بغداد: مهند عبد الوهاب
رأى برلمانيون ومراقبون للشأن السياسي، أن مشاركة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني في منتدى ميونخ للأمن، بالإضافة إلى زيارته إلى العاصمة براغ وتوقيع الاتفاقيات مع نظيره التشيكي، عكستا السياسة التي ينتهجها العراق في تعزيز العلاقات الدبلوماسية والتعاون الأمني والاقتصادي على المستويين الإقليمي والدولي. رأى برلمانيون ومراقبون للشأن السياسي، أن مشاركة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني في منتدى ميونخ للأمن، بالإضافة إلى زيارته إلى العاصمة براغ وتوقيع الاتفاقيات مع نظيره التشيكي، عكستا السياسة التي ينتهجها العراق في تعزيز العلاقات الدبلوماسية والتعاون الأمني والاقتصادي على المستويين الإقليمي والدولي.
عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية جواد البولاني، قال لـ"الصباح": إن "مشاركة رئيس الوزراء في مؤتمر ميونخ للأمن تصبُّ في مصلحة العراق من عدة نواحٍ، كما أن العراق أصبح رقماً دولياً صعباً في مجال محاربة الإرهاب ومكافحة الجريمة المنظمة، لذلك نرى أن هذا التواجد والمشاركة يعدّان من الخطوات الإيجابية نحو تعزيز العلاقات بين العراق والعالم".
وأشار إلى أن "مؤتمر ميونخ للأمن يعدُّ من المحافل المهمة للتعرف على أبرز التطورات الفنية والتكنولوجية في الجانبين العسكري والأمني، وهو يعدُّ فرصة لأصحاب القرار لعقد اتفاقيات وشراكات مميزة في الجوانب الأمنية والعسكرية، وتبادل المعلومات الاستخباراتية ورؤية الدولة بخصوص ستراتيجياتها إزاء التحركات الإرهابية ومدى خطورتها على المجتمعات".
وأوضح البولاني، أن "العراق من البلدان التي تعمل على توسيع التطوير التقني لأجهزته الامنية، والمشاركة في مثل هكذا مؤتمرات تعدُّ خطوة إيجابية نحو بناء أجهزة أمنية وقوات مسلحة متطورة وقادرة على حماية الحدود"، مبيناً أن "المشاركة في هذا المؤتمر بحدِّ ذاتها خطوة نحو دراسة القدرات القتالية العراقية ومقارنتها بالقوات الدولية، والعمل على إيقاع الاتفاقيات والشراكات في مجالات التدريب وزجِّ التقنيات في الحديثة في الجيش والقوات الأمنية".
قواعد الأمن
ويرى الخبير الأمني فاضل أبو رغيف في حديث لـ"الصباح"، أن "زيارة رئيس الوزراء إلى ألمانيا ومشاركته بمؤتمر ميونخ، تندرجان ضمن سلسلة زيارات قام بها القائد العام للقوات المسلحة إلى الدول الصديقة، وبالنتيحة تصبُّ في مصلحة الوضع الأمني وإرساء قواعده عبر عقد الشراكات الدولية، ورفع المستوى القتالي لجميع صنوف الأجهزة الأمنية والقطاعات التعبوية والميدانية على حدٍّ سواء، خصوصاً ونحن مقبلون خلال العام الجاري على انسحاب ما تبقّى من المستشارين الأميركيين ومستشاري التحالف الدولي".
وأضاف، أن "لقاء السوداني مع قائد قوات حلف (الناتو) في ميونخ وما جرى تداوله خلال اللقاء، يعزز نظرية أن العراق ذاهب باتجاه إرساء قواعد الأمن والسلام من خلال الإفادة من التقنيات والمعلوماتية ومواكبة الطرق الحداثوية للأجهزة الأمنية والمخابراتية والاستخباراتية العراقية مع التحديات التي تواجه العراق والعالم".
