العاصمة وقانون الاسكان

آراء 2024/12/12
...

 بشيرخزعل

 

من اهم القوانين التي تشغل فكرالمواطن العراقي والبغدادي على وجه الخصوص هو قانون الاسكان، فالعاصمة بغداد اصبحت توازي مدناً عالمية كبرى في اسعار العقارات التي وصلت إلى ارقام قياسية غير مسبوقة، لكن هذا القانون مازال يواجه خلافات في بعض فقراته المتعلقة بشمول اقليم كردستان، صندوق الاسكان يهدف إلى توفير دعم إسكان شامل للعراقيين، من خلال رفع سقف المبالغ المخصصة لبناء أو شراء الوحدات السكنية وإزالة بعض القيود مع زيادة أعداد المواطنين المستفيدين من الصندوق، قانونا العاصمة وصندوق الإسكان، يعتبران من القوانين ذات الأولوية في الدورة الحالية للبرلمان، لكن وجود عقبة تتعلق بفتح فرع لصندوق الإسكان في إقليم كردستان حالت دون اقرار القانون، فالإقليم مفصول إدارياً ومالياً عن الحكومة المركزية، تعديل قانون الاسكان بما يلائم وضع المحافظات والعاصمة من الضروري ان لايرتبط بعقد ومشاكل غير واقعية اخرى، المشكلة الحقيقة في مجال السكن هي في قلب العاصمة واطرافها وباقي المحافظات الجنوبية، اذا لا بد ان تكون الحلول بالتدرج للاكثر استحقاقا، في وقت تعاني منه الاف العوائل العراقية من ازمة سكن مكلفة ماديا، ولذلك لا بد من الخروج بقانون رصين يخدم المواطن لتكون له قدرة الشراء أو بناء وحدة سكنية، بادرة ممتازة في حلحلة ازمة السكن بالتدرج، لكن ان تبقى قروض الاسكان لاتقي من جوع أو عطش كما يقال، فهي مجرد حلول وقتية لاجدوى منها في حل ازمة بل تفشي اخرى تتمثل بمديونة المواطن للدولة من دون القدرة على التسديد، خصوصا وان اغلب مشاريع لاستثمار السكنية لم تعد تجدي نفعا بالنسبة للمواطن محدود الدخل بسبب غلاء الاسعار التي تباع فيها الشقق أو البيوت التي تقوم ببنائها الشركات الاستثمارية، يمكن لقانون الاسكان الجديد ان يتضمن فقرات تتيح التعامل مع كل مدينة أو محافظة مع ما يتناسب مع حجم وكثافة السكان فيها وليس بالضرورة ان يكون قانونا عاما يسري على الجميع، وليس بالضرورة ان تكون الافضلية لفئة محددة بل من الضروري ان يشمل جميع العراقيين، لاننا نبحث عن حل ازمة تتعلق بمشكلة تعاني منها الدولة وليس محافظة أومدينة ما . دور المشرع القانوني لمثل هكذا قضايا يجب ان يقتصر على متخصصين وفنيين واداريين بدرجات علمية وعملية متقدمة جدا لدراسة فحوى قانون صندوق الاسكان، ليكون قانوناً متكاملاً في جوانبه الفنية والادارية بما يخدم الموطن في التخلص من ازمة اسمها السكن يعاني منها ملايين العراقيين منذ عقود من الزمن.