انتفاضة عراقية ضد الإساءة الصهيونية للسيد السيستاني

الثانية والثالثة 2024/10/10
...

 بغداد: محمد الأنصاري وشيماء رشيد وعمر عبداللطيف ورلى واثق


طوفان من الغضب والإدانة الواسعة شهدتها الساحة العراقية أمس الأربعاء، ضد الإساءة والتطاول الذي بثته الآلة الدعائية الصهيونية ضد المرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني، وعدّته أوساط سياسية محاولة بائسة من حكومة الكيان الصهيوني لخلط الأوراق والتغطية على جرائمه وبمثابة هروب من الهزائم الميدانية التي تلقتها حكومة الأرهابي بنيامين نتانياهو على يد المقاومة في غزة وجنوب لبنان، وعدّت الأوساط الحكومية والبرلمانية هذه الأساءة بمثابة صورة واضحة لنهج الكيان المجرم، وأنها لن تمس قيد شعرة بمقام ومكانة المرجعية التي يكنُّ لها العالم التقدير والتبجيل والاحترام.

وأعلن الناطق باسم الحكومة العراقية باسم العوادي، أمس الأربعاء، رفض العراق حكومة وشعباً بأشدّ العبارات أي مساسٍ بمكانة المرجعية الدينية العليا.
وقال العوادي، في بيان تلقته "الصباح": إنه "بعد أن أوغل الكيان الصهيوني بحرب الإبادة الجماعية، وارتكب الجرائم المفضوحة ضدّ الإنسانية، وممارسته علناً القتل والعدوان في غزة ولبنان، يأتي الدور على وسائل إعلامه المحرّضة والعنصرية، في محاولة رخيصة للإساءة إلى صورة المرجعية الدينية العليا".
وأضاف، أن "الحكومة العراقية ترفض بأشدّ العبارات أي مساسٍ بمكانة مرجعيتنا، التي تحظى بتقدير واحترام كل الشعب العراقي، والعالمينِ العربي والإسلامي، والمجتمع الدولي، وتحذر من خطورة هذه المحاولات المُستندة إلى خلفية فكرية عنصرية، وأسس أمعنت في الاستهتار بمقدّسات الشعوب، ما يشجع على توسيع دائرة العدوان ويعرض الأمن والسلم الدوليين إلى تهديد حقيقي".
وتابع: "يُثبت الكيان الصهيوني، مرّة أخرى، أنّه ليس سوى جماعة إجرامية تعتاش على اختلاق الأزمات، وتغذية العدوان والحروب، وتزداد عُزلتها يوماً بعد آخر، وما المواقف الشعبية والدولية في العالم الرافضة لسلوكه إلّا تأكيد لهذا المنحى العدواني".
واستطرد العوادي: "انطلاقاً من هذه الوقائع، ندعو الأمين العام للأمم المتحدة، ومجمل المحافل الأممية والدولية، إلى رفض واستنكار كل ما يمسّ مشاعر المسلمين في العالم، ومحاولات النيل من الشخصيات ذات التأثير والاحترام العالمي".
واختتم: "لقد بذل العراق، حكومةً وشعباً، كلّ الجهود من أجل إيقاف الحرب، إلّا أن الكيان وحكومته المتطرفة، إضافةً إلى فشل المجتمع الدولي، قد تسبب بتفاقم الأوضاع، واليوم يحاول نشر الإساءات للتغطية على الجرائم الواضحة، وهو ما نرفضه بالمجمل، ونعدّه عدواناً خطيراً، لن يغير من موقف العراق الثابت والمبدئي إزاء كل القضايا المصيرية".

