علي الباوي
انتخاب الدكتور عقيل مفتن رئيساً للجنة الأولمبية الوطنية العراقية جاء بطموح عريض اسمه «البطل الأولمبي» وهو حلم يراود الأولمبية لتعزيز اسم العراق في المحفل العالمي المقبل بعد غياب لعقود طويلة عن التتويج بإحدى ميداليات البطولة الأولمبية. حلم مفتن مشروع جدّاً وضروري إلا أنه يدخل في سلسلة من العقبات التي تحتاج إلى التذليل والعمل بنشاط على تفكيكها وتحقيق الحلم.
الرياضة العراقية بحاجة إلى دعم في تفاصيل كثيرة ليكون من الممكن خلق البطل الأولمبي العراقي فأحوال الرياضي سواء في الساحة والميدان ورفع الأثقال أو الرماية وغيرها تحتاج إلى عناية تدريبية وتجهيزات خاصة وملاعب وبطولات فاعلة للارتقاء بالجهد الرياضي وربطه مع المنجز العالمي. نحن بحاجة لتوسيع ثقافتنا الرياضية والاعتناء بالفئات العمرية الخاصة بالرياضات وعدم التركيز على كرة القدم وحدها فالعالم الأولمبي واسع والألعاب متعددة ويمكن تفعيلها بالاهتمام الجماهيري وهذا يحتاج إلى عزيمة ومتابعة الرياضيين بما يضمن توفير أقصى رعاية.
رياضاتنا الأولمبية متخلفة عن العالم ومهملة، إذ لا توجد خطة بنائية تأخذ بنظر الاهتمام تطوير المنشأة الرياضية وتوفير المستلزمات المطلوبة والابتعاد عن الخلافات والمحاصصة وجعل البطل الأولمبي الغاية الأولى والأخيرة.
نحن بحاجة إلى تعزيز دور الأندية وخلق جذب جماهيري تفاعلي يدفع إلى الاعتماد على مدربين أكفاء متسلّحين بالعلم والبصيرة العالية لبناء شخصية البطل وفق أسس مهنية صحيحة فضلاً عن الدعم المادي والمعنوي الذي يحتاج إليه البطل الأولمبي كي يبذل المزيد من الجهد للوصول إلى حلم الميدالية الأولمبية.
حلم مفتن سهل التحقق إذا ما احترمنا صناعة البطل ونظرنا إلى الرياضة بعين عملية وفق القياسات الصحيحة ونبني شخصية البطل من كل جوانبها لا أن نزجّ به بلا إعداد ولا دراية ونتوقع منه الظهور كبطل أولمبي. القضية تحتاج إلى إعداد دقيق وعدم الاعتماد على الحظ.