فوّاز طرابلسي: الترجمة غوايةٌ وجسرٌ بين الثقافات

ثقافة 2025/04/16
...

  أربيل: رائد العكيلي


يرى الأديب والمترجم اللبناني فواز طرابلسي في ندوة اقيمت بمعرض اربيل الدولي للكتاب بنسخته الـ  17أنّ الترجمة ليست مجرد حرفة يتقنها المرء، بل هي "غواية" تحافظ على الشغف في العلاقة بين المترجم والنص. فمنذ بداياته المبكرة في مرحلة الثانوية، انجذب طرابلسي إلى عالم الترجمة، حيث نقل قصيدة "حزن في ضوء القمر" للشاعر السوري محمد الماغوط، وقصائد للشاعر نزار قباني، مُطلقًا رحلة طويلة مع الكلمة المترجمة.  

تحوّلت الترجمة لاحقًا إلى أداة للتوعية السياسية، فانخرط طرابلسي في ترجمة نصوص حول الماركسيّة وحركات التحرّر الوطني، غاية في إثراء الفكر النضالي، كما نقل أعمالًا أدبيّة لكتاب كبار مثل جون بيرجر في كتابه عن "ثورة أكتوبر"، ومقالات أنطونيو غرامشي، ودراسات إدوارد سعيد، موثقًا عبر ترجماته تحوّلات فكريّة وأدبيّة.  

ولا ينفي طرابلسي دور التطور التكنولوجي في دعم المترجم، إذ يرى أن برامج الترجمة الآليّة والذكاء الاصطناعي تُعد أدوات مساعدة، لكنها لا تغني عن الإبداع الإنساني. ويشير إلى أن التحدي الأكبر الذي يواجه المترجم يكمن في عمق ثقافته وإتقانه لغة النص، ويقول إنّ "اللغة لا تمنح أسرارها بسهولة، بل تتطلب احترافًا وصبرًا لفك شفراتها".  

ويؤكد طرابلسي في حديث لـ "الصباح" أن "هدفه من الترجمة هو تمكين القارئ العربي من الاطلاع على إنتاجات الآخرين بلغته الأم، مما يوسّع مداركه ويثري رؤيته للعالم". ويرى أن الترجمة ليست نقلًا حرفيًا للنصوص، بل هي جسرٌ للتفاعل الثقافي بين الشعوب، ووسيلة لتلاقي الحضارات عبر حوار متواصل ينبض بالإنسانيّة المشتركة.