القاهرة: إسراء خليفة
أدان البرلمان العربي ووزارات الخارجية في بلدان عربية، قرار حكومة الاحتلال الصهيوني قطع الكهرباء عن قطاع غزة وكذلك توقف محطات المياه التي دمّر القسم الأكبر منها في العدوان الإجرامي الذي بدأ في تشرين الأول 2023، وحذر رئيس البرلمان العربي محمد اليماحي، من تداعيات قرار وزير طاقة كيان الاحتلال قطع الكهرباء عن غزة، مؤكداً أن ذلك يعد جريمة حرب وعقابًا جماعيًا يتنافى مع القانون الدولي الإنساني، وأن هذا القرار يزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع.
وأكد اليماحي، رفض البرلمان العربي القاطع لهذا الإجراء غير المسؤول، الذي يمثل خرقًا لكافة القوانين والأعراف الدولية، وانتهاكًا صارخًا للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، ولاتفاق وقف إطلاق النار، مطالبًا المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والحقوقية بالتحرك العاجل للضغط على كيان الاحتلال لإعادة الخدمات الأساسية للسكان في قطاع غزة، وإعادة إدخال المساعدات، محذرًا من التداعيات الكارثية لهذا القرار على المدنيين الأبرياء، ولاسيما الأطفال والمرضى وكبار السن، والعمل من أجل استدامة وقف اتفاق إطلاق النار.
وأدانت وزارات الخارجية في السعودية والأردن وقطر ودول عربية أخرى، القرار الصهيوني بقطع الكهرباء عن غزة، وقالت الخارجية السعودية: إن “المملكة تدين بأشد العبارات ممارسة سلطات الاحتلال الصهيوني أساليب العقاب الجماعي على الفلسطينيين في غزة، وذلك بقطع الكهرباء عن القطاع، وتجدد رفضها القاطع للانتهاكات الصهيونية للقانون الدولي الإنساني”، مطالبة “المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات عاجلة لعودة الكهرباء وتدفق المساعدات إلى قطاع غزة بشكل فوري من دون شرط أو قيد”.
وكانت الحكومة الصهيونية أعلنت بوقت سابق وقف بيع الكهرباء لقطاع غزة، ما سيؤدي إلى توقف فوري لتدفق التيار الكهربائي إلى القطاع الفلسطيني المحاصر. ونقلت القناة العبرية 12 عن مسؤولين صهاينة، قولهم، إن الخطوة المقبلة هي قطع الماء عن غزة.
ووصفت حركة “حماس” هذه الخطوة بأنها “محاولة يائسة للضغط على الشعب عبر سياسة الابتزاز الرخيص والمرفوض”، وقالت الحركة: إن “قطع الكهرباء، وإغلاق المعابر، ووقف المساعدات والإغاثة والوقود، وتجويع شعبنا، يعد عقابا جماعيا وجريمة حرب مكتملة الأركان”.
في غضون ذلك، أكد مستشار وكيل وزارة الحكم المحلي في غزة زهدي الغريز، توقف جميع محطات التحلية المركزية ومحطات معالجة المياه في قطاع غزة عن العمل، بسبب الحرب المستمرة منذ 16 شهرا، مشيراً إلى أن قطع سلطات الاحتلال للكهرباء عن القطاع أدى إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة.
وحذر الغريز، من تفاقم الكارثة الإنسانية، مع اعتماد أكثر من 2.3 مليون نسمة على مياه غير آمنة، مطالبا المجتمع الدولي بالضغط على الكيان الصهيوني لوقف استهداف البنية التحتية وضمان دخول الوقود والمواد الإغاثية.
في غضون ذلك، ذكر موقع “أكسيوس” أن مسؤولين أميركيين وصهاينة يحاولون التخفيف من حدة التوترات التي استمرت أياما عدة وراء الكواليس بسبب المحادثات غير المسبوقة التي أجرتها إدارة الرئيس دونالد ترامب مع حركة “حماس”.
ونقل الموقع عن السكرتيرة الصحفية في البيت الأبيض قولها، إن ترامب يدعم بالكامل المحادثات التي أجراها مبعوثه لشؤون الرهائن آدم بولر مع “حماس”.
وأفاد مسؤولون صهاينة بأن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو رفض الدخول في صدام علني مع ترامب منذ الكشف عن المحادثات بين واشنطن و”حماس”. لكن مسؤولين صهاينة عبروا في جلسات خاصة عن غضبهم من هذه المحادثات، وفق مصادر موقع “أكسيوس”.
ومن المتوقع أن يصل المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيفن ويتكوف إلى الدوحة في وقت لاحق، للمشاركة في المفاوضات “من خلال الوسطاء القطريين، وليس عبر لقاء مباشر مع (حماس)”، وأفاد “أكسيوس” نقلا عن مسؤول صهيوني بأن ويتكوف مستعد للبقاء (في الدوحة) من 3 إلى 4 أيام لمحاولة التوصل إلى اتفاق.