صباح الخزعلي
تصوير: علي قاسم
لأسماء المدن والأقضية والقرى والنواحي في بلدنا الحبيب أهمية كبيرة، وهي تحمل معاني ودلالات بعضها يحمل الغرابة، والبعض الآخر يمثل الإرث والتاريخ والمعاني الجميلة، منها عين الجحش، وبصية وأم البطوط و أبو فطايس، والضلوعية والدغيمة، والصينية، وأبو دودو، والدسيم وغيرها الكثير.
(الصباح) خاضت في هذه المدن لتكشف أصول تسميتها.
أسماء غريبة
يقول طالب الماجستير محمد حسين الشويلي: نسمع كثيراً عن أسماء لمناطق وأقضية وقرى في بلدنا الحبيب وعلى وجه الخصوص في المناطق الريفية، وهي تحمل معاني جميلة، وأخرى معانيها تكون في بعض الأحيان صعبة النطق، أو ليس لها أي معنى، وهذا برأيي يعود إلى سوء التخطيط وعدم استحصال الموافقات الخاصة من الجهات ذات العلاقة بالتسميات الأصولية، والتي تحمل معاني واضحة، ومن تلك الأسماء على سبيل المثال: الحصوة والفهود وسوق الشيوخ وكوسة وقلعة صالح وعكاشات وطهراوة وزمار وعين الجحش والظلوعية وكسرة وعطش.
طق طق والعفاطية
الأستاذ المساعد الدكتور صادق الياقوت قال: لأسماء المناطق أهمية كبيرة، إذ إنها تمثل أصل الإنسان الذي يعرف من خلالها بيئته التي يقطن فيها طيلة فترة حياته، ويعرف من خلالها ولا يتحمل وزر الأسماء التي أطلق البعض منها على سبيل المثال ومن تلك المناطق، العفاطية والبسل وجرف الصخر والدسيم و الجبايش و العكيكة و الباوية و الشماعية وأم الكبر والغزلان وطق طق، وقيل تقع في أبي الخصيب على الضفة اليمنى لشط العرب جنوب البصرة، وبالقرب منها قبور بعض الصحابة مثل عبد الرحمن بن عوف والمقداد بن الأسود الكندي، وقد أخذت اسمها من أبي الخصيب مرزوق بن ورقاء مولى أبي جعفر المنصور، إذ منحه هذه المنطقة فبنى فيها قصراً بأمره يزوره فيها، وتسمية كربلاء تعود في جذورها إلى العهد البابلي، وهي مشتقة من كرب أي مصلى، و(كرٌ وبلاء)، و"آل" أي الإله عند الآراميين الساميين، أي يكون معناها مصلى الإله، كما ذكر ذلك الدكتور مصطفى جواد، وقيل كور بابل التي ترجع إليها التسمية ومن المحتمل أن المسلمين خففوا لفظ كربلاء من كور بابل، وهذا الكلام يقال إنه صحيح.
عشوائية التسمية
يبين المواطن أبو فيصل نايف البدري: كنا نتأمل أن تكون أسماء مدننا العراقية الحبيبة مميزة وتعبر عن الفترات المتعددة التي مر بها العراق عبر حقبه الزمنية المختلفة، فضلاً عن وجود أضرحة ومزارات لأنبياء وأولياء وشخصيات أدبية وثقافية كثيرة في العراق، إلا أن هناك تسميات جاءت بعشوائية وغرابة، والبعض منها لا يحمل أي معنى مثل الكسرة والدغيمة وكفري وأم البطوط والفضيلية والسريدات والطويسة والزاب ومويلحة، والشطرة، أما الأخيرة فهي تحمل معنى مكان سكني الشطرة، مثلاً هو اسم مؤنث من (الشطر) وهو النصف أو القسم، وسميت كذلك لأن أحد فرعي نهر الغرّاف الذي تقع على ضفتيه يقسمها إلى (شطرين) متساويين هما الشطر الشرقي والشطر الغربي.
معانٍ وتعريفات
المواطن عبدالغفور حامد العزاوي أوضح، أن "هناك أسماء لها معان كثيرة، مثل الضلوعية نسبة إلى الضلوع التي تحيط القلب من جهتين، وهي جمع أضلاع، ومن ثم تغيرت إلى الضلوع وبعدها الضلوعية، وأول من سكنها نظر إلى جغرافيتها فوجد نهر دجلة يحيط بها من ثلاث جهات (الجنوب والشرق والغرب) فقال: هذه الأرض كالقلب بين الضلوع، يحرسها دجلة من ثلاث جهات، أما الجهة الرابعة (الشمال) فهي أرض مفتوحة ومن هنا اشتق اسمه وكذلك بسماية، قد قالو عنها عشائر البوعبود في أهزوجة (تتلولح بالجو بسماية)، كما أن لها الكثير من المقاطعات وكان لها قصر في هذه الأرض وبمرور الزمن تحولت إلى منطقة سكنية وسموها على اسمها".
البحث عن المعاني
واختتمت الطالبة زينب جهاد كريم موضوعنا بالقول: قرأت في بعض الكتب عن معان لأسماء، فخرجت بهذه النتيجة، بأن تنومة يرجع سبب تسميتها إلى عدة روايات، فقد قيل بأنها سميت على اسم نوع من النبات فيها يسمى تنوم، أوراقه تنفع لصبغ الشعر، وهناك رأي يقول بوجود تل وقربه امرأة اسمها نومة لديها مكان لبيع الحاجيات والأكلات الشعبية، وكان أشبه بالملتقى للقادمين والخارجين والكل ينادون هذا المكان بـ (تل نومة) حتى انتشرت هذه التسمية وشاعت بين الناس، أما اسم قلعة صالح التي كانت قديماً تسمى بـ (الشطرة) ثم سميت شطرة العمارة تمييزاً لها عن شطرة المنتفك وذلك في العام ١٨٨٤، وقد سميت بـ (قلعة صالح) نسبة إلى (صالح سليمان النجدي) الذي انتدبته الحكومة العثمانية لمحاربة العشائر التي امتنعت عن أداء الرسوم، وهو الذي أنشأ القلعة في الموقع الذي كان قد عسكر فيه، فسميت بهذا الاسم، أما سبع أبكار (تُنطق سَبْعَبْكار) معناها سبع آبار، أو بئر ذات سبع بكرات، كرود، كانت ترفع الماء من شرق دجلة لسقي البساتين هناك، وقد أنشأ تلك البكرات والي بغداد خليل باشا الذي وصل إلى بغداد سنة 1915م، وأنشأ بجوارها قصراً وبستاناً يسقى من تلك البكرات.