بيانات رئاسية
كما أكدت رئاسة الجمهورية في بيان تلقته "الصباح": "ندين بأشد العبارات المساس الذي طال المرجعية العليا في العراق والعالم من خلال وسائل إعلام الكيان المحتل"، لافتة إلى أنه "نرفض مثل هذه الإساءات لمقام المرجعية ونؤكد ضرورة احترام المقدسات لكل الأديان والمذاهب إسلامية كانت أو غير إسلامية".
وأضافت، أن "هذا التعدي السافر سيؤدي إلى توسيع دائرة الخطر والعنف وسيعرض المنطقة إلى مزيد من الاقتتال"، داعية المجتمع الدولي إلى "التحرك الفاعل وإبداء مواقف عاجلة في رفض أي دعوات للكراهية بين الشعوب".
وتابعت الرئاسة سعي العراق إلى "تعزيز الجهود من أجل إيقاف العدوان على فلسطين ولبنان"، مبينة موقف العراق الثابت والمبدئي من "قضية فلسطين العادلة وحق شعبه في تقرير مصيره وإقامة دولته على كامل ترابه الوطني".
إلى ذلك، أعرب رئيس مجلس النواب بالنيابة، محسن المندلاوي، عن إدانته الشديدة لما نشرته وسائل إعلام صهيونية من إساءة لصورة المرجعية الدينية العليا في العراق، والذي يعكس حجم الخبث لهذا الكيان الشيطاني الساعي إلى النيل من مراجع ورموز وقادة الأمة، معتبراً أن ذلك يأتي ضمن سلسلة جرائم الكيان الغاصب ومخططاته الدنيئة في استهداف حرمات المسلمين ومقدساتهم.
وأكد المندلاوي، في بيان أمس الأربعاء، أن "مجلس النواب يرفض أي تطاول على مقام المرجعية الدينية العليا في العراق والعالم، والتي كان لها الدور الكبير والأساس طوال مسيرتها في ترسيخ قيم المحبة والتعايش السلمي بين الشعوب، وخلاص دول العالم من براثن التطرف والإرهاب والتوحش"، مضيفاً أن "هذا الكيان العنصري والمسكوت عن جرائمه من أغلب دول العالم، يدفع المنطقة إلى حافة صراع ديني يخدم أجنداته وتوجهاته المتشددة، وأن على العالم ردعه وإيقاف شروره عن شعوب المنطقة".
من جانبه، شدد مستشار الأمن القومي، قاسم الأعرجي، على أن المرجعية الدينية لها مكانتها واحترامها وثقلها ولا يمكن بأي حال من الأحوال التعرض لهذه المكانة.
وقال الأعرجي في بيان تلقته "الصباح": أنه "تأكيداً لموقف الحكومة العراقية، نرفض وبشكل قاطع المساس بمكانة مرجعيتنا الدينية العليا، وما يصدر بحقها".
وأضاف: "نشدد على أن المرجعية الدينية في العراق والعالم الإسلامي لها مكانتها واحترامها وثقلها، ولا يمكن بأي حال من الأحوال التعرض لهذه المكانة، لما يشكله من خطر يهدد الرموز الدينية، وبالتالي يمثل تهديداً صارخاً بحق المراجع الدينية التي مازالت تنادي بالسلم وعدم التعرض لأرواح الأبرياء في كل بقاع الأرض".

مواقف وطنية
حزب الدعوة الإسلامية، أكد أمس الأربعاء، أن استهداف مقام المرجعية الدينية العليا استفزاز لمشاعر الملايين.
وذكر الحزب في بيان تلقته "الصباح"، أن "الكيان الغاصب تمادى في بغيه وعدوانه الذي طال الأطفال والنساء والأبرياء العزَّل وتدمير المدن، بلا رادع من المجتمع الدولي ومن الدول العربية والإسلامية التي تتفرج على ما يجري في فلسطين ولبنان من مآسٍ يومية، ومجازر يندى لها جبين الإنسانية".
وأضاف، أن "المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف تحظى بتقدير واحترام المسلمين عامة والعراقيين من كل المكونات والأديان والمذاهب، لمواقفها المبدئية ودورها في حفظ السلم والأمن في العراق وحقن الدماء"، لافتاً إلى أن "استهداف المرجعية هو استهداف كل العراقيين بل كل الموالين لأهل البيت في العالم، وهو استفزاز لمشاعر الملايين لما تمثله من مكانة عالية عند الجميع". وتابع البيان: "نستنكر بأقوى العبارات هذا التجاوز والإساءة لمرجعيتنا المسدَّدة التي تمثل قيادتنا الشرعية"، مؤكداً أن "شعبنا واعٍ لمخططات الكيان المجرم الذي لجأ إلى خلط الأوراق وإقحام الأسماء والصور واستخدام الإعلام المزيف نتيجة اليأس والعجز عن تحقيق الانتصار على المقاومة والمجاهدين في الميدان بعد مضي سنة كاملة من القتال الشرس"، وذكر أنه "تبين هراء ادعاءاته وزيف قوته التي لولا الدعم والإسناد من الدول المختلفة لانهار منذ وقت بعيد".
بدوره، أكد الأمين العام لحركة عصائب أهل الحق الشيخ قيس الخزعلي، أمس الأربعاء، أن المساس بالمرجعية الدينية في النجف الأشرف، متمثلة بسماحة آية الله العظمى السيد السيستاني، هو مساس بكل المؤمنين في كل العالم.
وقال الشيخ الخزعلي في تدوينة على منصة X- "مرة أخرى يكشف العدو الصهيوني الغاصب عـــن وقاحته واستهتاره وتجاوزه لكل القيم والأعراف ومحاولاته الخبيثة؛ لتفكيك الوحدة الإسلامية وثوابتها ومقدساتها من خلال وسائل إعلامه الخبيثة الموجهة" .
وأضاف، أنه "على العدو الصهيوني أن يعي جيداً، أن المساس بالمرجعية الدينية، في النجف الأشرف، متمثلة بسماحة آية الله العظمى السيد السيستاني، هو مساس بكل المؤمنين في كل العالم، ونحن نعتقد أنهم أحقر وأدنى من ذلك، ولكن حتى لا تذهب بهم الأوهام بعيداً، فليعلموا أن نتيجة هكذا أفعال رعناء، تعني نهايتهم ونهاية كل من يدعمهم بأي أنواع الدعم".

