بغداد: الصباح
يشكّل كتاب "المفكرة المسرحيَّة في جريدة طريق الشعب 1973 – 1979" مرحلة مهمة من مراحل تطور المسرح، كما يقول الدكتور معتز عناد غزوان في جلسة الاحتفاء التي أقامتها الجمعية العراقية لدعم الثقافة وبالتعاون مع الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق بقاعة الجواهري بمقر الاتحاد.
الكتاب الذي ألّفه الأستاذ الدكتور علي الربيعي وأصدره في أربعة مجلدات عن مؤسسة دار الصادق الثقافيَّة للطباعة والنشر والتوزيع تناول الحديث عنه بداية مدير الجلسة د. معتز في اشارة إلى أن مؤلفه قد وفق في إطالته بالأرشفة حيث الوقائع والتوثيق المنطقي، إذ نطلع عبر صفحاته على الكثير من الأعلام العراقيّة ونتعرّف على العديد من الأشياء التي نجهلها من المجاميع المسرحيّة وما تشكّل من فرق مسرحيّة وأيضا دور فرق المسرح الحديث، وكذلك سنعثر على دراسات مهمة ونادرة وغير متداولة في ميدان المسرح.
من جهته، تحدث المحتفى به الدكتور علي الربيعي عن كتابه وكيف اشتغل عليه، حيث يقول إنّ "أهمية هذا الكتاب تكمن بأهمية المتابعين للمسرح العراقي في تلك المرحلة وتعدد الفرق المسرحية واشتغالات المسرح الواسع".
ويتابع: كل هذا كان يتابعه المحرر الثقافي في جريدة طريق الشعب، فضلا عن أنّ الكثير من النقاد الذين كانوا يكتبون في تلك المرحلة كانت كتاباتهم نوعية في النقد المسرحي وتختلف اختلافا جذريا عن الآن من حيث عدم وجود المحاباة، لذلك عملت على هذه المواد، وأتمنى أن أكون قد وفقت في هذا المسعى".
أما الدكتور حكمت جبو فقد تناول حديثه عن المسرح العراقي وفرقه وتفاصيل كثيرة تتعلق بالمسرحيين والعروض المسرحية، وكذلك عن المسرح الكردي ومسرح المحافظات وغيرها العديد من الأعمال المسرحية المعنية بالأقليات العراقية.
وفي المقابل تحدث رئيس الجمعية العراقية لدعم الثقافة الاستاذ مفيد الجزائري عن هذا الكتاب الذي كان مفاجأة حيث يتكوّن من 1800 صفحة موزعة بين أربعة أجزاء من دون أن يدري أحد عمد المؤلف إلى إنجازه وإكماله ومن ثم جاء بها إليَّ حتى نتكفّل بطباعته.
ويرى الجزائري أنَّ الكتاب بأجزائه مبادرة تستحق الثناء والتبجيل، إذ يجد القارئ العادي متعة كبيرة في الاطلاع عليه، ويضيف أنّ "الكتاب ممتع وتوثيقي يصور قصة المسرح العراقي في فترته الذهبيَّة خلال الأعوام (1973 – (1979التي تحول بها المسرح كجزءٍ من الحياة الاجتماعية العراقية".
من جهته، قدّم الناقد والروائي والقاص حسب الله يحيى ورقة عرض فيها ما تناوله الكتاب من تفاصيل، وقال: الحقيقة أنا شاهد على هذه المرحلة التي تحدث عنها الكتاب، وأريد أن اشير إلى أن الجمهور المسرحي كان للمثقفين ولمن ينشد الثقافة تحديداً في تلك المرحلة الاعوام (1973 – (1979 قبل أن يتحول بعدها الى مسرح تهريج.
وتحدث عن الذاكرة وعمقها وكيف عمد د. علي الربيعي الى نشر كل ما يتعلق بالمسرح في جريدة الشعب خلال تلك المرحلة، لقد كانت جريدة طريق الشعب منذ ميلادها 1972 شديدة الحرص على نشر الوعي، وهي رسالتها الى جانب الاهتمام البالغ بجميع المشكلات والأزمات التي يمر بها الشعب، وعلى اتساع خطاب الوعي كان المسرح يشكل حضوراً في الحياة الثقافيّة خلال تلك السنوات على وجه التحديد، والتي عدت من أهم سنوات انتعاش المسرح العراقي.
كما وتناول عبر ورقته خطاب المسرح العراقي، والمسرح الجاد وغير ذلك من المسرح الارتجالي وسنوات الحرب وتأثيرها على دور المسرح، وكذلك عن أهمية الكتاب التوثيقي وغير ذلك.