العراق.
وأشار البلداوي، إلى أن "البرلمان يدعم توجه الحكومة نحو إنهاء التواجد الأجنبي بكل أشكاله ومسمياته"، موضحاً أن "هذا التوجه يأتي بهدف حماية سيادة العراق" وأكد، أن "العراق يمتلك الإمكانيات العسكرية اللازمة للدفاع عن أراضيه وحماية سيادته"، مشدداً على "قدرة القوات العراقية على التصدي لأي تهديدات داخلية أو خارجية دون الحاجة لتواجد قوات أجنبية".
أما عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية ياسر وتوت، فأشار في حديث لـ"الصباح"، إلى أن "العراق يتمتع بقطعات برية كافية، إلا أننا بحاجة إلى رفد القطعات العسكرية بدماء جديدة، ما بين 10 إلى 15 ألف تعيين". ولفت إلى أن "القطعات البرية لن تشكو من انسحاب التحالف الدولي، لكن نحتاج إلى تدعيم الدفاع الجوي والقوة الجوية، فنحن بحاجة إلى السيطرة على سماء العراق وسد الفراغ الذي سيحدث، فضلاً عن دعم مديرية الاستخبارات العسكرية بالطائرات المسيرة في ظل الأوضاع الراهنة، إذ إن القتال الحديث لا يعتمد على القوات البرية، فأغلب المعارك وما يحدث في الدول العربية تحتاج إلى غطاء جوي وليس برياً، ونحن بحاجة إلى تطوير منظومة الدفاع الجوي وتعزيز قوتنا الجوية بطائرات حديثة".
ومن جانبه، أكد النائب الأسبق إسكندر جواد، في حديث لـ"الصباح"، أن "هنالك قوات أمنية كافية، لكن المطلوب تجهيز قيادة العمليات بطائرات مروحية (سمتية)".
ونوه بأنه "على الرغم من امتلاك العراق طائرات كورية وطائرات F-16 إلا أنها غير كافية"، مبيناً أن "القوة الجوية لها دور كبير في جمع المعلومات وتنفيذ العمليات، فضلاً عن رد الفعل على الأعمال الإرهابية، لذلك يجب أن نضع نسبة صلاحية للطائرات المتواجدة لدينا على أقل تقدير 80 بالمائة، حتى لا يكون هنالك فراغ بخروج التحالف الدولي من العراق".
وأكد جواد، أن "العراق يمتلك الخبرة وقادر على القيام بمهام جمع المعلومات في ظل وجود طائرات مسيرة دون طيار لمنع تسرب أي إرهابي إلى داخل الأراضي العراقية، ويمكن أن تحال المسؤولية إلى قيادة العمليات في ظل وجود رئيس أركان لديه الخبرة والتجربة في محاربة الإرهاب".
وطالب، "لجنة الأمن والدفاع النيابية والوزارات بدعم القوات المسلحة والأمنية بكل ما تحتاجه من معدات ومعلومات حتى تتمكن من العمل بشكل صحيح وجدي ومنع الإرهابيين من التسلل داخل الأراضي العراقية".