أوساط برلمانية
وأدانت الأوساط السياسية والدينية العراقية التطاول الصهيوني على مقام المرجع الديني الأعلى، السيد علي السيستاني، وفي إطار ردود الفعل الغاضبة، أعرب عدد من أعضاء مجلس النواب عن إدانة هذه الإساءة، مطالبين الحكومة العراقية باتخاذ موقف حازم ضد هذه التصرفات الاستفزازية.
اللجنة البرلمانية للأوقاف، أكدت أن هذه الهجمات الإعلامية تمثل اعتداءً صارخاً على سيادة العراق ورموزه الدينية، مشددة على أن أي محاولة للمساس بالمرجعية ستقابل برفض شعبي ودولي واسع.  عضو مجلس النواب ياسر الحسيني، أوضح في حديث لـ"الصباح"، أن "الكيان الغاصب كثيراً ما تجاوز على سيادة العراق ومقدراته، واليوم يتمادى ليصل إلى محاولة النيل من مقام المرجعية العليا، ولكن هيهات لهم ذلك". داعياً إلى تعاطي الحكومة مع التهديدات بشكل أكثر حزما. الحسيني شدد على أن محاولات الكيان الصهيوني للنيل من المرجعية، سواء إعلامياً أو بأي شكل آخر، "ستفشل كما فشلت محاولاته خلال فترة مواجهة الإرهاب"، مؤكداً أن "العراقيين، سنَّة وشيعة وكرد وأقليات، متكاتفون خلف راية العراق وخلف سماحة السيد السيستاني". وأضاف أن "أي اعتداء على المرجعية سيؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة بأكملها، وأن الشعب العراقي يدرك تماماً مكانة السيد السيستاني ودوره المحوري في حماية البلاد".
من جانبه، أعرب عضو مجلس النواب، ضياء الهندي، عن استنكاره الشديد للتطاول الصهيوني على مقام المرجع الديني الأعلى، السيد علي السيستاني.
وأكد الهندي، أن "هذا الاعتداء الإعلامي يعد استفزازاً مباشراً لمشاعر المسلمين في العراق والعالم الإسلامي"، مشدداً على أن "هذه المحاولات تهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة". وفي حديث لـ"الصباح"، أوضح الهندي أن "السيد السيستاني يمثل رمزاً دينياً وقومياً للعراق، ومحاولة المساس به هو اعتداء على جميع العراقيين"، وأضاف أن "هذه الممارسات الإعلامية تعكس فشل محاولات النيل من المرجعيات الدينية التي تظل دائماً مصدراً للاستقرار والتوجيه الرشيد"، مؤكداً على "ضرورة التصدي لهذه الهجمات بحزم".
الهندي دعا إلى "اتخاذ موقف دبلوماسي واضح إزاء هذه الإساءة"، وطالب "المنظمات الدولية والإسلامية بإدانة هذه التصرفات والوقوف ضد أي تهديد يمسُّ الشخصيات الدينية الرائدة". من جانبه، قال رئيس كتلة "صادقون" في مجلس النواب حبيب الحلاوي، : إن "أي محاولة للمساس بمكانة مرجعية النجف الأشرف والمرجعيات الدينية الأخرى، أو قادة المقاومة الإسلامية، من قبل الكيان الصهيوني المجرم، هو اعتداء صارخ". وأضاف الحلاوي، أن "هذا الكيان المتهاوي، لن يفلح في كسر إرادتنا"، وبين أن "مرجعية النجف الأشرف ستبقى درع الأمة الحصين وبوصلة الحق التي لا تحيد عن نهج الإسلام المحمدي الأصيل"، وأكد أن "الشعب العراقي سيرد على هذا الكيان اللقيط بكل ما يملك من قوة
وإيمان". كما أدانت  كتلة تيار الفراتين، على لسان رئيسها النائبة رقية رحيم النوري، الإساءة التي طالت سماحة المرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني (دام ظله الوارف) من قبل الكيان الصهيوني الغاصب، مؤكدة أن هذا الاعتداء السافر يمثل تجاوزاً خطيراً لكل القيم الإنسانية والدينية، واستفزازاً لمشاعر ملايين المسلمين في العراق والعالم. وأضافت أن الكيان الصهيوني، ورغم جميع الانتهاكات والمجازر التي يمارسها ضد الإنسانية في فلسطين الحبيبة ولبنان الغالية، لم يكتف بإجرامه بل تجاوز حدوده إلى تهديد شخصية عظيمة مثل السيد السيستاني، الذي يمثل صوت الحكمة والاعتدال، فضلاً عن أن المساس بشخصه هو استهداف لاستقرار العراق والمنطقة والعالم  بأكمله.
وحذرت النوري الكيان الصهيوني من مغبَّة هذا التصرف الأحمق الذي لن يجني منه إلا المزيد من الكراهية والرفض الشعبي والدولي، مبينة أن تيار الفراتين يقف صفاً واحداً مع جميع الشرفاء في العراق للدفاع عن مرجعيتنا الرشيدة، معاهدين سماحة السيد السيستاني وشعبنا بأننا سنكون على أهبة الاستعداد للرد على هذه التهديدات والتصدي لكل من تسوِّل له نفسه الاعتداء على رموزنا الوطنية.
من جانبه، قال النائب حسين البطاط: إن "التعدي على السيد السيستاني يعد تطوراً خطيراً وتمادياً كبيراً على مقام المرجعية العليا، وهذه الشخصية التي تعدُّ رمزاً للشيعة والإسلام ولكل المستضعفين في الأرض"، لافتاً إلى أن "مواقف السيد السيستاني الصريحة والواضحة بدعم الشعوب العربية المظلومة ضد الكيان الصهيوني الغاصب ودعمه للشعبين الفلسطيني واللبناني دفعت إلى أن يكون السيد هدفاً لهذا الكيان الغاصب، إلا أن السيد وراءه الملايين من المسلمين والمجاهدين الذين أبوا الذل والخوف ولن يركعوا إلا لله". بدوره، أكد المحلل السياسي عباس الموسوي، أن "استهداف إعلام الكيان الصهيوني لصورة المرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني، يحمل أكثر من رسالة واحدة منها أن المعركة التي يقودها نتنياهو بقتل الأبرياء والأطفال هي اجتثاث لكل الأفكار الواعية التي تقف بوجه الكيان المحتل".

