تجارة الدواجن نموذجاً

الرياضة 2019/06/28
...

ثامر الهيمص
لكون ازمة بيض المائدة اصبحت تجسد التنافس السلبي بين المنتج المحلي الناهض والمستورد بابشع صوره، في فصل الصيف (اسوأ مواسم الطلب على البيض)،لا نبالغ اذا قلنا ان البيض العراقي صحي وطازج ولم يخزن طويلا كالبيض الاوكراني مثلا لغرض الفحص والسيطرة النوعية والصحية ، كما ان المواطن العراقي يفضل المنتج الوطني بكل الاحوال برغم تفاوت الاسعار.
فقد كانت الاسعار لوقت قريب متدنية لا تصل لسعر التكلفة جراء الاغراق  بالمستورد وغش المواطن من قبل ضعاف النفوس ، ما ادى الى خسارة كبيرة في المنتج المحلي ، ودفع اغلب المشاريع بجزر الدجاج البياض كون كلفة العلف تؤدي للخسارة امام بيضة واحدة بسعر بخس وعند قيام السلطات المعنية بمنع استيراد البيض المستورد، فهذا يتطلب فترة لكي يستقر السوق اي بعد اعادة تربية جيل جديد من الدجاج البياض.
اما ما يخص فروج اللحم فهو الاكثر تضررا لعدم وجود مجازر تستوعب الانتاج المحلي وتسويقه لان التعرفة الكمركية لم تطبق، وبلغ سعر الطن الواحد منه 800 دولار واصل الحدود العراقية لما يمتاز به من الانتاج الكبير ورخص الكلفة بسبب الدعم من بلدانهم المصدرة .
الدرس والنتائج تتلخص بان هذه الظاهرة ليست في مجال البيض والدجاج فحسب بل من الممكن حصولها في اي ميدان للتنافس بين المنتج المحلي والمستورد وذلك لغياب الضوابط والفرص المتكافئة للمنافسة ، فلا زالت المنافذ تتصدر هذه الاشكالات ، ولازالت وزارة الزراعة غير مواكبة للمنتج المحلي وتوازنه مع المستورد مع ضعف ثقافة تشجيع المنتج الوطني ، اضافة الى منح الاجازات الاستيرادية وما يترتب عليها او الى جانبها من تلاعب.
هذه الحالة من الممكن معالجتها بتفعيل دور النقابات ومنحها الفرصة الحقيقية لمزاولة اعمالها وانشطتها المختلفة ذات التوجه الاقتصادي الذي يخدم في المحصلة النهائية تطوير اقتصاد العراق، لان تغييب دور هذه النقابات والاتحادات لايقدم اي حماية للمنتج الوطني الى جانب التشريعات وتطبيقها
 لوحدها.
نعتقد انه من الضروري لمس النتائج الايجابية لاسيما اننا في طور التأسيس لبنى تحتية مدمرة بسبب تداعيات الحروب العبثية، ما يدعو الى الحد من الانفتاح الانفلاتي الذي يعمق التدمير الاقتصادي واستمرار تأثيره السلبي في النواحي الاجتماعية.
هذه المشاريع وغيرها وخصوصا في الريف عندما تغلق ابوابها تزداد وتيرة الهجرة للمدن التي تعني العشوائيات وما ادراك عن تبعاتها كل هذا ايضا نتج عنه ان سكان الريف الان اقل من ثلث سكان 
البلد .