بغداد: سرور العلي
انخفض مستوى النشاط البدني في السنوات الأخيرة، لا سيما للمراهقين والأطفال، فغابت معظم الألعاب التي كانت تمارس سابقاً من قبل الكثيرين، كالسباحة والرماية وركوب الخيل، والجري والقفز والتسلق، وكونها تسهم باكتساب عادات صحيّة، بخاصة أنها
مفيدة لتقليل الإصابة بالأمراض المزمنة، كالبدانة والسكري ومرض القلب والأوعية
الدموية، واستحوذت مظاهر الحياة العصرية والحديثة على عقول معظم المراهقين والأطفال، وبسبب السكن في المدن الحضرية والتوسع العمراني، ما قلل من
المساحات الخضراء والمخصصة لممارسة بعض النشاطات، وبذلك ينعكس سلباً على تلك الفئة، وصحتهم النفسيّة والبدنيّة.
مقترحات
يرى بسام حسن (أب لطفلين)، أنه من الضروري توفير بيئة ملائمة لاحتياجات المراهق والطفل، وتسهيل اللعب في الهواء الطلق مع وجود متابعة مستمرة، للحد من المخاطر وابعاد مخاوف الأسر، كما من المهم انشاء الطرق المخصصة للدراجات الهوائية والمتنزهات، وزيادة مساحات اللعب، وإقامة المسابقات بينهم.
واقترح حسن أن تقوم الجهات المختصة بتفعيل المخيمات الكشفية للطلبة، لاكتشاف مهارات الأطفال وتنمية مواهبهم وهواياتهم، بالاطلاع على الطبيعة وما يحيط بهم. وأشارت نور حسين (أم لثلاثة أبناء)، أن المدرسة لها الدور الأكبر بتحقيق هذا الجانب، والقيام بتلك المهام من خلال رحلات الاستكشاف للتلاميذ، وتشجيعهم على النشاط الحركي.
أسباب وحلول
السباحة وركوب الخيل والرماية من الألعاب التي اوصى النبي محمد (ص)، بها إذ أكد لـ «الصباح»، الباحث الاجتماعي والنفسي د. عبد الكريم خليفة ذلك بالقول: «لها تأثير كبير في تشكيل شخصية الطفل من النواحي الاجتماعية والنفسية والصحية، كونها تعمل على تطوير القدرات والإمكانيات، واعتقد أن ابتعاد هذا الجيل عن هذه الألعاب المهمة لسلوكه، بسبب عدم وجود أماكن لممارستها، وحتى المسابح الموجودة اليوم تكون لقاء ثمن، أما ركوب الخيل والرماية اتجهت باِتجاه آخر يختلف كلياً عن الأهداف السامية للألعاب، وبالتالي تجد أن قلة من الأفراد يمارسونها، وفي بعض الأحيان تتم عن طريق المراهنات وغيرها من الأمور، التي لا يستطيع الطفل والمراهق القيام بها، لذلك يلجأ لممارسة الألعاب الإلكترونية باستخدام الهواتف المحمولة، كون النشاطات المتوفرة فيها تجذبهم وتلائم توجهاتهم.