قوةُ الأدب
موكيش ويليامز
ترجمة: د. فارس عزيز المدرس
ليس كلُّ الناسِ يقرؤونَ الأدبَ؛ وعندما نقرأ الأدبَ برَويَّةٍ نصبحُ واعينَ بالطريقةِ التي تشتغلُ بها اللغةُ، وبالكيفيةِ التي تبْني بها عالماً مِن خلالِ جُملٍ يعبِّرُ بها الوعيُ عن نفسِه.
قبل حوالي عقدٍ مِن الزمان ِحذَّرنا تيري إيگلتون مِن أنَّ “القراءةَ المتأنيةَ” عُرضةٌ للاختفاء، وأتساءلُ ماذا سيقول الآن!. لقد لفتَ نيتشه انتباهنَا لأول مرةٍ إلى القراءةِ المتأنيِّةِ، ووصفها بأنَّها قيدَ الاحتضار. وفي عالمَنا الذي يتميَّز بالقراءةِ السريعة لن يستمتعَ سوى القليلين بتدفقِ اللغة، أو تحوِّلِ العبارة، أو التوقف عند نطقِ الجملة كما تستحق، ولطالما شارك الكُتابُ في خلقِ عالمٍ موازٍ وكشفَ عن ظلالَ عوالمٍ جديدة.
قوةُ الأدب
كلُّ شيءٍ له قوةٌ؛ والأدبُ أيضاً له قوةٌ؛ فهو يملك القدرةَ على تحريرِنا من العبودية، ومساعدتنا على التغلغلِ في جلدِ الحضارات، وقد ينشأ الأدبُ مِن عواملَ اجتماعيةٍ عديدةٍ، لكنَّ النصَّ الأدبيَّ لابَّد أنْ يتفاعلَ مع القارئ بطٌرقٍ عميقةٍ لإطلاقِ المعنى، لذا على النقادِ ألا يفرضوا على القارئ أطراً ومحدِّداتٍ للقراءة؛ خارجَ ما يقتضيه المُقتضى.
وفي علاقةِ النقد الأدبي بالقارئ يجب أنْ يلتقي الشعورُ بالشعور، وعلى نقادِ الأدبِ الحكمُ بتجرّدٍ على جودةِ العمل الأدبي، وأنْ يدركوا تفاعلَ النصِّ مع القارئ، ولا ينسجوا مسوغاتِهم ويزعموا تفوُّقَهم؛ فهم بالتالي لن يصلوا إلى مستوى أفلاطون؛ ولن يفعلوا أكثر مِما فعلَ؛ إذ لم يسمح للنصوصِ الأدبية بالوجود إلا بحدود، لكنَّه مضى؛ واستمرَّ الأدبُ؛ وبقِيت رؤيةُ أرسطو الذي قلَبَ المعادلةَ وجعلَ الشعرَ حرَّاً ومتفوقاً في القيمة على التأريخ، وترك الحريةَ للقارئ؛ إلا بمحدِّداتٍ معلومةٍ؛ إجرائية في أغلبها.
الضروراتُ الداخلية للأدب
ينمو الأدبُ من الضروراتِ الداخليةِ للبشر، وهو يعزِّينا ويقنعنا ويعاقبنا، ويغيِّر وعينا، ويطهّرنا، ويتشكَّلُ من خلالِ كلماتٍ قد تجعلنا نبكي ونرتجف؛ ونهتزّ أمامَ قوتِها. وقد كشف كولريدج عنِّ فنِّ التذوق الشعري قبل مئتي عام في كتابِه السيرة الأدبية، وكتب قصائدَ عن موضوعاتٍ خيالية، وأوضح أنَّه إذا كنَّا راغبين في تقدير أعمالِه، فلابدَّ من أنْ نخمدَ عن طيبِ خاطر قدراتِنا النقدية، وينصحنا بـ “عدم التصديق للحظة”، وهذا على حدِّ تعبيره، يشكِّل “إيماناً شعرياً” أو لنقل إيماناً بالحدْس، فنحن إذ نصدقُ بإطلاقٍ؛ فلن نستطيع تقديرَ الأدب. وما يعنيه كولريدج إعطاءَ الغرابةِ مكانتها، والخيال دورَه والحدسَ فاعليتَه، لذا فنحن بحاجةٍ إلى الإيمان الأدبي لنؤمنَ بما لا يُصدق.