مواقف سياسية
القيادي في الإطار التنسيقي عصام الكريطي، قال من جانبه: إن "الكيان الصهيوني كيان شاذّ لن تقف جرائمه عند أي حدود وهو ماض في سياسة الإبادة الجماعية بحق الشعوب المسلمة بدءاً من فلسطين وصولاً إلى لبنان والقائمة ستطول"، وأضاف، أن "الإساءة للسيد السيستاني، تستدعي رداً واعتبار أي مساس بالمرجعية بأنه سيقود إلى تبعات خطيرة وأن الملايين مستعدون للتضحية من أجل المرجع السيستاني". القيادي في ائتلاف النصر والمحلل السياسي، أحمد الوندي، قال: "نستنكر بشدة العمل الغاشم والمشين الذي أقدم عليه إعلام الكيان الصهيوني بنشر صورة المرجع الديني الأعلى سماحة السيد علي السيستاني ضمن قائمة الأشخاص المستهدفة"، لافتاً إلى أن "هذا الفعل المستفز يعد انتهاكاً صارخاً لكل القيم الأخلاقية والدينية ويبين مدى وحشية هذا الكيان ورؤيته لإقامة حرب ضد الاعتدال والسلام". وأضاف، أن "سماحة السيد السيستاني هو قامة دينية كبيرة لها دور رائد في حماية وحدة العراق وتعزيز السلم المجتمعي، وقد كان دوماً صمام أمان يحمي العراق والعالم الإسلامي من مخاطر الانقسام والتطرف"، مبيناً أن "هذه الإساءة لا تطال شخص المرجع فقط، بل تستهدف الملايين من المسلمين الذين يرون في سماحته رمزاً للتسامح والتعايش السلمي". وطالب الوندي، المجتمع الدولي، والمؤسسات الإسلامية، والحكومات العربية والإسلامية كافة "بتحمل مسؤولياتها ورفض هذه الأعمال العدائية واتخاذ إجراءات رادعة ضد هذا الاستهداف الخطير"، مؤكداً على "ضرورة التضامن والالتفاف حول المرجعية العليا التي تمثل حصناً منيعاً للأمة، داعياً جميع القوى الوطنية والشعبية إلى التكاتف لردع هذه
المؤامرات".