المدرب الكروي علي وهاب لـ «الصباح»: منتخبنا سيتخطى الكويت وفلسطين ويبلغ المونديال

الرياضة 2025/03/04
...

  حاوره: رحيم رزاق الجبوري


وضع المدرب علي وهاب اسمه من بين الأسماء المميزة في الساحة الكروية العراقية، إذ اشتهر بقدرته على التعامل مع الأزمات وتوجيه الفرق نحو النجاحات، وهو يشرف حالياً على تدريب فريق أمانة بغداد، ويستعد للحصول على شهادة التدريب الاحترافية (Pro) لتعزيز مسيرته المهنية. بدأ وهاب مسيرته التدريبية مساعداً للمدربين كاظم مطشر وهادي الجنابي في موسم (1993 – 1994)، وحظي بإشادة واسعة من المختصين والإعلام الرياضي. يؤمن ضيفنا بإمكانية تأهل أسود الرافدين إلى كأس العالم، بشرط تجاوز منتخبي الكويت وفلسطين في الجولتين المقبلتين، كما يرى وهاب أنَّ الكرة العراقية غنية بالمواهب، لكنها تعاني نقصاً في المدربين الملمين بأحدث الأساليب العلمية في التدريب، كما يعبر عن استيائه من بعض لاعبي دوري نجوم العراق الذين يدمنون السهر وارتياد المقاهي، مما يؤثر سلباً في أدائهم ومستواهم الفني، في هذا الحوار مع “ملحق الصباح الرياضي”، يفتح لنا هذه الكفاءة التدريبية قلبه، متحدثاً عن مسيرته، رؤيته الفنية، وتطلعاته المستقبلية.


* ما الذي تغيّر في علم التدريب ؟

بلا شك، علم التدريب شهد تطوراً كبيراً، ففي السابق كان اللاعب المعتزل يتجه للتدريب معتمداً على خبراته السابقة، أما الآن، فقد تطورت كرة القدم من خلال مفاهيم حديثة تتطلب دورات تدريبية متقدمة كما أنَّ أنظمة اللعب تغيّرت، مع التركيز على الصراع، والانتقال، والارتداد بالكرة. أصبحت العملية التدريبية تعتمد على مفاهيم علمية بحتة، وتغيرت المناهج التدريبية عما كانت عليه سابقاً، إذ كنا نمارس عادات تدريبية خاطئة دون فهم، أما الآن فقد تطور كل شيء نحو الأفضل.


* ما صفات المدرب الناجح؟

على أي مدرب يرغب في النجاح أن يتسلح بالمفاهيم التدريبية الحديثة، ويتحلى بالعدالة والثقافة العالية، يجب أن يتعامل تربوياً مع اللاعبين، ويمتلك خبرة متراكمة، ويكون مستمعاً جيداً، ويسعى لتطوير أفكاره باستمرار.


* ما فلسفتك التدريبية؟ وأي مدرسة كروية تفضل؟

لكل مدرب فلسفة تدريبية واضحة يسعى من خلالها لتحقيق أهدافه، أنا معجب بالعقلية الألمانية التي تعتمد على العمل الجماعي، إذ هيمنوا في السبعينيات على البطولات العالمية، وهذا ما أثر فيّ وساعدني في نجاحي بمسيرتي التدريبية.


* لم أنت بعيد عن تدريب المنتخبات الوطنية؟

هذا السؤال يُطرح عليّ دائماً وبلا شك يحمل الكثير من الآهات، لكنَّ هذا الأمر يعود للاتحادات المتعاقبة على قيادة الكرة العراقية. للأسف لم أنل نصيبي من الإنصاف أحياناً، وقد اتجهت إلى عالم التدريب في العام (1991)، بعد مسيرة كروية حافلة بالمحطات بدءاً من شباب المحمودية، ثم إلى نادي الجيش، وبعدها مع فريق كركوك، وحصلت على جائزة أفضل مدرب في دوري الدرجة الأولى لموسم (2022 – 2023) في استفتاء صحفي، ودعني أكن صريحاً للأسف أقول إنَّ العلاقات تلعب دوراً كبيراً في هذا الشأن، صدقاً لا أنتقص من قدرات زملائي المدربين، لكني سعيد بالإشادة التي أحظى بها من بين الحين والآخر، خبراء الكرة والإعلام المنصف، وهذا وسام أعتز به.

* كيف ترى حظوظ منتخبنا الوطني في التأهل للمونديال؟

لدينا مباراتان مهمتان أمام الكويت وفلسطين؛ الفوز فيهما سيقربنا كثيراً من التأهل لكأس العالم وأنا أؤمن بتحقيق هذا الحلم وبلوغ المونديال، في المقابل أنصح الإعلام الرياضي بالتحلي بالإنصاف، وتجنب إثارة المشكلات، والتركيز على دعم المنتخب بهدوء.


* ما أبرز الإيجابيات والسلبيات في دوري نجوم العراق؟

في هذا الموسم، الفرق متقاربة في المستوى وأدهشني أداء فريق القاسم ونتائجه الجيدة، إذ يلعب بروح جماعية، وهذا سر تميزه، أحياناً، تظهر تصرفات غير مقبولة من الجمهور، اللاعبين، أو المدربين بسبب ظروف المباراة عند تكرار هذه الحوادث، فإنها تسيء لسمعتنا كرياضيين وعلى الاتحاد نقل جميع المباريات، بما في ذلك الدوري الممتاز، لتحديد السلوكيات السلبية ومحاسبة المقصرين.


* ما سبب اختفاء المواهب في كرتنا؟

هناك طاقات ومواهب كثيرة، لكنها لم تُستثمر بشكل صحيح، بشكل عام المواهب أصبحت نادرة حتى في أوروبا، لذلك أصبح العمل الجماعي هو السائد في كرة القدم، وقلّ الاعتماد على المهارات الفردية، على سبيل المثال، في السنوات الأخيرة، يخرج منتخب البرازيل من البطولات دون تحقيق الألقاب رغم امتلاكه النجوم، الفوز أصبح مرتبطاً بعقلية المدرب وفكره التدريبي المتطور وأدواته في صقلها وفق الأساليب الحديثة والمتبعة في العالم.


* من هم أبرز اللاعبين الذين أشرفت على تدريبهم؟

هناك العديد من اللاعبين الذين تخرجوا تحت إشرافي، منهم: كرار جاسم، صالح سدير، مهند عبد الرحيم، رزاق فرحان، عمار حسين، أحمد إبراهيم، مناف يونس، وأحمد فاضل.


* كيف تقيّم التزام لاعبينا بالتدريب، والنظام الغذائي، والنوم؟

للأسف، الالتزام أصبح مفقوداً لدى الأغلبية، باستثناء قلة من اللاعبين الذين استمروا في الملاعب حتى الآن بفضل التزامهم وحرصهم على مستقبلهم وتاريخهم الكروي حالياً، نفتقر لهذه الثقافة بسبب السهر وارتياد الكافيهات، مما أثر سلباً في إنتاجية اللاعب وأدى إلى انحدار مستواه الفني.


*هل كرة أمانة بغداد قادرة على العودة لمصاف دوري النجوم؟

نعم وفق الإمكانات والمواهب الحالية يمكن أن تعود إلى دوري الأضواء، إذ يتواجد فريقنا ضمن الأربعة الكبار، لكن في المقابل اللعب في دوري النجوم يتطلب قدرات مالية إلى جانب الاستعانة بلاعبين محترفين والتوظيف الأمثل للمواهب المحلية.