الاتجار بالبشر يفتح نافذة مظلمة لجرائم خفيَّة

الأولى 2025/01/14
...

 بغداد : مآب عامر


تمَّ الكشف عن محاولةٍ لبيع طفلين، لم يتجاوز عمر أحدهما (8) أشهر والآخر عمره عامٌ واحدٌ، مقابل (40) مليون دينارٍ. هذا الحادث الذي وقع في أحد أحياء بغداد مؤخّراً، يفتح نافذةً مظلمةً تكشف عن عالمٍ من الجرائم الخفيَّة، إذ تتكاثر شبكات الاتجار بالبشر والأعضاء البشريَّة التي تستغلّ براءة الأطفال وحياة الفقراء. الاتجار بالبشر في العراق يشملُ أشكالاً عدَّة، من بينها شبكات الدعارة، ونقل الأعضاء البشريَّة، والتسوّل، والعمل القسريّ، وتجنيد الأطفال وبيعهم. وبحسب المقدِّم حيدر نعيم، مدير شعبة المتابعة المركزيَّة واللجنة العليا لمكافحة الاتجار بالبشر، فإنَّ هذه الجرائم ليستْ ظاهرةً متفشيةً بشكلٍ كبيرٍ، بل هي حالاتٌ جرميَّة مسجَّلة. بالنسبة لحجم هذه الجرائم، تشير التقارير إلى أنَّ الاتجار بالبشر يشمل مليوني شخصٍ سنوياً عبر الحدود، أغلبهم من النساء والأطفال. في العراق، يمكن أنْ يكون الاتجار بالبشر مرتبطاً بالفقر وتردي الحالة المعيشيَّة، مما يسمح للعصابات المسلّحة بالاستغلال. وتُعدُّ مثل هذه الجرائم من أكثر الجرائم تعقيداً وغموضاً، ويصعب تتبعها وكشفها. وزارة الداخليَّة تؤكّد أنها نجحتْ في الحدِّ من جرائم تجارة الأعضاء البشريَّة بنسبةٍ تصل إلى 

(90 %)، بعد تكثيف الجهود الأمنيَّة. كما تمَّ تفكيك شبكاتٍ عدَّة لتجارة الأعضاء مؤخّراً، وإيقاف شبكاتٍ عبر الإنترنت كانتْ تُروِّج لبيع الأعضاء البشريَّة مثل الكلى.

أمّا في قضيَّة التسوّل، فقد ثبت أنَّ هناك شبكاتٍ إجراميَّةً تُدير عمليات التسوّل، باستخدام النساء والأطفال، بعد أنْ توفر لهم مأوى وتحميهم مقابل جزءٍ من عائدات التسوّل.