عن الأساطير

الرياضة 2025/02/18
...

خالد جاسم

مع تجديدي القول بعد البحث الدقيق إنَّ معنى كلمة الأساطير في المعاجم وكتب اللغة تعني الأحاديث التي لا نظام لها وهي الأباطيل والأحاديث العجيبة كما في القول: (سطّر تسطيراً ألّف وأتى بالأساطير)، والأسطورة هي (الحديث الذي لا أصل له), ومن ثم فإنَّ مسمى الأسطورة لا ينسجم إطلاقاً مع شهرة ومكانة أي لاعب أو رياضي مهما بلغت درجة نجوميته وموهبته بمن في ذلك بيليه ومارادونا وهما من أكثر لاعبي العالم شهرة وموهبة ونجومية ومكانة في قلوب الجماهير، وأطلق على كل منهما لقب الأسطورة وإن كان اللقب لا معنى له وفق المفهوم اللغوي الصحيح، وهنا أتوقف متعجباً على الحال التي وصلنا إليها في الرياضة عموماً وفي كرة القدم بشكل خاص، إذ تعاطت كل الأطراف المعنية منها بالأمر أو غير المعنية مع مجموعة نجومنا الكرويين الذين شكل منهم ما أطلق عليه (منتخب الأساطير) بإشراف المدرب حكيم شاكر تحضيراً لبطولة أساطير الخليج وهذه الإشكالية سواء على مستوى المصطلح أو المعنى الخاطئ لمفردة أساطير تذكرني بمباراة نجوم العالم المتقاعدين مع نجوم الكرة العراقية المعتزلين عام (2017)، وكانت بمنطق بعيد تماماً عن الهدف والغاية النبيلة التي نظمت من أجلها المباراة وهي تتجسد في خدمة قضية رفع الحظر عن ملاعبنا وتعريف الرأي العام العالمي من خلال تلك المواجهة الاحتفالية أننا بلد آمن ومستقر وشعبه محب للحياة وعاشق لكل ما هو جميل، وليس أن تتحول المناسبة إلى صفقة تجارية تذهب أرباحها وعائداتها إلى من يريد المتاجرة باسم الحظر وقضيته في وقتها، كما أنَّ السباب والشتائم والتسقيط بحق عدد غير قليل من نجوم الكرة العراقية مهما بلغت درجة عطاء ونجومية كل منهم سواء من كان منهم حاضراً في قائمة لاعبي البرازيلي فييرا أو غيّب وتم شطبه هو أمر معيب وفاضح ويعكس سطحية في التفكير وهشاشة في المعالجة والسبب أننا لا نحسن التعامل مع قضايانا المختلفة بعقلانية وموضوعية بعيدة تماماً عن العاطفة وليست خاضعة لمنطق العشيرة والقبيلة والمذهب والتحزب وهي إشكالية تكررت بشكل آخر مع منتخب أساطير الخليج، فصار الكل نجوماً وأساطير، وتشعبت الآراء وتعددت وجهات النظر بشأن من يحق له ارتداء قميص منتخب النجوم ومن لا يحق له اللعب أمام نخبة من معتزلي الكرة العالمية قبل سنوات وتكررت الحالة الآن مع مجموعة حكيم شاكر، بل أنَّ القضية صارت لكثيرين قضية مصير بل حياة وموت مع أنَّ معايير من يلعب في المباراة عام (2017) كانت واضحة وصريحة من الشركة الإماراتية المعنية بالحدث وقتذاك، وكان يمكن بقليل من التدبير وبعض الحكمة انتخاب قائمة الأسماء المطلوبة وفقاً لتلك المعايير من تشكيلة منتخب العراق في مونديال المكسيك وتشكيلة منتخبنا في تصفيات كأس العالم (1993) وتشكيلة إنجاز آسيا (2007) وبطريقة تحقق التوازن في التشكيلة والبدلاء من حيث الأعمار ومنسوب اللياقة البدنية مع اعتماد معيار من لعب أكثر عدد من المباريات الدولية.. و(يا دار ما دخلك شر) ومن دون الترويج من الآن بمفهوم خاطئ أيضاً لمواجهة تجمع أساطيرنا بأساطير الكرة الخليجية..!