يجذبنا الأدبُ إلى عالمِه مِن خلالِ قوةِ الكلمات، ويتفاعل مع الزمان ويربط بين الناس والقرون. والأدبُ ليس مجرَّد تاريخٍ وثقافة، بل هو مدخلٌ إلى عالمٍ جديدٍ مِن الخبرات. والطريقةُ التي نحدِّد بها الأدب ونفهمه تتغير دائماً، ولكلِّ زمان مَعاييرُه، وبيئةٌ لها تذوُّقها وحاجاتها، لذا فإنَّ إنشاءَ معالمِ الأدبِ العالمي أو وضع معايير لتقييمِ الأدب بعامة يعتمد على المزاج الثقافي السائد، وعلى القيمة الأدبية، وعلى الهاجس الجمالي لعصرٍ معين، لكنْ للأسف ليست كلُّ المعايير موضوعية، إذ قد يحوْز الكاتبُ العالمي - مِن خلال تأييدِ علماء الأدب أو الترويج من خلال الوسائط الرقمية – الشعبيةَ والقبول؛ محلياً أو وطنياً؛ حتى قبلَ أنْ يصبحَ عالمياً.
أسطورةُ الزيز
إنَّ التقييمَ الناضجَ للعملِ الأدبي جزءٌ أساسيٌّ مِن القراءة؛ ونحن نقيِّم النصَ الأدبي بناءً على جوانبَ تحليلية وتقييمية. وفي محاورة فيدروس لأفلاطون ينصح سقراطُ الشابَ فيدروس بعدم تقليد طنين الزيز، (حشرةٌ غيرُ ضارة تصدر أجنحتُها أزيزاً؛ وأسلوب حياتِها جعلها مصدراً للإلهام، وكانت بعضُ الثقافات تعدها رمزاً للنهضة/ المترجم)؛ بل عليهم متابعة الحوار لاكتشاف الحقيقة. يروي سقراط أسطورة الزيز الذين كانوا يوماً سلالةً سعيدةً من البشر، إلا أنهم غنَّوا ورقصوا، ونسوا تناولَ الطعام فهلكوا، إذ حوَّلتهم الألحانُ إلى حشراتٍ يمكنها الغناءُ؛ دون أنْ تأكلَ أو تشربَ أو تنام، والأدبُ الناجحُ رمزياً يسعى إلى أنْ يكون بمثابةِ حشرةِ الزيز للخلق السماوي.
تطويرُ الشخصيةِ من خلال الأدب
إذا كان الأدبُ يُتَداولُ بوصفه شريانَ الوعي البشريَّ فسوف يشعل الخيالُ ويقدِّم وداً عالمياً يتجاوز الحدود. وسواءٌ كنَّا نستمتع بالأدبِ أو نفسِّره، فإنَّه يمتلك القدرةَ على ربط العالم وتقليص الفجوة بين الذات والآخرين، لكننا للأسف لا نريد أنْ نستمعَ إلى أنفسِنا أثناءَ القراءةِ بصوتٍ عالٍ، أو أثناء ملاحظةِ التغيرات التي تطرأ على أنفسِنا، أو أثناء عبورِ مساراتٍ سلسة بين الحياة والموت، وبين الواقع والتصنُّع، ولا نرى الشعرَ بوصفه “فيضاً عفوياً من المشاعر القوية” أو “عواطف نتذكرها في هدوء”.
