المجمّعات الطبيَّة.. توسّع عشوائي يزحف إلى المناطق السكنيَّة

الأولى 2025/01/16
...

 بغداد : الصباح


تُعدّ مشكلة انتشار المجمّعات الطبيَّة والمختبرات ومذاخر الأدوية في بغداد، من القضايا التي تؤثر بشكلٍ كبيرٍ في حياة السكّان في العديد من المناطق. وبينما تُقدِّم هذه المنشآت خدماتٍ صحيَّةً مهمَّةً، فإنَّ توسّعها العشوائيَّ يُحدث أضراراً عدَّةً على البيئة الحضريَّة. 

الزحام المروريُّ والضجيج الناتج عنها (المجمعات) يُزعج السكّان، ويزيد الضغط على البنية التحتيَّة التي قد لا تكون مصمَّمةً لاستيعاب هذا الكمِّ من الخدمات.

من ناحيةٍ أخرى، يُمثل التخلّص غير السليم من المخلفات الطبيَّة تهديداً صحياً وبيئياً بالغ الأهميَّة. تحتوي هذه المخلفات على موادّ سامَّةٍ أو معديةٍ قد تؤدّي إلى انتشار الأمراض. ولعلَّ من أبرز الأمثلة على ذلك هو ما يشكو منه سكّان منطقة الحارثيَّة الذين يعانون تلوّث الهواء والزحام المستمرَّ، ما أثر سلباً في نوعيَّة حياتهم.

إضافة إلى هذه التحديات، قام بعض السكّان باللجوء إلى القوانين والعشائر للحدِّ من افتتاح العيادات في المنازل، عادّين هذا الأمر يُشكّل تعدّياً على خصوصياتهم ويزيد من المشكلات اليوميَّة. 

يقول علي كاظم (أحد سكّان منطقة الحارثيَّة): "لم يعدْ هذا المكان مناسباً للسكن.. حياتنا أصبحتْ مليئةً بالضجيج والزحام، والأخطر من ذلك هو التلوّث الناتج عن المخلفات الطبيَّة".

رغد الجبوري، (ربّة منزلٍ من سكنة الحارثيَّة)، تتحدَّث عن تأثير انتشار العيادات الطبيَّة في الأحياء السكنيَّة في حياتها اليوميَّة، قائلة: "لم نعدْ نشعر بالراحة في منازلنا. هناك زحامٌ مستمرّ، والضوضاء لا تتوقف".

وتتفق العديد من الأطراف على ضرورة استحداث مناطق خاصَّةٍ للأنشطة الطبيَّة. الدكتورة إيمان عبد الكريم (طبيبة أسنان)، أكّدتْ أهميَّة إيجاد توازنٍ بين خدمة المرضى والحفاظ على بيئةٍ سكنيَّةٍ هادئة. وأوضحت، "نحتاج إلى حلولٍ توازن بين تقديم الرعاية الصحيَّة بشكلٍ ميسَّر، وفي نفس الوقت الحفاظ على جودة الحياة للسكان."