كيف نتلافى تأثيرات تغيُّر المواسم؟

ريبورتاج 2024/10/31
...

 سرور العلي 

تشكو رغد حسن من إصابة طفليها بنزلات البرد في الوقت نفسه من كل عام، إذ يرافقهما العطاس والسعال واحتقان الأنف، من دون معرفتها بالحساسية الموسمية، التي تأتي نتيجة لتغير الطقس ووجود الأتربة في الجو، وانتشار مختلف الفيروسات.

رواء علي، ممرضة في مستشفى فاطمة الزهراء أوضحت: أن "تغيير المواسم وتفاوت درجات الحرارة والرطوبة بإمكانها التأثير في أجسادنا، فتصاحبها التغيرات الهرمونية، والارهاق والتعب والتوتر والقلق والنعاس، والشعور بالضيق واضطراب المعدة، والتغيير في الحالة المزاجية، ومن الأعراض الأخرى  جفاف الجلد، لا سيما عند نهاية الصيف وقدوم الشتاء، إذ تعمل التغيرات في الطقس وانخفاض درجات الحرارة والرطوبة على جفاف البشرة وظهور حب الشباب، كما قد يزداد الوزن في موسم الشتاء، نتيجة لزيادة تناول السكريات والنشويات وانخفاض مستوى النشاط لدينا، لذلك من الضروري ممارسة التمارين وخاصة الهوائية، لتحفيز التمثيل الغذائي وحرق السعرات الحرارية، وللحد من تخزين الدهون في الجسم، ومن الناحية النفسية تزداد نوبات الاكتئاب مع بداية الشتاء، بسبب تغير المواسم وانخفاض مستويات هرمون الميلاتونين، الذي يتسبب بشعورنا بالنعاس خلال النهار في فصل الشتاء، ما يزيد من ساعات النوم لدينا، وتضعف قدرتنا على إنجاز المهمات".


مقترحات 

واقترحت علي تلافي تلك الأعراض، من خلال أخذ التدابير الاحترازية، بتناول نظام غذائي سليم وصحي وجعله روتيناً يومياً، وممارسة الرياضة والنشاط البدني، لتجاوز الاجهاد والتعب، والنوم بشكل كاف، أما في ما يتعلق بالأطفال فيمكن للأم أن تحافظ على طفلها من التغيير الموسمي، عن طريق استحمامه بالماء الدافئ، لتخفيف احتقان الأنف وآلام العضلات، وارضاع الطفل بانتظام، للحصول على المضادات الحيوية، والجلوس مع الطفل في حمام مليء بالبخار لدقائق عدة، واستخدام محلول ملحي في أنف الطفل، لتخفيف حدة الاحتقان، والإكثار من شرب السوائل، والحفاظ على رطوبة الجسم.

تحديات 

وأشارت زميلتها الممرضة براء محمد إلى أنه مع حلول موسم جديد تبدأ التحديات الصحية بالظهور، وتأخذ الفيروسات بالانتشار، وخاصة الانفلونزا الموسمية، والصداع النصفي والخمول وضعف المناعة، والطفح الجلدي والجيوب الأنفية والاكتئاب الخريفي، ولتجنب التغيرات المناخية، علينا اتخاذ العديد من الوسائل، لتلافي هذه الأعراض ومنها تناول الفيتامينات والمكملات الغذائية، والإفطار صباحاً بشكل جيد، لتحسين الطاقة ولمنحنا النشاط والحيوية، وشرب الحليب وتناول الفاكهة الطازجة أو المجففة والبيض، وتهوية البيت وأركانه كافة، وتجنب مسببات الحساسية ثم اللجوء إلى غسول الأنف، كونه مهماً جداً لتنظيف الجهاز التنفسي والجدار المخاطي، وهو آمن لكل الفئات العمرية وللجنسين، وضرورة تناول مضادات الهيستامين، ويكون بشكل أقراص أو بخاخ موضعي للأنف أو دهان للجلد، وتستخدم بحسب موضع التحسس، وتلك المضادات لها أهمية كبيرة بتخفيف أعراض الحساسية، سواء كانت عطاساً أو حكة أو سيلاناً، ويجب كذلك أخذها بانتباه للفئات العمرية وللحوامل.


سلوكيات 

د.عبد الكريم خليفة، باحث اجتماعي ونفسي بين: "لا بد للأسرة أن تكون نموذجاً حياً، لكي يقلدها الأطفال وخاصة الأب والأم، من خلال اختيار الثياب المناسبة للموسم الصيفي أو الشتوي، وهذا من المؤكد أنه يؤثر عليهم بإتباع السلوكيات التي يطبقها الوالدين، إضافة إلى تدخل الأسرة في عملية نصح أبنائهم حول استخدام الثياب الملائمة، لأن الكثير من الشباب اليوم لا يهتمون بهذا الجانب، فضلاً عن أن بعض الأسر لا توفر تلك الضروريات، لا سيما حين يتبدل الموسم، فأحياناً لا يتم الاحتفاظ بها، فيضطر الأفراد إلى ارتداء الثياب غير المناسبة للموسم، وهذه أيضاً مشكلة تواجه الوالدين، كما أن هناك من لا يهتم باستقبال المواسم، وبالتالي لا يجد الشاب أو المراهق والطفل ما يلائم ويناسب الفصل الذي نحن فيه، وبعض الأسر تفرض على أبنائها نوعاً معيناً من الثياب، ما يدفعهم لتركها وارتداء أخرى لا تناسب الطقس، وبهذا ستكثر الأمراض والعدوى".