تمثيلُ العالمِ مِن خلال اللغة
على الدوامِ هناك صمتُ المؤلفِ في النص الأدبي؛ حيث يلْتقي المؤلفُ والقارئُ مثل فيرجيل والله لكنهما لا يتحدثان؛ بل يتحدَّث النصُّ؛ سواء كان مكتوباً أو شفهياً أو رقمياً، وتعكس الروايةُ الغربية التي تسافر إلى الخارج؛ الحياةَ والأفكارَ الحديثةَ عن الحريةِ والعقل والفردية، ويستخدم كُتابُ الروايةِ الحديثةِ تقنياتٍ سردٍ جيدةٍ للرمزية والفعل؛ لجذبِ انتباه القارئ.
الوعي الفردي بالمركز
يحتلُّ الفردُ المكانةَ الأكثرَ أهميةً في الأدبِ الحديث، وبدونه لا يمكن سردُ القصص، ويحتل وعيُه وإدراكه الكتابةَ الأدبية، وكان الفردُ دائماً في مركز الرواية الحديثة، فهو أكثرُ إثارةٍ للاهتمام من المجتمع. ووعيه وإدراكه وعواطفه هي الاهتماماتُ الرئيسيةُ للرواية الحديثة. وقد تمثَّلت الحداثةُ الأدبية ذاتيةَ النقدَ وميزتْه عن الأشكال التقليدية للكتابة وعن الصور النمطية. وكان لعبثية وتدمير الحربين العظيمتين تأثيرٌ عميقٌ في الكُّتابِ المعاصرين الذين وجدوا طرقاً مختلفةً لتمثيلها من خلال الكلمات.
وفي الحقيقة لا تقدِّمُ الروايةُ قصصاً ومعلوماتٍ فحسب؛ بل تُضفي على المعلوماتِ عاطفة. والجمع بين العاطفة والمعلومات يجعل الرسالةَ لا تُنسى، ومن خلالِ خلقِ الشخصيات والحوار والصور والرموز تفتح القصةُ نافذةً مِن فرص التعلُّم من تجاربِ آخرين، ويمكنها أنْ تشكلَ آراءنا ووعينا وقيمنا، أو تتحدَّ بها.
الأدبُ بوصفه ثقافة
يأتي الأدبُ اصطلاحاً من كلمة litteratur التي تعني “الكتابة المشكَّلة بالحروف”، وتشير إلى أعمال الشعر والخيال والدراما، وفي الآونة الأخيرة توسَّع معنى الأدبِ ليشملَ الأعمالَ غير الخيالية والتقارير والأغاني ومذكرات المطبخ والحكايات المنطوقة (الكاتب يعني بذلك الثقافة الغربية عموماً / المترجم). ويمكن أنَّ يكون الأدبُ محفِّزاً فكرياً أو ممتعاً عاطفياً، ويمكن تصنيف هذين النوعين من الأدبِ على أنهما رفيعا المستوى وقليلا المستوى. يمكن تصنيف Wasteland لـ إليوت Eliot مثلا على أنه أدبٌ رفيعُ المستوى، في حين يمكن تصنيف Aladdin لـ دزني Disney على أنَّه منخفضُ المستوى. وبمجرَّد إدراج الأدبِ رفيعِ المستوى ضِمن مجموعةٍ أدبية فمن الصعب القولُ ما إذا كانت جميعُ النصوصِ المكتوبة يمكن أنّْ تكون مؤهلةً لأن تكونَ أدباً؛ بالمعنى الحقيقي.
الأدب يُخيفنا
في مقاله عن أصلِ اللغاتِ (1781) يكشف روسو عن أنَّ الكلامَ يكون الشكلَ الأصلي للتواصل؛ فهو يمثل “نغماتِ صوتِنا، وصراخَنا، ونحيبنا”، بينما الكتابةُ تمحو مثل هذه المشاعر. ولدى لروسو تصبح الكتابةُ شكلاً منحطَّاً مِن أشكالِ الكلام المستخدم في غياب المتحدث. والصراخ البشري، والعاطفة، والمباشرة تضيع دائماً من خلال التمثيل اللغوي الكتابي لأنَّه يحل محِل، أو يمحو، ويكمل شغف الصوت غير المفصل.
