بغداد : الصباح
أكد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني أن الحكومة تبنت مبدأ الحوار في كل تعاملاتها مع التحديات المحلية والإقليمية والدولية. وفيما شدد على ضرورة الإسراع بمباشرة الشركات النفطية في إقليم كردستان العراق استئناف إنتاج النفط وإعادة تصديره عبر ميناء جيهان التركي، بحث مع وزير الداخلية الإيراني إسكندر مؤمني التعاون في مجال مكافحة تهريب المخدرات وضبط الحدود.
وذكر بيان صادر عن المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء، أن السوداني رعى وحضر أمس السبت في بغداد، فعاليات مؤتمر حوار بغداد الدولي بنسخته السابعة، الذي ينظمه المعهد العراقي للحوار تحت شعار "التواصل من أجل التنمية والاستقرار الإقليمي"، ويستضيف عدداً كبيراً من الباحثين والشخصيات المهتمة من العراق والعالم.
وأشار رئيس الوزراء، في كلمة له خلال افتتاح المؤتمر، إلى أهمية الحوار كوسيلة وفرها الدستور في ظل فضاء حرية الرأي والتعبير، لكشف آفاق الفرص والنوافذ التي قد تغيب عن بال صنّاع القرار، مؤكداً تبني الحكومة مبدأ الحوار في كل تعاملاتها مع التحديات المحلية والإقليمية
والدولية.
وبيّن أن الفرصة مفتوحة دائماً أمام الحوار الوطني المباشر، لمعالجة كل الملفات والقضايا، وهو نهج التزمه العراق في سياسته الخارجية، التي التزمت التوازن القوي، وعدم الميل إلى أي محور، والعمل مع كل الجهود الساعية إلى منع انتشار الصراعات، مع الحفاظ على مواقفه المبدئية إزاء أبرز القضايا، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
وتابع أن "الحكومة تسلمتْ مهامَّها الدستورية، وهي تُدركُ سعةَ التحدياتِ السياسيةِ الداخليةِ والخارجيةِ التي تنتظرُها"، مشيراً إلى أن "لم يكن سهلاً تحقيق واجباتنا وتلبية تطلعات شعبنا، مع الحفاظ على المواقف المبدئية للعراق على المستوى الإقليمي والدولي، لكننا التزمنا سياسة التوازن، وواجهنا الكثير من المزايدات والطروحات غير الواقعية، الخالية من بعد النظر والمسؤولية".
وقال السوداني: "نتبنى التوازن الدقيق من أجل تخليص العراق من تبعات الارتهان لخطوات لا تأخذ بالحسبان مصالح شعبنا وإرادته، وما حدث في غزّة، كان حدثاً مفصلياً في رحلة طويلة من محاولات التمويه على حقِّ الفلسطينيين بالحياة، وحقهم في الأرض والوجود، وبعد مسيرة دموية من التهجير وسلب الهوية".
وأوضح "في حواراتِنا مع الأطراف الفاعلة دولياً، ولقاءاتِنا في الأممِ المتحدةِ والمحافلِ الدولية الأخرى، ترسخت القناعات، بفشل منظومة المجتمع الدوليِّ وعجزِها عن القيام
بواجباتِها".
وبخصوص مشاريع الحكومة، قال رئيس الوزراء: "صمم العراق على قطع أشواطٍ في مسار التنمية والإعمار، وهو مسار لا مجال لتأخيره أو تأجيله، وقد مضينا بالمشاريع الستراتيجية الكبرى، وأبرزها (طريق التنمية)، وهو رافعة اقتصادية ستعمل على تدعيم الاستقرار، لاسيما أن (طريق التنمية) يشكل فرصة للتكامل والشراكة مع الجوار ودول الإقليم، وتعزيز مكانة العراق التاريخية والاقتصادية
والثقافية". رئيس الوزراء أضاف بالقول: "نجحنا في إطلاق وتشجيع الحوارات الأكثر قرباً للساحة العراقية، وأبرزها الحوار بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية، وأنهينا بالحوار المسؤول مهمة التحالف الدولي لمحاربة داعش، وانتقلنا إلى العلاقة الثنائية والتنسيق الأمني مع الدول التي اشتركت فيه، كما تمكنا من إدارة هذه الملفات بالاستناد إلى تأييد شعبي وبرلماني، ووقفة مسؤولة من القوى السياسية الوطنية".
ولفت إلى "التبادل التجاري والثقافي والاقتصادي مع دول الجوار والدول الشقيقة والصديقة، إذ عدها أهم عناصر بناء الحضارة، ورفع قيمة الثروات الطبيعية، ويشير إلى أنه "يتأكد دور (طريق التنمية) بوصفه مشروعاً للعراق والمنطقة، وأداة لتعزيز التبادل بين شعوبها بمختلف الأبعاد".
كما جدد السوداني "دعم وتشجيع كل ما يجري طرحه في إطار تعزيز الحوار، وجعل الأفكار منصّة للتلاقي والفهم المشترك".
في غضون ذلك، استقبل رئيس مجلس الوزراء أمس السبت، رئيس إقليم كردستان نيجرفان بارزاني، إذ جرى التباحث في أهم الملفات والمواضيع على المستوى الوطني، ومتابعة سير تنفيذ البرنامج الحكومي على مختلف القطاعات والمجالات.
وأشار إلى أهمية المضي في تنفيذ الاتفاقات المشتركة، خصوصاً في ضوء تمرير مجلس النواب التعديل الأخير على قانون الموازنة الاتحادية العامة، وبما يخدم المصلحة الوطنية، ويعزز الاقتصاد العراقي وتلبية متطلبات أبناء شعبنا، مشدداً على ضرورة الإسراع بمباشرة الشركات النفطية في إقليم كردستان العراق لاستئناف إنتاج النفط، وإعادة تصديره عبر ميناء جيهان التركي.
من جانبه، أكد بارزاني استمرار التواصل والتعاون مع الحكومة الاتحادية من أجل التنسيق العالي في جميع النواحي الخدمية والاقتصادية، في إطار التنمية وتقديم الخدمات وترسيخ الاستقرار.
كما استقبل السوداني أمس السبت، وزير الداخلية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية إسكندر مؤمني.
وجرى خلال اللقاء بحث تطوير العلاقات الثنائية والموضوعات ذات الاهتمام المشترك، ومنها أمن الحدود المشتركة في ضوء الاتفاقات الموقعة، وكذلك التعاون في مجال مكافحة تهريب المخدرات وضبط الحدود، والتنسيق في عمل المنافذ الحدودية بما يحقق الأمن والاستقرار.
وشهد اللقاء أيضاً، مناقشة إجراءات تسهيل تفويج الزائرين الإيرانيين للعتبات المقدّسة في العراق، والتأكيد على تفعيل مذكرة التفاهم بين وزارتي الداخلية العراقية ونظيرتها الإيرانية بشأن الاعتراف المتبادل برخصة القيادة بين البلدين.