بغداد: الصباح/ شذى الجنابي
كثفت الجهات الحكومية تحركاتها بعد اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية، ففي وقت رأس فيه رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، أمس السبت، اجتماعاً شهد استعراض 21 مشروعاً سياحياً، اشتملت على فنادق، ومنتجعات، وغابات مستدامة، ومدن ومجمعات ترفيهية، كشفت وزارة الثقافة والسياحة والاثار عن "خارطة طريق" البرامج والمهرجانات العربية والدولية التي ستنظم ضمن فعاليات اختيار بغداد.
وسط ذلك، يتسلم رئيس الوزراء، الشهر المقبل، المفتاح الخاص بهذا الملف، وهي الخطوة التي تعد إيذانا بانطلاق فعاليات ستقام تحت شعار "بغداد حلوة الحلوات".
حزمة مشاريع سياحية
فقد رأس رئيس مجلس الوزراء، اجتماعاً خصص لعرض حزمة من المشاريع السياحية المخططة إقامتها في العاصمة بغداد وباقي المحافظات.
وأشار السوداني، بحسب بيان تلقته "الصباح"، إلى أن السياحة ومقوماتها متوافرة في العراق، ومن الممكن أن تتحول إلى مصدر أساسي في الاقتصاد غير النفطي، مع توافر الفرص والحاجة المحلية ورغبة المواطنين في الانتفاع والتمتع بمرافق سياحية عصرية ومتطورة وصديقة للبيئة، كما أنها تمثل بوابة لتوسعة عناصر الجذب للسياحة الوافدة من الخارج.
وبيّن رئيس مجلس الوزراء "أهمية استثمار فرصة اختيار بغداد عاصمةً للسياحة العربية لعام 2025، وبناء منشآت ومرافق سياحية وترفيهية جاذبة، وتجاوز المعرقلات البيروقراطية، وتهيئة المزيد من الظروف المناسبة لجذب الاستثمار الأجنبي في هذا القطاع".
ووجه السوداني بـ"العمل على إنضاج المشاريع السياحية وطرحها حزمةً واحدة، خصوصاً أنّ تطوير هذا القطاع سيسهم في تعزيز الاقتصاد الوطني وتنويعه عبر تفعيل القطاعات الحيوية، ومنها قطاع السياحة الذي تحرص الحكومة على تنشيطه في المرحلة المقبلة، استناداً لبرنامجها الحكومي".
شركة إسبانية
وأقر الاجتماع توجيه الدعوة لشركة إسبانية متخصصة بمجال التطوير السياحي، من أجل وضع المشاريع الخاصة بهذا القطاع على مسار العمل، وكذلك لتطوير قدرات الملاكات التخصصية بالسياحة ومواكبة آخر التطورات التي يشهدها هذا القطاع عالمياً.
كما جرى استعراض 21 مشروعاً سياحياً، اشتملت على فنادق، ومنتجعات، وغابات مستدامة، ومدن ومجمعات ترفيهية في بغداد ومختلف المحافظات، تتوافر فيها أسباب الجذب والبنى التحتية والجدوى الاقتصادية.
تسليم مفتاح بغداد
في غضون ذلك، قال مدير عام التفتيش والمتابعة في هيئة السياحة التابعة لوزارة الثقافة الدكتور مؤيد هيثم رسن لـ"الصباح": إن "اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية للعام الحالي، جاء لتعزيز مكانتها على خارطة السياحة الإقليمية والدولية، إذ تحقق ذلك بفضل جهود العديد من المؤسسات الحكومية ودعم رئيس الوزراء". وأوضح أن "الوزارة ستنظم يوم الثاني من شهر شباط المقبل بروتوكولاً خاصاً بمراسم تسليم مفتاح ملف بغداد عاصمة السياحة من المنظمة العربية للسياحة، إلى رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، باعتباره الراعي الرسمي، لتنطلق بعده في اليوم التالي باكورة البرامج السنوية بهذه المناسبة التي ستقام تحت شعار (بغداد حلوة الحلوات)".
خارطة طريق
وتابع رسن، أن "منظمة السياحة العربية ومجلس وزراء السياحة العرب، سيجريان زيارات متكررة إلى بغداد، لغرض الاتفاق على عدد من النشاطات خلال العام الحالي"، مشيرا إلى "إعداد خارطة طريق تتضمن تنفيذ برامج ومهرجانات ومؤتمرات عربية ودولية، للاحتفاء بهذا الحدث على مدار السنة، إضافة إلى تحديث المطبوعات والأفلام السياحية، وإجراء تخفيض لحجوزات الفنادق والمنتجعات السياحية، فضلاً عن الاتفاق مع وزارة الداخلية على وضع (لوكو) خاص يحمل شعار بغداد عاصمة السياحة العربية 2025 على الفيزا لجميع الوافدين".
وأضاف أن "الخارطة تشمل أيضاً تثبيت شعار المناسبة على الكتب الرسمية المتداولة في جميع الوزارات والمؤسسات الحكومية، وإصدار دليل سياحي خاص ببغداد للوفود، فضلاً عن دليل سياحي آخر عن العراق، ونصب شاشات عملاقة على بنايات هيئة السياحة ووزارة الثقافة وعدد من المواقع المحددة في العاصمة ومداخلها والمنافذ الحدودية، لغرض نقل جميع الفعاليات والبرامج التي تقام بشكل يومي على مدار العام".
نصب بغداد
كما لفت إلى أن "الخارطة تتضمن أيضاً إقامة نصب بغداد عاصمة السياحة العربية بالاتفاق مع رئيس الوزراء وأمانة بغداد والمحافظة، من خلال تحديد إحدى ساحات المناطق التراثية بعد تسليم العراق الملف السياحي من منظمة السياحة العربية، إضافة إلى تنظيم زيارة للوفود من جميع الدول العربية والأجنبية إلى البلاد بعد توجيه الدعوات لهم، وإقامة احتفالات في جميع السفارات العراقية بالخارج، مع العمل على تسويق حضارة وتراث العراق في المحافل الدولية، علاوة على إجراء جولات للوفود بالزوارق النهرية في نهر دجلة، لزيارة المناطق التراثية القديمة المطلة على النهر، وهي شارع المتنبي والقصر العباسي والقشلة وبيت الحكمة وشارع الرشيد، وكذلك التجوال في
الأسواق".
ولفت رسن إلى "وجود برامج مختلفة للسياحة (ثقافية، تأريخية، بيئية، دينية، ترفيهية) طيلة العام الحالي، مع تحسين الخدمات وتطوير البنى التحتية للفنادق والمرافق السياحية وتعزيز الاستقرار الأمني، إلى جانب تهيئة المواقع الأثرية، ومنها (طاق كسرى، الزقورة، الجامعة المستنصرية، بيت الحكمة، القصر العباسي، نهرا دجلة والفرات، وأور بمحافظة ذي قار، وغيرها)، وكذلك المتحف العراقي، لعكس الوجه المشرق لبغداد على خارطة السياحة العالمية، واستقطاب السائحين من مختلف الدول العربية والعالمية".
وبين أن "الوزارة استقبلت مؤخرا أول وفد سياحي تونسي، وستصل لاحقاً مجاميع سياحية أخرى من تونس والمغرب والجزائر ودول
عربية".