تنشأ اللغاتُ وتتغير وتموتُ استجابةً “لاحتياجاتِ الإنسان”؛ لذا ففي مقاله “الأساطير البيضاء” (1972)، يزعم دريدا أنَّ الفلسفةَ تخلق استعاراتٍ؛ عندما يكون هناك “فقدان مؤقتٌ للمعنى”. وإنَّ خلْقَ “تحويلةٍ حتمية” عن المعنى الحرفي يخلق تجربةً مختلفة عنها. وفقدانُ المعنى اللغوي في النص الأدبي يخيفنا لأنَّه يمحو وعدَ الحضور؛ وهذا هو فحوى التنازعُ بين الحضور والغياب لدى دريدا. وعليه تبقى القراءةُ مشروعاً فردياً، ولا يمكن لأيديولوجيا تحليل النص سلبُ متعةِ القراءة. وفي مقال بعنوان “بدعةُ إعادة الصياغة” يشرح كلينث بروكس أنه مِن غير الممكن إعادة صياغة قصيدة مع الاحتفاظ بمعناها، فإعادةُ الصياغةِ تُسيء فهم “وظيفة الاستعارة والوزن”، ومعنى النص الأدبي يكْمنُ في شكله أيضاً.
القداسةُ الأدبية
تشرحُ الكتبُ أنَّ النصوص تصبح كلاسيكياتٍ، والكلاسيكيات تكتسب قوةَ الشريعة بالمعنى المجازي للكلمة، وتدخل أشياءٌ كثيرةٌ في صنع هذه الكلاسيكية، والافتراضات الأدبية، والإجماع، والقيم المدرسية والشروط الموضوعة للذوق، تجبر العلماءَ على الاعتقاد بصدقِها، وغالباً ما ترتبط الهجماتُ الإيديولوجية على المعايير الأدبية الراسخة، أو الدعوات لتوسيعها بالديموغرافيا المتغيرة، أو البقاء المهني، أو سياسات الهوية أو الرغبة في خلق عالم متسامح. قال الروائي الإنجليزي ويلكي كولينز في القرن التاسع عشر ذات يوم إنَّ أيَّ كاتبٍ لا يمكن أنْ يصبحَ كاتباً عظيماً ما لم يكن في المقام الأول فناناً كبيراً، ويرى أنَّ تشارلز ديكنز فناناً عظيماً، لذا فهو كاتب عظيم!.
يستكشف كتابُ بلوم “القائمة الغربية” الذي كتبه عام 1994 أعمال 26 مؤلفاً يشكلون محور التقاليد الأدبية الغربية. وفي إطارِ حملتِه من أجلِ “استقلال الجماليات”، وضع شكسبيرَ في مركز القائمة، واصفاً أعمالَه بأنها حجرُ الأساس لجميع كُتاب المسرحِ والشعراء ورواة القصص، كان يعتقد أنَّ شكسبير لم يكن له سلفٌ في خلق الشخصية ولم يترك أحداً دون أنْ يمسَّه. لكن ما يُقدَّرُ في عصرٍ ما؛ بوصفه أدباً جيداً قد لا يُعدُّ قيِّماً في عصرٍ آخر. وعندما نُشرت رواية هيرمان مِلڤيل روايةَ موبي ديك (1851)؛ اعتُبرت فاشلةً، ولكن على مرِّ العقودِ أصبح يُنظر إليها بوصفها عملاً أدبياً عظيماً ذا أهميةٍ رمزية.
الغرابةُ والأصالة
في عمليةِ قراءة الأدب نواجه أحياناً تجاربَ صعبةً وغيرَ متوقعةٍ وتصبح هذه التجاربُ خاصةً لدينا؛ لأنها غير معروفة لنا، ونحن نثرَى بمشاعرها واقتراحاتها؛ إذ يمتلك الأدبُ غرابةً ونمطان مِن الأصالة؛ كما يقترح بلوم؛ الأول يعني أنَّ الأعمالَ تضيف الغرابةَ إلى الجمال، في حين يعني الثاني الأصالة التي لا يمكن استيعابها بغير الأدب، وهذا يعني أنَّه عندما يستوعبنا الأدبُ فإننا نتوقف عن رؤيته غريباً. قد يكون القانون الأدبي نتاجاً ثانوياً للطبقةِ أو العرق أو الجنس أو المصلحة الوطنية، وإذا كان جميعُ الأعمالِ الأدبيةِ تعكس أيديولوجية ثابتة؛ فلن تكون قراءتها محرَّرة.
