الدلاي - لاما: لنفكر.. لنفكر.. لنفكر

ثقافة 2025/01/29
...

  يقظان التقي


"الإيمان الأعمى هو حالة من اللافكر" الكلام للمعلم الروحاني التيبيتي الدلاي -لاما، مع كل ألق الفكرة الروحانية وهي كيف لا نغرق جميعاً في العنف. 

رجل الأسطورة أو الملحمة التراجيدية في التيبيت يمثل موجة جديدة من قوة الرفض بمواجهة السلطة الشمولية، والصوت الصارخ بالمطالبة بالمساواة بين الأقليات والسماح بحرية المعتقدات واحترام خصوصية التيبيت وتبلغ الدعوات أقصاها بالدعوة إلى الاستقلال الذاتي عن الحكومة المركزية.

منذ العام 2009 أكثر من 145 تيبيتاً تحولوا إلى ضحايا معارضتهم لسلطة بكين في دعوتهم إلى اللاعنف متأثرين بزعيمهم الروحي وأقدموا على الانتحار. "فكرة الانتحار عند البوذيين تمثل السؤال الصعب عند الدلاي – لاما وهي، أي فكرة انتحار، لا يقبلها".

ويشرح الدلاي- لاما، "أنا أفهم سوء التفاهم هذا، لجهة أن العائلات الصينية مجروحة من الفقدان مما يسبب لها أحزاناً كبيرة وما العمل؟ يسأل الدلاي -لاما: لا توجد محاولة، لا أستطيع إلا أن أسكت حتى في المسألة السياسية لا ترى إلا الفراغ، هنا بهذه الطريقة لا يمكن تغيير الأفكار القاسية عند الحاكم. أشك بذلك".

عدم الصبر عند الشباب الذين يتحملون شيئاً فشيئاً من سلطة الخضوع لبكين، تمثل  إشكالية أخرى، معضلة أخرى. الشباب على عكس كبار السن ليسوا سعداء لمصيرهم بالخضوع إلى السلطة المركزية، وبالتالي يبقي المجال مفتوحاً لحالات من العنف.

ولكن ماذا بعد العنف؟ الجواب هو نفسه، مبدأ اللاعنف يجب أن يحترم إذا كنا أحباء أو لا، و"أتمنى على الشباب في التيبيت أن يفهم أن هذا المبدأ يشكل جزءاً رئيسياً من ثقافتهم".

وما نحن فاعلون بمواجهة السلطة في بكين، يسأل الدلاي - لاما ويجيب "يجب أن نتذكر أولاً أن الصين تنتمي إلى الشعب الصيني وليس إلى حزب الشيوعي أو الاشتراكي، والشعب بالمصطلح الواسع يقم هناك. ويمكّن للقوى للحزب الحاكم لعشرات السنين. خيارنا هو تمتين العلاقات مع الصينيين الذين يحمون خصوصيتنا. والأمر الجيد أن لدينا الأكثرية منهم". ويضيف الدلاي - لاما "جيد أن يكون المرشد الروحي للآلاف وإعلاميين، وجائزة نوبل للسلام تحفز على تحمل مسؤوليات تجاه الآخرين. ولكن هذا لا يحول دون أخذ الخيار وعدم جعل النوايا غير مرئية والتعبير عن القناعات بجرأة ذلك أن عالمنا يخضع لكثير من المؤشرات الخارجية والقيم الخارجية ويفتقر إلى فهم الداخل".

والحضارة المادية تقول إن "عناوين تعزز المواجهات في زمننا. فيما العلم يبرهن أننا ننتمي إلى طبيعة عميقة للنوع الإنساني".

ويستطرد الدلاي – لاما: نحن نفهم واقعياً أننا نجحنا كأقلية عالمية أن نصل إلى العالم فيما يتجاوز الأديان والثقافات. ولكن حتى لا تتكرر تراجيديات القرن العشرين يجب أن تتعزز القيم التي نعترف بها وتدرس في كل المدارس في العالم وتؤخذ جدياً على مستوى السياسات العليا في الدول.

يشكل القرن الرابع عشر حالة تطبيقية عند الدلاي – لاما.  في العام 2011 جرت انتخابات أخذت أبعاداً سياسية وبمشاركة فاعليات مثقفة: الديموقراطية هي أفضل نظام سياسي، النظام السياسي الوحيد الذي يسمح بالواقع بانتشار هذه الاثنية عالمياً ولكن على المستوى الاقتصادي أنا أكثر ماركسياً. ويضيف ضاحكاً: "لجهة مؤسسات الدلاي – لاما، فهي موجودة على مدى أربعة عقود من السنين وهي مزيج ما بين الروحاني والمادي، كانت إقطاعية وانتهت، ونجاحي أني أبعدتها عن أي سلطة سياسية".

 يختم المرشد التيبيتي: لنفكر ونفكر ونفكر، يجب أن لا نتوقف عن وضع إصبعنا على الصدغ.

الدلاي - لاما، والصلوات والأدعية في حضرة المرشد الروحي جيدة ولكن ليست تلك التي تجلب التغيير العميق الذي تتحدث عنه البوذية والصلوات وحدها لا تساعد على تغيير العالم.. الإيمان أعمى إزاء النصوص السرية في البوذية هو حالة من الغباء. لندع كل ذلك ولنقترح على الأشخاص الذين لا يملكون فرصة تطوير ذكائهم، للأشخاص الذين يملكون آلة الغباوة، لنقترح عليهم الدماغ البشري، الذي يقود إلى المعرفة العقلية.

إنها دعوة إلى جوهر الحب في الديانات، والديلاي - لاما ينتقد بعض رجال الدين الذين يفهمون البوذية بطريقة غريبة بالدفاع عن الأديان كان يمكن للعالم أن يكون أفضل حالاً من دون الأديان نفسها، علماً أن جوهر الأديان ليس كذلك، طبيعة الدين الإسلامي تختلف عن سلوكيات بعض رجال الدين، والإسلام ليس حالة خاصة غير الأديان، حالة دينية متقدمة وإلا يجب القول إن البوذية هي دين الكراهية بسبب بعض أعمال المتطرفين. ولكن هذا لا يمثل الكل. والأمر ينسحب على الأديان الأخرى أو المذاهب الأخرى. المسألة هي مسألة التعليم والفهم والمعرفة والثقافة والحوار، الرسالة بالمختصر هي الانفتاح الفكري "لنفكر ونفكر ونفكر".