حمزة مصطفى
دونالد ترامب بات حملا ثقيلا على الجميع دولا وشعوبا وأفرادا. وفيما تمنى الكثيرون داخل أميركا وخارجها فوزه تمنى أكثر منهم خسارته. قضايا كثيرة وبالعشرات ضده في المحاكم الأميركية بعضها "يكسر الظهر" لكنه خرج منها مثل "الشعرة من العجينة. ربما بسبب هذه القضايا الجنائية وغير الجنائية، لم يتوقع حتى المنجمون فوزه ورجحوا فوز منافسته كاميلا هاريس، التي صادقت الأسبوع الماضي بوصفها وبحكم منصبها نائبة للرئيس رئيسة لمجلس الشيوخ على فوزه. حتى القضية الأخيرة التي تسمى بأموال الصمت خرج منها قبل يومين.
قبل حفل التنصيب الذي أنفق عليه أصدقاؤه، وفي مقدمتهم ملياردير الملياردية في العالم إيلون ماسك عشرات ملايين الدولارات أثار ترامب عواصف من المواقف والتصريحات التي بقدر ما أثارت قلق لدى مختلف الأوساط فإنها أثارت اهتمامات مختلفة في العالم ومنها منطقتنا لاسيما العربية المبتلاة دوما بوصفها أول من "يضحي" وآخر من "لا يستفيد". ولعل السؤال الذي بات مطروحا على كل الأجندات في العالم هو.. ماذا يريد ترامب؟ في الوقت الذي يقول إنه سوف يوقف الحروب في العالم يهدد دولا بالضم. وفيما يطالب بحسم هدنة غزة بين الكيان الإسرائيلي وحماس يهدد بالويل والثبور ما لم يخرج الرهائن قبل العشرين من هذا الشهر. وفيما يحاول التصويب نحو منطقتنا بمقاربات أخرى منها جوابه الغامض عندما سئل عن المرشد الإيراني علي خامنئي قال "أتمنى له التوفيق" ،لكنه يهدد إيران بمناسبة وبلا مناسبة لأن علاقته مع نتنياهو قوية بل يعد الداعم الأكبر له.
وبين أن ينظر له كسياسي مرة ورجل أعمال مرة أخرى يبدو الخط الفاصل بين الأمرين خطا وهميا لا وجود له على أرض الواقع. ذلك أن التجربة أثبتت خلال توليه الرئاسة في دورته الأولى إنه يتعامل سياسيا من منظور تجاري ويتعامل تجاريا من منظور سياسي. بمعنى إنه يوظف التجارة لصالح برنامجه أو طموحه السياسي وبالعكس. فلو أخذنا تهديده لكندا والمكسيك وبنما وجزيرة غرينلاند لا يمكن فصل السياسي عن التجاري والأدق الاقتصادي. فهو يتلاعب مرة بالتاريخ والجغرافية ومرة بمفردات الاقتصاد مثل التعرفة الجمركية وغيرها. الخلاصة أن الولاية الثانية لترامب سوف تتضح من أيامها الأولى هل ستكون مصدر قلق وعواصف أو أن كل ما قاله يدخل في باب الابتزاز السياسي؟ ننتظر ونرى.. على "كولة" الحسيني.