إضاءةٌ على الفعل الثقافي وإدارته

ثقافة 2025/02/06
...

 بغداد: نوارة محمد


أقام الاتحاد العام للأدباء والكُتاب في العراق بالتعاون مع المعهد الثقافي الفرنسي  ندوة ثقافية بعنوان "الفعل الثقافي والتصدي لإدارة الثقافة.. المعوقات والطموح"، الندوة التي حضرها العديد من الشخصيات الثقافية استضيف فيها مدير عام مؤسسة المدى للثقافة والفنون والإبداع الدكتورة غادة العاملي ومدير مركز كلاويز الثقافي الدكتورة ابتسام اسماعيل.

جلسة الندوة التي أدارتها الشاعرة غرام الربيعي رَكز فيها النًقاد المشاركون على أبرز ما وُلد من صلب المعاناة التي يعيشها العراقيون في الأعوام الماضية، وهو اختيار بغداد عاصمة السياحة.. الحدث الثقافي الأهم  لهذا العام والذي عّده مهتمون فرصة للترويج للنتاج الثقافي الذي يعيشه البلاد وترويجاً للمشهد الثقافي العراقي ومثقفيه ومنتجيه ومؤسسيه، ومن هنا بدا دور قادة المؤسسات الثقافية 

واضحاً. 

وأوضحت العاملي وهي مدير عام مؤسسة المدى غادة العاملي أن "كل مؤسسة ثقافية يجب أن تمتلك مقومات ترويج صحيحة، وهي مسؤولة عن رسم صورة للسائح العربي، وهي أهم أدوات فعل التأثير، هناك العديد من المقومات المشترطة التي يجب أن تعتمدها مؤسسات السياحة الثقافية كي تستمر، وأن تعتمد على الكفاءات العالية والتخطيط المدروس وتقدم صورة واضحة ونقطة بداية ونهاية لكل فعل ثقافي". 

وتابعت أن "المؤسسات في العراق بدأت تعمل على الترويج الصحيح بكل جدية، وبدا ذلك واضحا، الاشتغال الحداثوي الذي يرتبط بالتكنولوجيا الحديثة واستخدام أساليب الترويج بالصورة التي يحتاجها البلاد، تناغمها مع انشطتها الثقافية".  

ومما جاء في سياق الحديث عن دور المؤسسات الثقافية في دعم النتاج الأدبي والترويج للمشهد الثقافي، أشادت الدكتورة ابتسام اسماعيل بدور الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، وهو من أهم هذه المؤسسات التي تقدم نتاجا أدبيا ثقافيا رصينا وحاضنا للثقافة والمبدعين في العراق، إذ  ذّكرت أنه ومن خلال المشاريع الثقافية، التي يقدمها اتحاد الادباء ردم الهوة والفجوة بين المثقف والسياسي، وبدت السلطة مندمجة أكثر مع المثقف والمثقفين. 

وتعتقد اسماعيل أننا خرجنا بنتائج منعشة من هذا التلاحق الذي حقق تنوعا ثقافيا، وهو واحد من أهم الأهداف التي نطمح لتحقيقها، هذا الانتعاش الثقافي يحقق انسجاما رائعا بين الفريقين والقوى العاملة. 

وأضافت: مؤخراً وقعت اتفاقية تعاون بين مركز كلاويش والاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق وهو مكسبٌ للحركة الثقافية في العراق.

وعن أهمية الندوات والمكسب الذي تحققه تحدثت د.غادة العاملي قائلة للـ "الصباح" إن "الفعاليات الثقافة ذات دور مهم وحيوي في المجتمع، فهي تتيح منصة للتبادل الثقافي وتساعد على كسر الأفكار النمطية وتسهم بشكل مباشر في تعزيز الهوية الثقافية، بالإضافة إلى خلق تماس بين الأجيال المتعددة، وهي عدا هذا وذاك تمارس دوراً في تأثير الثقافات الداخل مع الداخل والخارج". 

وأضافت أن "هذه الفعاليات تكتسب أهميتها في المشهد الثقافي والإبداعي بوصفها أداة تمنح مبدعي العراق فرصة الحديث عن تجاربهم وكسب جمهور جديد، وهي عدا هذا وذاك مؤشر ايجابي يدل على سير المشهد الثقافي العراقي بخطواته الصحيحة". 

وأشارت الشاعرة غرام الربيعي إلى أن هذه الجلسة حاولت أن تعكس صورة المشهد الثقافي العراقي الحقيقي الذي تجسد المرأة جزءا كبيرا منه، هناك مؤسسات ثقافية تقودها نساء، والعنصر النسائي يمثل اليوم جزءا كبيراً في الحركة الثقافية.

وتابعت أن "تسليط الضوء على هذا النوع من الأفكار التقدمية، وإثارة هذه  الموضوعات هو تحريض على تأسيس رؤية مستقبلية نحو الثقافة".

وتعتقد أن ما يفرزه المشهد الثقافي بمختلف أصنافه يتجسد بما يُناقش في الندوات التي تُقيمها المؤسسات الثقافية، لا سيما الاتحاد العام للأدباء والكتاب الذي يحمل على عاتقه رسم هوية العراق الثقافية بشكلها الرصين.