مفاتيح المصالحة

العراق 2019/06/25
...

حميد السوداني
هي رسالة وطنية دائماً تقرأها في كل زمان ومكان،” يقول وطني”: ما ولد ولا عاش ولا قدَمَّ التضحيات من أجل شعبي وتربتي ما أدخلتهُ بداخلي إلا واكرمته لأجلهم، ما رأيتُ الشاب إلا وشممتُ رائحة دمائهِ على تَرابي وما اكرمتُ الفتاة إلا وشعرتُ إنها الغاية لنيل المطالب والتمني. لهذا فالأم و الأبنة والجد والطفل هم فيهم أتصالح وبهم أتباهى حتى ننال الرضا وننهض من سباتِ الذل والغفلة والكسل..
تبقى المصالحة وما زالت متحركاً لأجل رسوخ المواطنة عند الجميع، إن كل خطاب اليوم يوجه الى الخيرين لمصلحة شعب لم تذله المحن ولم يركع أمام الجبروت وإن قست عليه حروب صغيرة وطويلة، ولن يسكت حتى تكمل في إطارهِ الصورة الوطنية المتكاملة والمرصوصة البنيان، عامرة جميلة الألوان، هؤلاء الفاعلون خيراً عليهم أن يصغوا لكل خطاب ينفع، وكل كلمة تدفعُ بلاء شعب كل يوم يجرح، وإلا أي رأي أو لقاء للمصلحة لا مبرر له وغير مفيد، علينا أن نبتعد عن لذة الفراق ونلتذ بالاتحاد، بوعي تام وداعم للعملية السياسية التي لها وجهات نظر متعددة من الآخرين وعلينا أن نكون الآخرين حتى يبقى خطابنا مفتوحاً ويكون أنموذجاً للشعوب الأخرى بالنوايا التي يفضلها الكل، صادقة، شاملة، مطمئنة.
لقد انتهى زمن استعراض الذات، بل أصبح المعارضون لهذهِ الفكرة كثيرين لأن الترابط المتعاطف مع التفرد يؤدي الى إنقسامات خطيرة رأينا منها الأذى والخسارة وقسوة الإنسان على أخيهِ ابن وطنه الذي يشرب معهُ الماء نفسه وينام آمناً تحت سماء واحدة، علينا أن نهيئ قوتنا ضد هذا المرض الخطير.
المصالحة لها أهلها، قال رسول الإنسانية صلى الله عليه واله “لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر، أو ليسلطن الله عليكم شراركم فَيدعو خياركم فلا يستجاب لهم”  ربما من وصايا المصالحة، أن يتحرر القائد من كل شيء وهو آتٍ، روحك هي التي تدفعك نحو الشمس، أخلع كل شيء يثقل هذهِ الروح، تأتي إنساناً حراً، مسؤولاً أميناً على الوطن والشعب والمبادئ الوطنية، كتابك من لسانك، ولسانك من أهلك، لسانك حديثاً شيقاً، متحدثاً و سامعاً، فأنت وأنت وأنت، سوف ترون في النهاية، أرضً ليس كأي أرض، فأنتم أصحاب المفاتيح وانتم سوف تفتحون الأبواب للجميع. هكذا يرُحَّب الواحد بالآخر، وهو المطلوب وطنياً ودولياً، وسيكون للمصالحة شأن يحميها” ستكون بحوزتها التاريخُ كلهُ” وواقع حاضر يطالبونها بشيء من الحضارة والاستقلال والاحترام والعودة الى الصفوف الأولى عالمياً، المهم سوف نكون الناجين ما دام الوطن
للجميع.