العصر الحديث في الأدب
دمَّر القرنُ العشرين الثقةَ الذاتيةَ الأخلاقية والفكرية لدى الفيكتوريين وإيمانهم بعالمٍ منظم، وبحث عن نافذةٍ لربط الخيال بالتاريخ، وفي “رسالة لندن” ضغط إليوت على اللغةِ والواقعِ بقبضة مُحكمة، حتى برزت الكلماتُ بمعانٍ جديدة قائلاً: “يتعيَّن على الفن خلقُ عالمٍ جديدٍ، ولابدَّ أن يكون للعالمُ الجديد بنيةً جديدة”.
كان الحداثيون يؤمنون باستقرارِ الكلمة وموضوعها، وأنَّ اللغةَ قادرةٌ على إعادةِ تشكيل إدراك العالم، ورأوا أنَّ الإدراكَ الحسيِّ يمكن أن يتجسدَ في جُملٍ، وحينئذ سيبقى العالمُ على قيد الحياة؛ مثل شعاع الشمس في غرفة النوم. وكان الحداثيون يحلمون بجعل الفرد يدخل التاريخَ شفافاً وعارياً، وكان جيمس جويس يشعر بالقلق لأنَّه لم يتمكَّن مِن العثور على نافذةٍ في بيت الخيال لربط البنية الخيالية بالواقع التاريخي. وقدم مارسيل بروست حاستي الشمَّ والتذوق في تذكر الوقت الضائع، إيْ بمعنى تحسُّس الواقع بأدواتٍ غيرِ عقليةٍ؛ بل شعوريةٍ وحدسيِّة وحسية.
فتحت الذكرياتُ الحسيةُ البابَ أمامَ الذكرياتِ المفقودة وكانت مفيدةً للكُتاب، ويشير كتابُ بروست إلى وقت ذاتيٍّ توجد فيه حياةٌ فردية، وتشير عبارة “الزمن الضائع” إلى الوقت الذي يجلب خسارةً لا يمكن تعويضها. لقد خلق بروست ذكرياتٍ سِيرةٍ ذاتية من خلال المحفزات الشميَّة. وفي “غرام سوان” يبحث عن معنى الحب والوقت، ويستخدم التذوق والشم لإثارة الذاكرة والوعي؛ للوصول إلى أحداثٍ لا يتذكرها كلُّها، فالأدب إذن يسحبنا من الروتين اليومي للحياة وينشط الحواس. ويولِّد وعياً بأهميةِ الأحداث والأفعال، ويكشف عن النوايا والعواطف البشرية. كما يقدم لنا زاويةَ رؤيةٍ من خلال ترتيب انتقائي للكلمات يمنحنا منظوراً جديداً. كما يعمل على تكثيف الخيال لاقتراحاتٍ جديدة يمكنها تنشيطُ المنظور وتغييره.
يشير أومبرتو إيكو إلى أنَّ البشر مُحاطونَ بـ “قوى غير ملموسة” لا حصر لها، ومن بين هذه القوى نجد قوةَ النصوص الأدبية. وهذه أعمالٌ لا تُقرأ مِن أجلِ المتعةِ فحسب، بل وأيضاً مِن أجلِ التثقيف. إنَّ القوة غيرُ الملموسةِ للأدب تحافظ على اللغةِ حيةً؛ وتساعدنا على إثراء تجربتنا الشخصية والجماعية، وبعد قراءةِ الأعمالِ الأدبية غالباً ما نصل إلى فهمٍ أفضل لظاهرةِ الحياة والموت.