وأكد أبو رغيف، أن "العراق أصبح يحتل مرتبة الصدارة في ما يتعلق بدعم الدول الأوروبية والغربية على حدٍّ سواء بالمعلومة المخابراتية التي تحول دون وقوع أي عمليات إرهابية تطول تلك الدول عبر تعاونه باكتشاف بؤر التنظيمات الإرهابية التي تنفذ عمليات بين الفينة وأخرى".
تعزيز الدبلوماسية
فيما أوضح السياسي المستقل، الدكتور عائد الهلالي، في حديث لـ"الصباح"، أن "مشاركة رئيس الوزراء في مؤتمر ميونخ للأمن، بالإضافة إلى زيارته إلى العاصمة براغ وتوقيع الاتفاقيات مع نظيره التشيكي، عكست سياسة تعزيز العلاقات الدبلوماسية والتعاون الأمني والاقتصادي على المستويين الإقليمي والدولي".
وبيّن، أن "أهمية هذه الزيارات الأوروبية تتمثل في عدة جوانب"، لافتاً إلى أن "توقيع الاتفاقيات مع جمهورية التشيك يعكس رغبة قوية في تعزيز التعاون الثنائي، سواء في المجالات الاقتصادية أو الأمنية أو الثقافية، وهذه الاتفاقيات تُسهم في بناء شراكات ستراتيجية يمكن أن تعود بالنفع على الاقتصاد الوطني وتقوية الأمن الوطني من خلال تبادل الخبرات والتكنولوجيا".
كما أشار الهلالي إلى أن "منتدى ميونخ للأمن هو منصة مثالية لطرح قضايا الأمن الإقليمي والدولي، ومن خلال المشاركة في هذا المنتدى، تمكن رئيس الوزراء من التفاعل مع قادة الدول والمنظمات الدولية لمناقشة القضايا الأمنية مثل مكافحة الإرهاب، وأمن الحدود، والتحديات الإقليمية، وحقوق الإنسان" .
وأضاف أن "العراق يُعدُّ نقطة محورية في منطقة الشرق الأوسط، ويحتاج إلى الدعم الدولي لتعزيز استقراره بعد سنوات من الصراعات، ومن خلال طرح قضايا مثل محاربة الإرهاب، ودور العراق في استقرار المنطقة، يمكن لرئيس الوزراء أن يحظى بدعم دولي أكبر ويُسهم في بناء استقرار طويل الأمد".
وتابع: ان "الدول الأوروبية مثل جمهورية التشيك لها تجارب غنية في مجالات الأمن والدفاع، ويمكن للعراق الإفادة من هذه الخبرات في تطوير قدراته الأمنية والمشاركة في محاربة التحديات العالمية مثل الإرهاب والتغيرات المناخية والأزمات السياسية".
وبشكل إجمالي قال الهلالي: "تعدُّ هذه الزيارات خطوة مهمة لتمكين العراق من الحصول على الدعم الدولي وزيادة دوره في قضايا الأمن والدفاع والاقتصاد على الصعيدين الإقليمي والدولي".
جذب الاستثمارات
من جانبه، بين المحلل السياسي الدكتور طالب محمد كريم لـ"الصباح"، أن "زيارة رئيس الوزراء إلى براغ وتوقيع اتفاقيات مع التشيك، ثم مشاركته في منتدى ميونخ للأمن، تمثل خطوة مهمة لتعزيز علاقات العراق الدولية، وهذه الزيارات تتيح فرصة لجذب الاستثمارات، خاصة في البنى التحتية والطاقة وتعزيز التعاون الأمني".
وأضاف أن "رئيس الوزراء طرح خلال زيارة براغ وميونخ، قضايا دعم العراق في مكافحة الإرهاب، والاستقرار الإقليمي، وتشجيع الاستثمارات، والإصلاحات الداخلية، بما يعزز مكانة العراق كطرف فاعل في المنطقة ويضمن دعماً دولياً لمواجهة تحدياته".