حمزة مصطفى
بلا شك أن دونالد ترمب رئيس دولة، وأي دولة، الولايات المتحدة الأميركية التي هي القوة الأكبر في العالم. وكما هو معروف فإنه عاد إلى البيت الأبيض منتصرا لدورة جديدة، بعد هزيمة مؤقتة لم يعترف بها. كل "هذني" نعرفهن وربما أزيد. ولكن هل يبرر له هذا "السيفي" أن يتصرف بالعالم مثلما يحلو له؟ يضم دولا ويوزع شعوبا ويغير خرائط ويشتري ويبيع وكأنه المتحكم الوحيد بالعالم. أمر لا يستقيم لا مع المنطق ولا مع القواعد التي تحكم النظام العالمي. كل دول العالم الآن ومنظماته مستنفرة بالضد مما يقوم به من أعمال وما يمارسه من سياسات، متصورا أن ليس هناك رادع أو رافض او متمرد أو قائلا له "الزم حدك عاد.. تره طوختها".
نعم ترمب طوخها وزيادة مع أنه ظهر مع نتنياهو "أنعم من الدخنة" عندما وقف خلفه دافعا له الكرسي حين وقع رئيس وزراء العدو الإسرائيلي على مذكرة او اتفاقية حيث لكي يجلس عليه نتنياهو براحة. ترمب رئيس دولة كما قلنا وينطبق عليه مثل باقي رؤساء الدول لقب "فخامة الرئيس". بروتوكوليا نعم هو فخامة مثل باقي الفخامات، التي تتوزع بين من هو ماسك الزر النووي ويهدد بيه مثل كيم أيل جون الذي تنطبق عليه اغنية حسين نعمة " بت بعد بالدلال جاهل يعت بيه.. ييجي من اصيح عليه يكعطه من أخليه" ومن هو فخامة لأغراض البروتوكول. لكن شخصية ترمب تنطبق عليها أوصاف أخرى ليس من اللياقة الإشارة اليها مراعاة للبروتوكول والسياقات التي لا يحترمها هذا الرجل الذي يريد جعل الكرة الأرضية تنام وتستيقظ على توقيته.
وطبقا لآخر تصريحاته ومواقفه وممارساته فإنه لا يريد إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط طبقا لمفهوم الشرق الأوسط الجديد بل يعمل على تغيير خرائط دول وشعوب من أقصى الشرق إلى اقصى الغرب. لكن السؤال الذي يحتاج إلى إجابة هو.. هل ينجح ترمب في هذه السياسة التي أقل ما يقال عنها إنها غير منطقية وغير مقبولة؟ المؤشرات تقول إنه لن ينجح. الرفض الأول الذي واجهه من دول الاتحاد الأوربي. والرفض الثاني من العرب بشأن خطة تهجير أهالي غزة. والرفض الثالث من دولة صغيرة اسمها بنما فرضت رسوما جمركية على بضائع الولايات المتحدة فيما لا يزال الموقفان الكندي والمكسيكي متماسكين. يبدو أن ترمب سيكون كما قال شاعرنا العربي "كناطح صخرة يوما ليوهنها.. فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل".