تشريفاً للمعلم

اسرة ومجتمع 2024/10/06
...

سعاد البياتي

يقال إن بناء العقول أصعب من بناء البيوت، وهي حقيقة، فالحرف الاول الذي سمعته من معلمتي كان له وقع كبير في تفكري، بعده كنا نتوق لسماع بقية الحروف حفظاً وكتابةً ونتسابق من أجل ذلك، ولا غرابة أن تبقى صورة المعلم أو المعلمة حية وحاضرة على الدوام في الذاكرة، لأنهم من منحونا نعمة القراءة والكتابة، وكانت لهم خاصية الصبر على تلكئنا أحياناً، أو تلقيننا الكلمات بشكل جميل لا يمكن حتى لأمهاتنا أن تحسن الدور، فالمعلم قدوتنا الثانية بعد الوالدين، حيث يعيش الطالب في المدرسة معظم يومه يتلقى الدروس.
لذا ومن باب الاستذكار والاحتفال بيوم المعلم العالمي، الذي وافق يوم أمس الخامس من تشرين الأول حسب تصنيف اليونسكو، ضرورة التوقف عنده وتبيان خاصية ودور المعلم في حياتنا والمجتمع، يقام هذا اليوم تقديراً للمعلم وأفضاله وانجازاته طوال مسيرة عمله التعليمية، إذ يؤدي المعلمون دورا بالغ الاهمية في مجتمعاتنا من أجل تعليم جيد ومثمر، بيد أن التقديرات تشير إلى أن اغلب المدارس بحاجة إلى زيادة أعداد المعلمين لوجود نقص في كوادرها، والى مد العون لهم في العديد من المجالات، لا سيما بتوفير بيئة مناسبة للتدريس في المدارس ووسائل تعليم نموذجية ومختبرات تمنح التلاميذ بهجة واطلاعا على مستوى جيد، ولإتاحة الفرصة لهم وتمكينهم من التبصر لتطورات العلم والمعرفة، كذلك حاجتهم إلى بنايات نموذجية وحديثة، لتحسين ظروف العمل وإلى اعانات مالية تمكنهم من السيطرة على تذبذبات الحالة الاجتماعية والاقتصادية، لما يبذلون من جهود كبيرة في مهنهم، يستحقون على اساسها الكثير من الخدمات وتحسين ظروفهم ودخلهم
ومن الجدير بالذكر أن أغلب المعلمات في الوقت الحالي يتأثرن بالنقص في السكن الملائم لهن، وبعد المدارس عن بيوتهن، وكذلك بسبب مشكلة رعاية أطفالهن، ما يزيد من صعوبة الاحتفاظ بالمعلمات في المناطق النائية، التي غالباً ما نلاحظ الشكوى من ذلك النقص حتى في اعداد الطلبة، الذين لا بد لهم من الالتحاق بالمدارس
وأخيراً نذكر مطلع قصيدة امير الشعراء احمد شوقي حينما نظمت بحق المعلم (قم للمعلم وفه التبجيلا.. كاد المعلم أن يكون رسولا)، وهو يوم شكر وعرفات لدور المعلم في بناء أجيال متكررة من العلماء والاطباء والمهندسين والاعلاميين، فتحية لكل من أفنى عمره ووقته للأجيال.