تحت القشرة الأرضيَّة لقاع المحيطات.. عالمٌ زاخرٌ بالحياة

علوم وتكنلوجيا 2024/10/20
...

 باريس: أ ف ب
اكتشف علماءٌ، ديداناً عملاقة موجودة تحت القشرة الأرضيَّة في قاع المحيطات، واستنتجوا أنَّ المنظومة البيئية للأعماق البحريَّة أوسع ممَّا كان يُعتقد.
من منا لم يرفع حجراً مدفونا في التراب ليكتشف عالما يعجُّ بالحياة؟ هذا ما فعله فريقٌ من الباحثين على عمق 2515 متراً قبالة سواحل أميركا الوسطى، على مستوى سلسلة جبال شرق المحيط الهادئ.
تحت هذه السلسلة الجبلية تحت الماء، والتي تعبر المحيط الهادئ من الشمال إلى الجنوب، تتحرك صفيحتان تكتونيتان بعيداً عن بعضهما البعض، ما يؤدي، إلى إيجاد فتحات حرارية مائية تُسخّن من خلالها المياه بواسطة الصهارة وتُحمّل بالمركبات الكيميائيَّة.
وتكتنز هذه الواحات تحت الماء، والتي لم يُكتشف وجودها إلا في سبعينيات القرن العشرين، تنوعاً بيولوجياً فريداً. وتزدهر ديدان أنبوبية عملاقة (تبني أنبوباً تعيش فيه) وبلح البحر هناك تحت ضغط أكبر بـ250 مرة من ذلك الموجود على السطح، وفي ظل ظلامٍ دامسٍ، في تكافلٍ مع البكتيريا التي تنتج العناصر الغذائية من المعادن.
وقالت أستاذة العلوم البحرية في جامعة فيينا مونيكا برايت "افترضنا أن اليرقات... قد يدفعها الماء البارد من أعماق القشرة، حيث يمتزج هذا الماء مع السائل الموجود في المداخن قبل أن تُطرد إلى السطح وتستقر هناك".
وتابعت برايت "في محاولتنا جمع البعض منها، اكتشفنا وجود تجاويف تحتها" وأدركنا أنها كانت تعج بالكائنات الحية، من ميكروبات ويرقات، ولكن أيضا ديدان بالغة، وبطلينوس (نوع من الرخويات) وحيوانات متنقلة مثل متعددات الأشواك (نوع من الديدان الحلقية) أو بطنيات الأقدام (قواقع بحرية).
وأضافت "يظهر اكتشافنا أنه يمكننا تحقيق اكتشافات غير متوقعة، حتى على كوكبنا، في أماكن محددة تمت دراستها منذ أكثر من 30 عاماً، وذلك ببساطة لأنه لم يفكر أحدٌ في البحث عن حيوانات في القشرة الأرضية من قبل".
في هذه الكهوف التي يبلغ ارتفاعها حوالي 10 سنتيمترات، والتي تؤوي إحداها ديدانا يصل طولها إلى 41 سنتيمترا، هناك ظروف قريبة من تلك الموجودة على السطح بالقرب من المداخن ومواتية لنمو اليرقات، مع "حرارة تصل إلى 25 درجة مئوية، وأكسجين وكبريتيد الهيدروجين السام بتركيزات معتدلة"، وفق برايت. وأضافت "نعتقد أنه قد لا يتم العثور على الحيوانات في أعماق كبيرة، لأننا نفترض أن الظروف تصبح أكثر تطرفا كلما تعمقنا أكثر، مع درجات حرارة أعلى، وأكسجين أقل، وتركيزات أعلى من كبريتيد الهيدروجين وزيادة في الحموضة، ومع ذلك، نعتقد أنَّ الامتداد الأفقي يمكن أنْ يكونَ كبيراً جداً".