جدليات المُحترفين

الرياضة 2025/02/06
...

علي حنون

لا شكَّ أنَّ الاعتماد على الوجوه المُحترفة، التي نُحسن الظنَّ في أنها تمتلك الكفاءة، إنما يُمثل انعكاساً لسلوك إيجابي ورؤية مطلوبة في المجال، الذي نتواجد فيه لاسيما في ملاعب كرة القدم، وهو أمر يُمكن أن يأتينا بما لا يستطيع سواهم قيادتنا لإصابة التوفيق والفلاح، والذي أتينا عليه في سياق تطرقنا إلى موضوع غاية في الأهمية وهو مدى الاستفادة المُتوقعة من الاستجارة بالأسماء المحترفة من اللاعبين الأجانب في دورينا، لأنَّ في ذلك تعضيداً لكل الجهود التي نرتجي منها وفيها بلوغ منافسات الدوري مرحلة متقدمة وبالنتيجة، فإنَّ الهدف ببعده الفني يصل إلى حدود الكرة الوطنية ذلك أنَّ المستوى كلما وقف عند مرحلة متقدمة فنياً بين الفرق المحلية، فإنَّ تداعياته ستشكل دفعة إيجابية لصالح منتخباتنا الوطنية.

لقد رصدت أنديتنا خلال الموسم الحالي، مبالغ كبيرة جداً من أجل الاستعانة باللاعبين الأجانب، وأخذت تتنافس في ما بينها على استقطاب المحترفين تحقيقاً لمستوى فني أفضل، وهي ولأجل هذه الغاية جنّدت وجوهاً في سبيل فتح منافذ التواصل مع لاعبين من أوروبا وأفريقيا وعرب، ونحن هنا في تناولنا لا ننشد مُصادرة الأندية حقوقها في طرق الأبواب التي تعتقد من خلال طرقها أنها تستطيع أن تُصيب واقعاً أفضل وتجعل تطلعات جماهير فرقها تتكئ على حقيقة مُغايرة تتأطر بحلقات النتائج الإيجابية، لكننا نقف معها مُؤشرين المستوى الضعيف، الذي عكسه العديد من اللاعبين الأجانب، وبلا ريب فقد أوضحت المشاهد الأدائية، التي رافقت حضور أغلب اللاعبين المحترفين في الدوري المحلي، أنَّ جلهم غير مؤهل لأن يُشكل نقلة نوعية في أداء فريقه وهو غير قادر على أن يشكل رصيداً إضافياً يُعين التشكيلة في تحقيق مستوى يُشار إليه ويُصنّف على أنه أداءٌ مميز.

نعم شاهدنا لاعبين يحملون جنسيات دول أفريقية لكننا لم نعثر على هوية كروية تناظر تلك الأسماء، فقد وجدنا أنَّ أغلب وجوهنا المحلية وبينهم أسماء تنتمي إلى القائمة الشبابية متمكنون في أدائهم أكثر من المحترفين الأجانب، وعوضاً من أن نجد إعانة من المحترفين رصدنا أن سوء الأداء كان دافعاً للعديد من مدربي الفرق المحلية لإجراء تغييرات كان عمادها إخراج اللاعب الأجنبي وتعويضه بلاعب محلي، وعلامات الاستفهام، التي تشخص أمامنا تذهب باتجاه الآلية التي اعتمدت عليها إدارات الأندية ومن يتضامن معها في مسؤولية الاختيار في سبيل الاستعانة باللاعبين المُتواجدين حالياً، وصرف مبالغ عليهم دون الاستفادة القصوى منهم.

 إنَّ الركون إلى قرار التعاقد مع لاعب أجنبي ينبغي أن يخضع إلى اعتبارات تُجمع في مجملها أنه سيكون لاعباً مميزاً من حيث المهارة وخدمة الفريق كتشكيل، إلا أنَّ واقع الحال بصدد أغلب المحترفين لم يسجل ذلك، وجاءت المستويات عند بعضهم هزيلة وغير مقنعة وهنا يتجلى الأمر المطلوب، والذي يفرض على الأندية وحرصاً منها على المستوى العام لكرتنا أن تُخضع لاعبيها الأجانب إلى عملية رصد وتقييم وتقرر بعدها إمكانية استمرارهم مع فرقها أو إنهاء تواجدهم، لأنَّ في ذلك قراراً صائباً وتبعاته ستأتي حالة إيجابية.