زيدان الربيعي
تشير الوثائق الرسمية في الاتحاد الدولي لكرة القدم، إلى أن فلاح حسن، نجم منتخبنا الوطني في سبعينات وبدايات ثمانينات القرن الماضي، سجّل 29 هدفاً طيلة تواجده مع المنتخب، وهو رقم يراه البعض قليلا، ولا يتماشى مع مهاجم بوزن ومكانة وتاريخ وشهرة فلاح حسن، خصوصاً أن معظم أهدافه الدولية كانت جميلة جداً وخالدة في الذاكرة، وبعضها كان حاسماً للمباريات وحتى البطولات، ومنها هدف الفوز الذي سجّله في مرمى فريق ساوباولو البرازيلي في نهائي بطولة مرديكا الدولية في ماليزيا عام (1981).
لكن من يعرف تاريخ فلاح حسن بشكل جيد، سيجد أنَّ هذا الرقم كبير جداً، لاسيما إذا ما عرفنا أنه كان يلعب بمركز صانع ألعاب وليس رأس حربة، كما كان كريماً جداً في توفير الفرص إلى زملائه المهاجمين في المنتخب، إذ إنَّ هناك الكثير من الفرص كان يمكن أن يسجل منها أهدافاً تكون في رصيده الدولي، إلا أنه امتلك فلسفة خاصة، جعلته يفضل أن يسجل أحد زملائه الهدف إذا كان الزميل يستطيع هز الشباك بنسبة (100 %)، والتاريخ يشهد له في هذا المجال، وعلى سبيل المثال لا الحصر أنَّ فلاح حسن كان بإمكانه وبنسبة (90 %) تسجيل هدف المنتخب العراقي الثاني في مرمى نظيره الياباني في بطولة مرديكا بماليزيا (1981) عندما تلقى كرة عرضية أمام المرمى، إلا أنه وجد خلفه زميله فيصل عزيز، ليسمح للكرة بأن تمر من تحت أقدامه مع قيامه بحركة خادعة للحارس الياباني الذي توجه نحو فلاح حسن، بينما تمكن فيصل عزيز من وضع الكرة بالمرمى الياباني من دون عناء يذكر.
نقطة أخرى كان يتميز بها فلاح حسن عن جميع مهاجمي المنتخبات العراقية، وهذه الميزة تتمثل بعدم قيامه بتسديد ركلات الجزاء، مما يؤكد أنَّ أهدافه الـ(29) جاءت عبر حركة لعب، لأنَّ فلاح حسن وأثناء تمثيله فريق الزوراء، ومن ثم فريق الشباب، وبعد عودته إلى الزوراء مرة أخرى لم يقم بتنفيذ أي ضربة جزاء، وحتى عندما تصل مباريات الزوراء إلى ركلات الترجيح، لأنه كما يقال ببداية حياته الكروية تسبب بإضاعة أكثر من ركلة جزاء، مما جعله يبتعد بشكل نهائي عن تنفيذها.
وللأمانة عندما كان فلاح حسن مدرباً لفريق الزوراء منذ عام (1985 – 1991)، وعندما تتطلب إحدى المباريات الحسم عبر ركلات الجزاء الترجيحية، فإنه عند تنفيذ أحد لاعبي فريقه للركلة كان يدير وجهه، ولا ينظر للاعبه المنفذ!، حتى أنه تعرض للانتقادات من قبل الصحافة، لأنه مدرب ويجب عليه معرفة أخطاء لاعبيه الذين يخفقون بتنفيذ ركلات الجزاء الترجيحية، وحتى تلك التي تحصل أثناء سير المباريات.
إنَّ فلاح حسن، من المهاجمين والهدافين المهمين في تاريخ الكرة العراقية، وأغلب المهاجمين الذين لعبوا إلى جانبه كانوا محظوظين جداً، لأنه كان يقوم بتوفير الكرات “المقشرة” لهم.
سجلّ حافل لثعلب الكرة العراقية مع الأندية والمنتخبات الوطنية ربما لا يتسع الوقت للحديث عنه، إلا أنَّ فلاح حسن يبقى أيقونة في تاريخ كرتنا.