علي حنون
مع اقتراب موعد مُواجهتي منتخبنا الوطني لكرة القدم في منافسات تصفيات المجموعة القارية الثانية الحاسمة المُؤهلة للمونديال أمام نظيريه الكويتي في البصرة والفلسطيني في عمّان، فإننا أصبحنا نقف على (تركيز) سلبي على مباراتنا الثانية أمام المنتخب الفلسطيني في رؤية غريبة تشعبت فيها الطروحات، واضعين مقابلتنا، التي ستقام قبلها في خانة النسيان، وما كنا نتمنى أن يؤول الحديث بصدد المُواجهتين إلى هذا التحشيد، لاسيما الخوض في تداعيات اختيار المنتخب الفلسطيني للأردن أرضاً لمُقابلتنا، بل كنا على العكس نتمنى من بعض البرامج والمنصات والمواقع الإلكترونية المُتخصصة أن تدخل في حديث مُتوازن عن مباراة الكويت لأنها الأولى ولأنها ستقام في أرضنا وبين جماهيرنا، فضلاً عن كونها مُقابلة مصيرية وعلى نتيجتها تتوقف عديد الأمور.
ولعلّ الحديث في برامجنا عن لقاء أسودنا للأزرق هو الأجدى حالياً، لأنَّ المنتخب الكويتي، الذي شاهدناه في خليجي (26) الأخيرة منتخب لا يزال يعتريه الطموح لتأكيد جدارته وهو ينظر إلى لقاء منتخبنا بعين ملؤها الرغبة في إيقاف تطلعات أسود الرافدين وبالتالي فإنَّ تنفيذ برامج إعلامية وصحفية داعمة لمنتخبنا في هذه الأيام فيها من المنطق الكثير خاصة أنَّ نحو (14) يوماً فقط تفصلنا عن اللقاء وأصبح موضوع التحشيد مطلوباً جداً وأيضاً لاعتبارات تتعلق بالأهمية الكبيرة للنتيجة، التي نتمناها إيجابية واعتماداً عليها سَتُحدد معالم رحلة منتخبنا، ولكن أن يتم تسليط الضوء على مباراتنا مع المنتخب الفلسطيني وبهذه الحزمة وبهذه الكيفية، فإنَّ مردودات الأمر ستكون فيها من السلبية ما لا نتمناه، لأنه سَيُلغي من برنامج المُؤازرة المُسبقة اهتمامنا بالمباراة الأكثر ضرورة في القفز على نتيجتها وهي مقابلة الأزرق الكويتي، كما أنه سَيُذهب الاهتمام المطلوب من تفكير أسرة منتخبنا بمباراة البصرة. نعي أنَّ تداعيات المباراة الأخرى، التي ستجمعنا لاحقاً مع الفدائي في عمّان جعلتنا نستغرب اختيار الأردن ملعباً للمواجهة، إلا أنَّ الأمر في أوله وآخره هو حق للفريق المنافس وإذا أردنا الحصول على بطاقة التأهل الثانية أو الذهاب لتصفيات الملحق، علينا أن نتقبل الأمر وأن نخطط للكيفية، التي من خلالها يُمكن تحقيق نتيجة إيجابية في لقاء الأردن، وعلينا أيضاً أن نزرع الثقة في نفوس لاعبينا ونُبعد الخشية من تركيزهم، فهم أسماء مُتمكنة فنياً وإمكانية إصابة الظفر في مباراة فلسطين قائمة جداً، خاصة أنَّ منتخبنا عوّدنا في حال كهذه أن يُطوّع الظروف المجانبة لتطلعات لاعبيه وجماهيره لصالحه ويأخذ منها عبرة ودافعاً لتقديم المستوى الأفضل والنتيجة الإيجابية.
ونتمنى كذلك أن تعود بعض برامجنا عن نهجها لأنَّ ارتدادات التحشيد ستأتي سلبية خاصة عندما يدخل الحديث في نفق التخوين أو الاجتماع على إصابة منتخبنا في (مقتل) لأنَّ أسودنا يعون ما يجري ويُدركون أنَّ مُهمتهم تُؤطرها رغبة كبيرة في نيل المُراد ويُرافقها شغف لمُواصلة النجاح وكسب إمّا بطاقة التأهل المباشر (الثانية) أو أن يكون لهم حضور في أبعد التطلعات في تصفيات الملحق، وإما السير في ذات الطريق مع الإشارة إلى أنَّ في الأمر ما يُثير حفيظتنا، فإنه لن يأخذنا بعيداً ولن يأتينا سوى بالإحباط، لذلك على بعض برامجنا أن تنأى بنفسها عن ذلك وتتأكد أن دورها هو التعضيد وليس إثارة الآخرين عبر سلوكيات فيها دافع لتحريض الآخرين على منتخبنا الوطني.