نفتخر بك

اسرة ومجتمع 2025/02/09
...

سعاد البياتي 

حينما تتجسد الإنسانية والعطاء بأحلى وأرقى صورهما، تبرز النتيجة متلألئة في سماء العلا ومديات الاجتهاد والحب، ورغم التحديات والأزمات، والخطر الذي يعم المنطقة بأسرها، إلا أن الطبيب العراقي محمد طاهر رسم صورة أكبر من أن توصف عن مدى التضحية والتفاني في غزة، حينما صمد مع أبنائها وظل مرابطاً يعالج الجرحى والمرضى ويدعو إلى الصبر وتحمل الألم، فبرز اسمه وعلا شأنه في أرجاء المعمورة.

من هو محمد طاهر

 طبيب من أصل عراقي، ولد بمدينة النجف، برز اسمه بعد مشاركته في حملات إنسانية إغاثية في قطاع غزة، تطوع ضمن وفد طبي تابع لمؤسسة «فجر سينتيفيك»، وأظهر تفانيه ومهارته في تقديم الرعاية الصحية، وأجرى أكثر من 300 عملية جراحية معقدة، فضلاً عن معالجته أكثر من 1200 مصاب في القطاع، وتمكن بمهارته الطبية من إعادة ذراع كانت قد بترت للطفلة الصغيرة مريم جراء العمليات والتفجيرات التي حدثت هناك، فتكللت جهوده الممزوجة بالمهارة والتفاني بنجاح مسعاه في رسم البسمة والفرحة على وجه الطفلة وذويها، وكانت أشبه بمعجزة أهداها عز وجل له ولكل من يسهم في زرع الوفاء وإضاءة شموع المسرة للمحرومين والضعفاء.

لذا ومن منطلق الإخلاص وحب المهنة والعمل برزت إنسانية ومهارة محمد طاهر، رغم الخطر الذي كان محدقاً بالمنطقة بعد أن تزعزعت المشافي وتلاشى توفير الدواء والعلاجات كان يدعو إلى البقاء والالتزام والصمود حتى النهاية في المنطقة المنكوبة، ضارباً بذلك أروع الأمثلة لمهنة الطب ومعانيها ليكون نموذجاً مشرفاً، هذه الحادثة التي تناقلتها وسائل الإعلام العربية أكدت شجاعة هذا الطبيب العراقي وبراعته في المجال الطبي، وأجمل مارأيناه هو حمله للعلم العراقي على أكتافه طوال تواجده في المنطقة، معبراً عن أصالته وشجاعته التي لا مثيل لها، وقد كان احتفاء أهالي غزة به ورفعهم له على الأكتاف عقب وقف إطلاق النار، دليلاً على تقديرهم لدوره الكبير في تضميد جراحهم ومشاركتهم في محنتهم، فقد منح العراق وساماً من ذهب وسجل صفحة من نور في تاريخ الإنسانية والعطاء وعنواناً مضيئاً لمهنة الطب التي جسدها في غزة؛ ليمنحه الله جل وعلا حب الناس والعالم، نفتخر بك أيها المناضل ذو القلب الرحيم.